تقارير

طبول الحرب الأمريکية تقرع أبواب الملالی..سيناريوهات مشتعلة وقوی عسکرية مزعجة

 

 

5/2/2017

 

حرب “أمريکية –إيرانية” يراها محللون وخبراء وشيکة ، مقدمين ما يثبت قرب إندلاعها ، ومستشهدين بشواهدها التی بدأت قبل أيام قليلة مع حلول إدارة الرئيس الأمريکي الجديد دونالد ترامب ؛ حيث بدأ وَقْتُ ولايته بمنع دخول مواطني الحکومة الإيرانية إلی أمريکا قوبل بإجراء طهران تجارب صاروخية ثم أعقبها “ترامب” بعقوبات تخللها إهانات متبادلة بين الطرفين في استعراض استفزازي للقوة، ما أثار قلق الحکومة الإيرانية علی مستقبل الصفقة التی توسطت فيها إدارة الرئيس السابق باراک أوباما، للحد بشدة من برنامج الحکومة الإيرانية النووي ، وباتت الکثير من الأوساط الإيرانية والأمريکية ،علی حد سواء، تتوقع حرباً وشيکة يسمع دوي طبولها الآن.
بداية  الإشتعال
المواجهة المتوقعة التی اشتعل فتيلها بين إدارة ترامب وطهران ، قبل أيام قليلة ، کانت ذروتها لها مراحل ، بدأت في27 يناير ، حين وقع “ترامب” بَيَانُ رَسْمِي عَاجِلِ تنفيذياً بمنع مواطني 7 دول إسلامية، بينها الحکومة الإيرانية، من دخول الولايات المتحدة ، و28 يناير ردت وزارة الخارجية الإيرانية معتبرة قرار ترامب “إهانة” للعالم الإسلامي وطهران و”هدية” للمتطرفين، وتتوعد بالرد بالمثل.
تَحْرِير الصواريخ
وفي 29 يناير ، اجرت الحکومة الإيرانية تجربة تَحْرِير صاروخ باليستي للمرة الأولی فِي غُضُون وصول “ترامب” للرئاسة ، وفي 30 يناير ، طالب مسؤولون أمريکيون بجلسة مغلقة لمجلس الأمن، متهمين الحکومة الإيرانية بانتهاک قرار المجلس ، بعد إجراءها التجربة الصاروخية، ، لترد الحکومة الإيرانية بإنشاء لجنة للتعامل مع حظر ترامب و”حفظ کرامة” الإيرانيين خارج البلاد خاصة في الولايات المتحدة، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ، ويتداخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، عبر حسابه علی موقع “تويتر”، معلناً أنه سوف يروي تجديد العقوبات علی الحکومة الإيرانية مع ترامب أَثْناء اللقاء المقرر بينهما في 15 فبراير.
وأعقب ذلک وتحديداً في 31 يناير ، حَکَی فِي غُضُونٌ قليل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ، أن تجربة تَحْرِير الصاروخ تأتي ضمن “أهداف دفاعية فقط ولا تخالف قرار مجلس الأمن”، مضيفا أن الصاروخ “ليس مصمما لحمل أسلحة نووية” ، إلا أن السفيرة الأمريکية في الأمم المتحدة نيکي هالي ردت مؤکدة أن التجربة الصاروخية “غير مقبولة علی الإطلاق”، وتؤکد أن بلادها ستتحرک بحزم.
 
ويخرج المتحدث باسم الخارجية الأمريکية مارک تونر ليقول إن الولايات المتحدة “تدرک جيدا ومنزعجة بشدة من أنشطة الحکومة الإيرانية الاستفزازية وغير المسؤولة” ، بينما لم تعد الحکومة الإيرانية تِلْکَ التصريحات أو تصريحات “ترامب” سوی محاولة لجذب الانتباه بعيدا عن “الفشل” الذي حققه بإصدار مرسوم منع الدخول ، معلنة ،ممثلة في وزارة الخارجية الإيرانية، أنها ستدرس إذا ما کانت ستسمح بدخول فريق المصارعة الأمريکي إلی أراضيها للمشارکة في بطولة کأس دُوِّلَ الْکُرَةُ الْأَرْضِيَّةُ.
إدانة وإستفزاز
وتتسارع الأحداث 1 فبراير في اليوم التالی ،1 فبراير، ليعلن مستشار ترامب للأمن القومي ، مايکل فلين، يُعلن أن الولايات المتحدة توجه “تحذيرا بصورة رسمية” لإيران، ويدين التجربة الصاروخية ويصفها بـ”انتهاک مستفز” لقرار مجلس الأمن ، بينما يرَسَّخَ وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان بصورة رسميةً إجراء الحکومة الإيرانية تجربة تَحْرِير الصاروخ الباليستي.
 
وفي 2 فبراير يخرج الرئيس الأمريکي متکلاماًً إنه “لا توجد خيارات بعيدة عن الطاولة” عند سؤاله عما إذا کان يمکنه أن يرد علی الحکومة الإيرانية بالخيار العسکري ، بينما يرَسَّخَ علي أکبر ولايتي مستشار المرشد الأعلی علي خامنئي ، أن الحکومة الإيرانية سوف تواصل أنشطتها الصاروخية ويتهم ترامب بـ”التبجح”، ويقول إنه “حتی الأمريکيين غير راضيين عن تطرف ترامب”، ويصفه بأنه “عديم الخبرة”.
عقوبات جديدة
ويأتی 3 فبراير ؛ حيث تقر إدارة ترامب عقوبات جديدة ضد الحکومة الإيرانية، وتعلن وزارة الخزانة أن العقوبات تشمل 25 شخصاً وکيانا علی صلة ببرنامج الحکومة الإيرانية الصاروخي وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ، بينما ترد وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران سترد بالمثل وسوف تفرض عقوبات علی أمريکيين وشرکات أمريکية لعبت دورا في “خلق ومساعدة الجماعات الإرهابية في المنطقة” ، وترفض منح فريق المصارعة الأمريکي تأشيرة لدخول أراضيها للمشارکة في کأس دُوِّلَ الْکُرَةُ الْأَرْضِيَّةُ للمصارعة الحرة ، ويختتم اليوم بحکم من القاضي الفيدرالي جيمس روبارت في ولاية واشنطن بتعليق مرسوم ترامب حول منع دخول مواطني الدول السبع الإسلامية إلی الولايات المتحدة.
 
آخر الحلقات
وفي أخر الحلقات المهيئة الأجواء للحرب الوشيکة والمتوقعة ، وتحديداً في 4 فبراير ، تجری القوات الجوية الإيرانية مناورات عسکرية بينها تدريبات علی أنظمة صواريخ ورادارات ، في حين يصف وزير الدفاع الأمريکي جيمس ماتيس الحکومة الإيرانية بأنها “أکبر دولة راعية للإرهاب في دُوِّلَ الْکُرَةُ الْأَرْضِيَّةُ” ، بينما يرد قائد قوات الجوفضاء التابعة للحرس الثوري أمير علي حاجي زادة أن القوات الإيرانية مستعدة للدفاع عن البلاد “إذا ارتکب الأعداء أي خطأ”.
 
وتکشف السلسلة التی دارت عليها الأحداث بين الولايات المتحدة وطهران أَثْناء الإيام السَّابِقَةُ ، بلا ما يدع مجالاً للشک، أن حرباً علی الأبواب تدق طبولها ، يکون الهدف منها تقليص نفوذ الحکومة الإيرانية المتوغل إرهاباً في عديد من دول المنطقة والمؤثر علی إستقرار وأمنها ، ليظل السؤال مطروحاً ماذا ستسفر عنه تِلْکَ الحرب.
الخوف الإيراني
وتخشی الحکومة الإيرانية من سيناريوهات المواجهة مع أمريکا رغم تصريحات التهديد والوعيد لقياداتها السياسية والعسکرية، بعدما أيقنت أن تصريحات الرئيس الأمريکي دونالد ترامب ليست مجرد مناورة سياسية ؛ حيث تنبأ موقع “عصر الحکومة الإيرانية” المقرب من الحکومة الإيرانية، بحرب أمريکية وشيکة ضد الحکومة الإيرانية في تعليقه علی تهديدات “ترامب” الأخيرة للنظام الإيراني، وفرض عقوبات أمريکية جديدة علی طهران.
 
وانتقد الموقع سياسة الحرس الثوري والمرشد الإيراني التي وصفها بـ”غير الرشيدة” تجاه الرئيس الأمريکي الجديد، مطالباً أن تتسم السياسة الإيرانية بالحکمة، لتجنيب الحکومة الإيرانية الأضرار التي من الممکن أن تلحق بالبلاد، بسبب سياسات “ترامب” المعادية.
 
فيما حذرت صحف أميرکية إزاء شدة الأحتقان والغَضَب الذي يزداد حدة بين الولايات المتحدة وطهران في أعقاب إجراء طهران تجارب علی تَحْرِير صواريخ بالستية وتحذير إدارة “ترامب” لها بِصُورَةِ رسمي إذا کررت تِلْکَ الاستفزازات، وتساءل بعضها عما إذا کان “ترامب” يتجه إلی إشعال الحرب مع الحکومة الإيرانية.
عقوبات جديدة
من جانبها أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلی  تصاعد شدة الأحتقان والغَضَب بين أميرکا وطهران، وحَکَت فِي غُضُونٌ قليل إن الحکومة الإيرانية تحذر من قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة عليها، وإنها تعتبر تصريحات البيت الأبيض استفزازية.
 
تفسير الحظر
وأضافت أن الحکومة الإيرانية تحذر من تطور الأمور بين البلدين وخروجها عن وضع اليد، وخاصة أن أَغْلِبُ الساسة الإيرانيين يفسرون الحظر الذي فرضه الرئيس ترمب علی دخول الرعايا الإيرانيين إلی بلاده علی أنه موجه ضد الشعب الإيراني وليس ضد الحکومة.
 
وتنبأ موقع “عصر الحکومة الإيرانية” المقرب من الحکومة الإيرانية بحرب أمريکية وشيکة علی الحکومة الإيرانية، معتبرا أن التهديدات التي يطلقها الرئيس الأمريکي دونالد ترامب “حقيقية” بعد فرضه عقوبات أمريکية جديدة علی طهران.
 
حرب خارجية
وأورد الموقع الإيراني في تقريره  ان من المرجح قيام ترامب بشَخْصِيَّتةُ قائدا أعلی للقوات المسلحة الأمريکية بشن حرب خارجية ضد دولة بعيدة عن حدودها.. ولأن شخصية ترامب معادية لإيران، فقد تشعل حماقته الحرب علينا بالفعل”.
 
وأشار إلی أن الشخصيات المحيطة بترامب معادية لإيران، خاصة وزير الدفاع الأمريکي، مؤکداً أن شخصية ترامب تختلف تماما عن الرئيس السابق باراک أوباما.
 
تجنب الأضرار
وانتقد موقع “عصر الحکومة الإيرانية” بِصُورَةِ غير مباشر سياسة الحرس الثوري والمرشد الإيراني تجاه الرئيس الأمريکي الجديد، مطالبا أن تتسم السياسة الإيرانية بالحکمة، لتجنيب الحکومة الإيرانية الأضرار التي من الممکن أن تلحق بالبلاد، بسبب سياسة ترامب المعادية.
 
