تقارير

أموال الشعب الإيراني تنفق علی الميليشيات وبلوشستان تتضوّر جوعاً

 
تعد محافظة بلوشستان من أکثر المحافظات تضررا من ناحية البطالة حيث لجأ الکثير من الشباب إلی تهريب الوقود ليبيعوه في الحدود الباکستانية والأفغانية لسد أبسط حاجاتهم المعيشية حيث تعتبر إيران هذه العملية عملية تهريب وعليه تفتح النار عليهم حيث يصاب هؤلاء نتيجة الرمي عليهم فمنهم من يجرح ومنهم من يحترق في النار التي تنشب بالوقود. طبعا هناک مصائب لمهربي الوقود ليست أقل من العتالين الکرد في کردستان.

الظلام في الليل والهروب المستمر خوفاً من فتح النار عليهم بواسطة حراس الحدود لإيقافهم وفي حال لم ينشب الحريق أو لم يواجهوا السلابة في الطريق، فإنهم سيحصلون علی مبلغ زهيد من المال لسد أبسط حاجاتهم المعيشية.

لنستمع إلی ما يروي لنا “أحمد” أحد أهالي مدينة “خاش” الحدودية والطالب في(جامعة آزاد في زاهدان) حيث يبحث منذ فترة عن العمل وعندما يئس عن العمل التجأ إلی تهريب الوقود، ويقول “أبحث عن شغل لائق يحفظ ماء وجهي ولو وجدت عملاً جيداً يساعدني علی مواصلة دراستي، سأترک عمل تهريب الوقود لکن لا يوجد أي حل آخر لأهالي المناطق المتاخمة للحدود، فيستغلون الفترات التي تکون الحدود مفتوحة للحصول علی مکسب زهيد لتمرير معاشهم”. هناک شباب کثير عاطلون عن العمل وبعد ممارستهم هذه المهن لا ينتظرهم مصير إلا القتل او الاحتراق نتيجة فتح النار من قبل المأمورين عليهم وبالتالي فقدان ارواحهم أو بتر أحد أعضاء أجسادهم.

المجازفة بالحياة
حميد (34عاماً) من أهالي مدينة “سراوان” الحدودية يقول: “يخيم ألم البطالة والجفاف علينا في قريتنا الحدودية وهو سر آلام الأهالي، هل تتصورون أنني لو کان لدي مکسب قليل کنت أترک زوجتي وأطفالي وأرمي نفسي في فخ الحدود؟”.

ويروي لنا “حميد” من اشتباکاته طيلة هذه السنوات مع عناصر ولاية الفقيه قائلاً: “إن المبلغ الزهيد الذي أکسبه ليس إلا حصيلة مجازفتي بحياتي، وسبق أن فقد حياته ابن عمي نتيجة فتح النار عليه، أنا أعرف أشخاصاً وراء الحدود ولا يستطيعون العودة إلی إيران، وعوائلهم لا يعلمون عنهم شيئاً منذ شهور”.

ويواصل الحديث يقول: “نشتري الوقود من السيارات الثقيلة التي تأتينا من سائر المحافظات أو نأخذه من محطات الوقود سعر برميل الغاز حوالي 200 ألف تومان في سراوان وفي وراء الحدود يکون سعره أضعاف أکثر، طبعا الربح الأصلي يکون لأصحاب المصلحة وحصتنا زهيدة جداً”.

قامت حکومة ولاية الفقيه في عام 2009 بتسييج الحدود في منطقة “زابل” منعاً لتهريب الوقود والمواد المخدرة ودخول الأفغان، لکننا نستطيع القول أّن هذا السياج أصبح رادعاً لمکاسب الناس الذين ليس لديهم اية موارد بسبب الجفاف إلا عن طريق تهريب الوقود، کما أسفر هذا العمل للکثير من الأهالي تجارة کم غالون من الوقود في المناطق الحدودية عن فقدانهم حياتهم بفتح النار من قبل عناصر شرطة الحدود بينما تصرف  حکومة ولاية الفقيه ثروات الشعب الإيراني للحرس لارتکاب المجازر في سوريا والعراق واليمن ولبنان وسائر بلدان المنطقة أو تصرف لمشاريع صناعة الصواريخ لضمان بقاء حکومة ولاية الفقيه .

السفير الأميرکي في الأمم المتحدة صرح خلال کلمة ألقاها في واشنطن: “إن النظام الإيراني متورط في جميع الشرور التي مُنع منها حسب قرارات مجلس الأمن مثل: تجربة الصواريخ البالستية وتسليح الميليشيات في اليمن ودعم ما يقوم به بشار الأسد من القسوة والجرائم بحق شعبه وتشغيل ماکينة الحرب لحزب الله في لبنان”.

هتافات الناس
تشهد إيران في جميع المدن شعارات الناس المنهوبين أموالهم وضاقوا ذرعاً بالمؤسسات الاعتبارية حيث يهتفون بشعارات مثل: “لو قل الاختلاس واحد بالمائة لحلت مشاکلنا” و”تلفازنا أصبح داعما للسراق” و”أين أموالنا؟ أموالنا في سوريا” و”الإيراني يموت ولا يقبل الذُلّ” و”الموت لهذه الحکومة المخادعة” و”اترکوا سوريا، فکروا بنا” هذا ما يدور حالياً في إيران من الشعارات اليوم.

نتساءل ما هو مطلب أهالي بلوتشستان وکردستان وخوزستان وبالأحری الشعب الإيراني؟

إن هذا الحديث المُرّ يعکس جانباً ضئيلاً من عمق الآلام التي يتحملها آلاف من الناس في سيستان وبلوتشستان لکسب رغيف الخبز لعوائلهم وتمرير معيشتهم إذا لم يدرکهم الموت أحياناً نتيجة فتح النار عليهم ناهيک عن انه لا يوجد هناک وضع لسائر الناس أحسن من هذا وخير دليل، ما يقوم به من يقوم بالانتحار خشية الإملاق، والنماذج تحکي مثلا – قتل رجل زوجته ورمی نفسه تحت عجلات القطار – وآلاف النماذج الأخری التي تدل علی ما يجري في إيران.

علی جميع البلدان العربية وجيران إيران في المنطقة والتحالف العربي بالذات تلبية نداء الشعب الإيراني ووضع نهاية لما تقوم به الکثير من القوی والبلدان سيما الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية بالتغاضي عن جرائم هذا النظام في داخل إيران وخارجها واعتماد سياسة الاسترضاء والتفاوض دون جدوی، عليهم جميعا الان أن يلبوا نداء الشعب الإيراني ويضموا أصواتهم إلی أصوات الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وأن يلجؤوا إلی الحل الوحيد للتصرف بوجه النظام الإيراني وهو قطع دابره من المنطقة برمتها، وفي أول خطوة شاهدنا تسمية حرس النظام في قائمه المنظمات الإرهابية واتخاذ الخطوات المستقبلية وطرد هذا النظام من العراق وسوريا واليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى