تقارير

إيران .. التعليم والتربية للنهب في ظل حکم الملالي!

 

مشکلة أجور التعليم في المدارس في الشهر الأخير من السنة الدراسية!
ربما إيران المنکوبة بالملالي تکون نادرة بين بلاد العالم من حيث أن الطلاب مازالوا يواجهون مشاکل لأجور التعليم والتسجيل وغلاء الکتب و… رغم حلول الأيام الأخيرة من السنة الدراسية! فيما کان من المقرر أن يکون التعليم والتربية في البلاد مجانا وإجبارا، حسب دستور صوّغه الملالي.
ولم يکن هذا الأمر (التعليم المجاني) بشيء جديد إذ کان منتشرا قبل ثورة 1979 وحتی أيام الديکتاتورية الملکية ويعتبر أصلا من منجزات التقدم الإجتماعي الإيراني بعد ثورة الدستور التي تشکلت المدارس المجانية بفضل جهود المثقفين والخيرين في إيران وأنشئت أول مدارس من هذا النوع في تبريز وطهران وسائر المدن وکانت رشديه ودارالفنون نموذجين لهذه المدارس لکن هذه المنجزات القديمة هي الأخری تعرضت لمصيبة تطال علی بقية المکاسب الإجتماعية والتاريخية الإيرانية.
فأين التعليم المجاني والإجباري؟
والمقال مکتوب قبل أسابيع أي قبل شهر علی نهاية السنة الدراسية لکنک مازلت تسمع من الإعلام أن مشکلة المدرسة والکتاب والدفتر مستمرة وإذا نظرت إلی الشوارع فتری عدد أطفال الشوارع يفوق الخيال أطفال يشتغلون في الشوارع والمعامل الصغيرة وممرات وغرف الأسواق التقليدية بحثا عن لقمة عيش لهم ولعوائلهم بدلا من التعليم والتربية.
ولا إحصاءات عن عدد الأطفال الشاغلين في المزارع ومازالت القری تمثل الجزء المظلم للوطن ويبدو أنه لا رغبة لأحد لتسليط الضوء عليه.
اضافة الی أطفال الشوارع، للأسف من استطاع أن يذهب إلی المدرسة من الأطفال والمراهقين والشباب لا ينعم بوضع تعليمي ثابت.
غلاء أجور التعليم مازال تأخذ بتلابيب العوائل إلی يومنا هذا.
غلاء الکتب الدارسية
غلاء الدفتر والقلم وسائر القرطاسية الضرورية للطلاب
أعمال نهب الطلاب المتناوبة بمختلف الذرائع من قبيل المعسکر التعليمي (الکشافة)، حق استخدام الحاسبة؟! التي لا حصة منها لکل طالب أکثر من دقائق.
خلق تکاليف مختلفة لاحتيال الشعب مثل:
تدفئة، تأهيل المباني وعشرات الحجج الأخری لابتزاز الطلاب وعوائلهم حتی يومنا هذا أي يوم حلول الشهر الأخير للسنة الدراسية الراهنة!
قد يکون تصديقه صعبا لکننا نسمع علی لسان عناصر النظام!
ظهر 25 آذار 2016 ذوالفقاري مساعد وزارة التعليم والتربية في التلفزيون مهددا أنه ”تُدان عوائل لا تسجل أبناءها في المدارس بغرامة تبلغ 10 ملايين وبالسجن 3 أشهر ويوما”.
وإذا ما سمع مستمع أجنبي مقابلته فيظن أنه في بلد متقدم أوروبي سيکون التعليم والتربية فيه في الواقع مجانا وإجبارا … وإذا ما لم ير الشوارع وأطفال الشوارع وإذا به يسمع 5 نيسان في النشرة الأخبارية ساعة 19 مساء من تلفزيون النظام أن والدة تؤکد في مقابلة لها مع نفس الشبکة ”أنهم أبلغوني بعدم استقبال إبني اعتبارا من الغد بسبب عدم دفع أجور التعليم!” فإنه يتذکر أنه عليه أن يذهب إلی مراجعة معنی مفردة ”الدجل” في قاموس الحاکمين علی إيران!
يا للعجب! أليس التعليم والتربية مجانا؟ فما القضية التي ترويها هذه السيدة؟! لنذهب.
وفي نفس البرنامج ونفس اليوم وتواصلا لنفس التقرير يشدد المراسل الذي يبدو أنه يحرص علی الطعن في الزمرة المنافسة أي روحاني وحکومته علی أن ”الأجور تم أخذها في السنة الدراسية الأولی ذاتها لکنه بضعفين للأجور المصادق عليها!” مضيفا أنه ”من الظاهر أن بعض المديرين استثمروا الأجور في مواقع أخري!”
