تقارير

عقدة ثلاثية في صياغة نص الاتفاق النووي مع نظام الملالي

 

 

 


أفادت قناة الشبکة الـ2 للنظام الإيراني 8حزيران/يونيو 2015 أن 3عُقد قد ألقت ظلالها علی نص الاتفاق النووي مما يجعل مصير الاتفاق النهائي في نفق مسدود.
وکانت العقد الثلاث التي ذکرها تلفزيون الملالي هي: رفع العقوبات واحتمال فرض العقوبات من جديد وتفتيش المواقع العسکرية من قبل الوکالة الدولية للطاقة الذرية.
ووصل فک العقد الثلاث إلی أمر لا يطاق بالنسبة لفريق التفاوض للنظام الإيراني بحيث أن مراسل تلفزيون النظام الإيراني قد تضجر من صعوبة الأوضاع معتبرا إياها بـ«أيام تمر ثقيلة علی فريق التفاوض النووي» وقال: «نواجه صعوبات عدة في صياغة نص الاتفاق الذي ألقت 3عقد علی الأقل ظلالها عليه. ويذکر أن رفع العقوبات يعتبر العقدة الأولی التي لم يفلح اتفاق لوزان أن يجد حلا لها في دفعة واحدة وإنما أکد بيان لوزان علی أن أمريکا ترفع عقوباتها الإضافية فحسب».
وأذعن عباس عراقجي مساعد وزير خارجية الملالي والعضو الأقدم في فريق التفاوض للنظام بصعوبة ظروف المفاوضات النووية وقال: «إن أمريکا فرض عقوبات جديدة  تأمر الدول والشرکات الأخری بتطبق العقوبات الأمريکية وفي حال عدمه سوف تغرمها أمريکا. هذه هي عقوبات إضافية».
وبحسب مراسل تلفزيون النظام الإيراني أنه حتی في حال وجود إرادة لرفع العقوبات فإنها لم تکن سوی مؤقتة وعابرة. وبشأن الموضوع أکد صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية للنظام الإيراني علی ما صرح به مراسل تلفزيون الإيراني واعترف قائلا: «إني أقول لکم الحقيقة عينها، لا أقول إننا نجعل العقوبات تُرفع ولا تلغی وإنما هي تتوقف في الوقت الحالي».
أما العقدة الثانية التي يواجهها فريق التفاوض للنظام الإيراني فهي الالتزام بالتعهدات من جانب الطرفين بشکل متزامن. وفيما يخص المسألة نوه مراسل قناة الشبکة الـ2 للنظام الإيراني إلی أن النظام قد قبل تعهدات فاعلة علی الأرض لکن تعهدات الطرف المقابل باتت حبرا علی الورق. وأيد صالحي ما قاله مراسل تلفزيون النظام وقال: «في يوم نلتزم فيه بتعهداتنا علی الأرض وإنهم يلتزمون بتعهداتهم علی الورق وفي ذلک الحين ترفع العقوبات الإضافية لأمريکا وأوروبا».
واعتبر تلفزيون النظام الإيراني، ملحق «بي.ام.دي» بمثابة ضيف غير مرحب به يمهد الطريق أمام مفتشي الوکالة الدولية للطاقة الذرية لتفتيش المواقع العسکرية للنظام الإيراني. کما أن الطرف المقابل يمکنه أن يطرح مواضيع جديدة أثناء المفاوضات النووية مما يصفه نظام الملالي بمبالغة الطلب بشکل غير وارد وغير منطقي.
ولافت للنظر أن العقد الثلاث التي أشار إليها تلفزيون النظام الإيراني هي نفس ما ذکره الخامنئي أثناء لقائه مع نواب برلمان النظام الإيراني.
ونقلا عن مراقبيين سياسيين للنظام الإيراني، اعتبرت صحيفة «سياسة اليوم» التابعة لزمرة الخامنئي في عددها الصادر في 28أيار/مايو 2015 أن تصريحات الخامنئي بشأن العقد الموجودة في المفاوضات النووية ناتجة عن مطلبيين أمريکيين وکتبت تقول: «اشترطت السلطات الأمريکية التوصل إلی الاتفاق النووي بتفتيش المواقع العسکرية أي ملحق ”بي.ام.دي“ وإجراء مقابلات مع خبرائنا النوويين».
الحقيقة هي أن العقد الثلاث تعني مأزقا وقع فيه النظام الإيراني مما تضجرت منه وسائل الإعلام للنظام الإيرني لاسيما تلفزيون النظام وقادة وعناصر النظام بقضهم وقضيضهم.
وواضح أن العقدة الرئيسية (أي المأزق الرئيسي) في المفاوضات النووية هي عجز الولي الفقيه للنظام الإيراني نفسه بحيث أنه فقد قدرته وقابليته لاتخاذ موقف حاسم.
لذا إن فک عقد المفاوضات النووية والانفراج فيها يتراهنان باتخاذ خليفة النظام الرجعي الحاکم في إيران قرارا إما يتجرع کأس السم النووي حتی جرعة أخيرة ويواجه تداعياته القاتلة أو يقلب طاولة المفاوضات مما تتمخض عنه تداعيات قاتلة أخری تعصف بالنظام الإيراني.
ونظرا إلی أنه لم يبق سوی 3أسابيع للمهلة الأخيرة في المفاوضات النووية فإن النظام الإيراني يضطر إلی اتخاذ موقف حاسم بشأن النووية ويجب أن يختار واحدا من طريقين مصيريين أحلاهما مر.

زر الذهاب إلى الأعلى