المناسبات

نبذة عن سيرة أبي عبد الله الإمام جعفر الصادق عليه ‏السلام لمناسبة ذکری وفاته عليه السلام

ولد الإمام السادس جعفر الصادق عليه السلام بالمدينة يوم 17 ربيع الأول سنة 80 من الهجرة وتوفي يوم 25 شوال سنة 148 عن عمر يناهز 68 أقام منها مع جده علي بن الحسين 12 سنة وأياما أو 15 سنة، ومع أبيه بعد جده 19 سنة، وبعد أبيه 34 سنة، وهي مدة إمامته وهي بقية ملک هشام بن عبد الملک وملک الوليد بن يزيد بن عبد الملک ويزيد بن الوليد بن عبد الملک الملقب بالناقص وإبراهيم بن الوليد ومروان بن محمد الحمار والسفاح ، وتوفي بعد مضي عشر سنين من ملک المنصور العباسي ودفن بالبقيع مع أبيه الباقر وجده زين العابدين وعمه الحسن بن علي عليهما ‏السلام. کنيته أبو عبد الله وهي المعروفة المشهورة وله ألقاب أشهرها: الصادق ، ومنها الصابر والفاضل والطاهر ، لقب بالصادق لصدق حديثه.

ومناقب الصادق عليه‏السلام وفضائله کثيرة نقتصر منها علی ذکر ما يلي:
أحدها العلم- روی الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة الطاهرة عن صالح بن الأسود قال سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني فإنه لا يحدثکم أحد بعدي بمثل حديثي. وقال ابن حجر في صواعقه: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الرکبان وانتشر صيته في جميع البلدان وفي مناقب ابن شهرآشوب نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن أحد، ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه ولا لقي أحد منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار ولا نقلوا عنهم ما نقلوا عن أبي عبد الله عليه‏السلام فإن أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات علی اختلافهم في الآراء والمقالات فکانوا أربعة آلاف رجل. وروی عنه راو واحد وهو أبان بن تغلب ثلاثين ألف حديث، روی الکشي في رجاله بسنده عن الصادق عليه‏السلام أنه قال : أبان بن تغلب روی عني ثلاثين ألف حديث.

و روی النجاشي في رجاله بسنده عن الحسن بن علي الوشاء في حديث أنه قال أدرکت في هذا المسجد (يعني مسجد الکوفة) تسعمائة شيخ کل يقول حدثني جعفر بن محمد : وکان عليه‏ السلام يقول حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب وحديث علي حديث رسول الله صلی ‏الله‏ عليه‏ وآله وحديث رسول الله قول الله عز وجل. وقال ابن شهرآشوب في المناقب: ولا تخلو کتب أحاديث وحکمة وزهد وموعظة من کلامه، يقولون: قال جعفر بن محمد الصادق عليه‏السلام .
وثانيها الحلم. و روی الکليني في الکافي بسنده أن أبا عبد الله عليه‏السلام بعث غلاما له في حاجة فأبطأ فخرج أبو عبد الله عليه‏السلام علی أثره لما أبطأ عليه فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتی انتبه فلما انتبه قال له أبو عبد الله عليه‏السلام يا فلان والله ما ذاک لک تنام الليل والنهار لک الليل ولنا منک النهار.

ثالثها الصبر – وروی الصدوق في العيون بسنده عن أبي محمد عن آبائه عن موسی بن جعفر عليهما السلام قال: نعی إلی الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام ابنه إسماعيل بن جعفر وهو أکبر أولاده وهو يريد أن يأکل وقد اجتمع ندماؤه فتبسم ثم دعا بطعامه وقعد مع ندمائه وجعل يأکل أحسن من أکله سائر الأيام ويحدث ندماءه ويضع بين أيديهم ويعجبون منه أن لا يرون للحزن عليه أثرا فلما فرغ قالوا يا ابن رسول الله لقد رأينا عجبا أصبت بمثل هذا الابن وأنت کما نری، قال وما لي لا أکون کما ترون وقد جاءني خبر أصدق الصادقين أني ميت وإياکم أن قوما عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم ولم ينکروا من يخطفه الموت منهم وسلموا لأمر خالقهم عز وجل. وله الکثير من المناقب والسجايا ومنها الصدق والعبادة والسخاء ومکارم الأخلاق.
و في مروج الذهب للمسعودي: لعشر سنين خلت من خلافة المنصور توفي أبو عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة 148 ودفن بالبقيع مع أبيه وجده.

زر الذهاب إلى الأعلى