فيا للعجب مجددا! هل تمثل المدارس شرکات الأسهم أو الشرکات التعاونية علی أن تجبي الأجور وهي تشتغل مجانا! وتستثمر الأموال في مکان أخر؟!
ووالد يتحدث بقلب جريح عن ”أنهم أخذوا الأجور منا وذهبوا إلی جزيرة کيش افتتحوا شعبة لبيع بيتزا!
واقع حال الکوادر التعليمية للمدارس
المعلمون الأحرار الذين يضربون عن الطعام في السجون!
وعلی المدير والناظر أن ينتشل جثث معلميه من تحت رکام المدارس المنهارة في بلوتشستان أو يشارک تشييع زملائه بعد حرق النفس… کما قام به ذلک الناظر المظلوم من أهالي اشنويه والذي انتحر من فرط الفقر والعجز عن معالجة إبنه المريض!
فمن هؤلاء الذين يجبون أجورا غير قانونية من الناس ومن ثم يدشنون محلات بيع بيتزا في کيش! (لا مکان أرخص منها؟) إن المراسل يأتي إلی هنا ولا يتقدم أکثر من هذا.
فإذا سمحتم نواصل في استماع هذه الأنباء المخيفة والسوررئاليستية ونخرج من جحيم الناس العاديين والفقراء إلی عالم الخارج للترفيه عن الفنس لکي نری ما يدور في جنة أبناء مسؤولي النظام والخواص؟
وأفادت وکالة أنباء تسنيم التابعة لقوة القدس الإرهابية 14 أيار أن ”تم الإعلان عن الأجور الشهرية لبعض المدارس غير الحکومية وهي تبلغ 5 ملايين و579 ألف تومان غير أن أصحاب هذه المدارس يزيدون من هذا الرقم إلی 10 ملايين تومان أحيانا للدورة الإبتدائية تحت عنوان البراامج الإضافية وتکاليف الغداء والمعسکرات العلمية أو الترفيهية…!”.
هناک أحد يموت فقرا والآخر يدعو إلی معسکر؟!
مقارنة بسيطة!
قد تنتبهون إلی أن هذا الرقم البالغ 10 ملايين تومان يفوق قليلا الراتب الأساسي للعمال الإيراني طوال السنة کلها! بمعنی أنه إذا ما اشتغل عامل إيراني علی مدار الساعة ونجح في نهاية الشهر في تقاضي مرتباته – وهذا افتراض مستحيل – ولم يأکل ومعه زوجته وطفله أي شيء ولم يلبس ولم يمرض علی مدی السنة ولم يقدموا إيجار السکن و… وجمعوا کل عوائدهم طيلة السنة فبوسعهم أن يسجلوا أسم طفل لهم في مدرسة شرحت وکالة أنباء قوة القدس الإرهابية مواصفاتها!
للتذکير، إن الحد الأدنی المصادق عليه لمرتبات العامل الإيراني للسنة الراهنة يعادل بالضبط 812 ألفا و164 تومانا!
إذن، لنعد إلی أنباء بثت الساعة 1830 مساء يوم 5 نيسان للسنة الحالية لنری ما يقوله؟!
”المدير العام للإشراف علی النشر والتوزيع في التعليم والتربية بإعلانه عن ارتفاع سعر الکتب الدراسية بنسبة 10 بالمئة في العام الجاري قد أکد أن الطلاب وأبويهم بإمکانهم أن يذهبوا إلی المکان الفلاني لاستلام الکتب الدراسية بارتفاع للأسعار يبلغ 10 بالمئة”! ارتفاع أسعار الکتب الدراسية! وذلک في الموسم الأخير الدراسي؟!
آفاق هذا الوضع
الواضح أن جماهير المراهقين الإيرانيين بهذه المواصفات في نظام بهذه الصفات وبينما تفوق الکلفة التعليمية السنوية لطالب في الحوزات الدينية کلفة تعليم 100 طالب عادي، لن يذوقوا طعم الدرس والعلم والألاعيب الصبيانية في المدرسة وخلال فترة التعليم ولا تقدم علمي يلوح لهم في الأفق وحسب الملالي، الطريق الوحيد أمامهم هو الإستسلام للدعايات النظام المميتة لزجهم بالباسيج والحوزات الدينية التابعة للملالي ومن ثم إلی جبهات الحرب في سوريا والعراق و…
وبالمقابل وفي الجهة الأخری الخارجة عن تصورات الملالي وأجندتهم ومما يحلمونه لأبناء الشعب الإيراني، من الواضح أيضا أن لهذه الأطفال وسيل العاطلين عن العمل بالإضافة إلی حشد أطفال الشوارع والمعلمين الطافح کيل صبرهم من الظلم والإجحاف برفقة العمال العصاة وأهل القری المشرّدين، أحلام للغد،
ويا لها من أحلام رائعة؟!

زر الذهاب إلى الأعلى