ونشر أن “ما يجب أن نفعله حتی نتجنب شر الرئيس الأمريکي، أن نواصل سياسة الاعتدال في الساحة الدولية، لأن دُوِّلَ الْکُرَةُ الْأَرْضِيَّةُ جميعه الآن ضد ترامب، وإن مثل تِلْکَ الأجواء بالتأکيد في صالح الحکومة الإيرانية”.

القوة الامريکية
وفي مقارنة سريعة بين القوتين الأمريکية والإيرانية ، نجد أن  القوات المسلحة الأمريکية هي الأقوی علی مستوی دُوِّلَ الْکُرَةُ الْأَرْضِيَّةُ، ويرجع تاريخ تأسيسها إلی الرابع عشر من شهر يونيو من سنة 1775م، وتتخذ من البنتاغون مقراً لها، ويعتبر رئيس الولايات المتحدة هو القائد الأعلی للقوات المسلحة. تأتي الولايات المتّحدة الأمريکية بالمرتبة الثانية من حيث العدد بعد الجيش الصيني؛ إذ يقدّر عدد الجيش الأمريکي بنحو مليون وأربعمائة ألف يتوزعون علی فروع القوات المسلحة الأمريکية البالغ عددها خمسة عناصر.
وعناصر الجيش الأمريکي القوات البرية ، تعّد هذا الفرع بأنه الأکبر بين فروع القوّات المُسلّحة الأمريکية، ويتولّی مسؤولية البر الأمريکي وتحقيق الأمان له، ويعود تاريخ تأسيسه إلی الرابع عشر من شهر يونيو من سنة 1775م، ويتبع لحکم وزارة الجيس للولايات المتحدة، ويصل عَدد أفراد تِلْکَ القوة إلی نحو539.674 جندي. القوات البحرية: ويرمز لها اختصاراً بـ”USN”، وتُعتبر القوّة المسؤولة عن توفير الحماية والأمان للبحر الأمريکي، وهي القوّة البحريّة الأکبر علی مستوی دُوِّلَ الْکُرَةُ الْأَرْضِيَّةُ من حيث العدد والعدة، ويصل عدد أفرادها إلی ما يفوق ثلاثمائة وأربعين ألف موظّف علی رأس عملهم، وتضع في خانة الاحتياط ما يفوق مائة وثمانية وعشرين ألف.
وتنبثق من القوات الجوية عن الجيش الأمريکي، ويعود تاريخ نشأتها إلی الثامن عشر من شهر سبتمبر من سنة 1947م، وينفرد بتطوّره التکنولوجي علی مستوی دُوِّلَ الْکُرَةُ الْأَرْضِيَّةُ، ويصل عدد العاملين فيه إلی 327.452 موظّف علی رأس عملهم، وتمتلک تِلْکَ القوة أکثر من 4093 طائرة خادمة وصواريخ کروز وعابرة للقارات ، قوات مشاة البحرية (United States Marine Corps): ويُطلق عليها مسمی المارينز کذلک علي الناحية الأخري ، بِصُورَةِ عام أيضا ً، ويصل عدد موظّفيها إلی ما يفوق مائة وتسعين ألف جندي، وتقع علی عاتق قوات المارينز مسؤولية التنسيق بين مهام سلاحي المشاة البحري والبحرية الأمريکية لضمان إيصال المعونات والأسلحة في حال وقوع الأزمات العالمية، ويعود تاريخ قيام هذا السلاح إلی العاشر من شهر نوفمبر من سنة 1775م.
أما حرس السواحل الأمريکي (United States Coast Guard) ، يرجع تاريخ ولادته إلی سنة 1790م، ويُسمّی کذلک علي الناحية الأخري ، بِصُورَةِ عام أيضا ً بخفر السواحل الأمريکي، ويتولّی مسؤولية إنقاذ المياه الإقليمية الأمريکية وتنفيذ القوانين عليها. مناورات تدريبية تنظم القوات المسلحة الأمريکية بشتّی وحداتها وقواتها بعدد من المناورات العسکرية التي تمتاز بمستواها العالي من حيث القتال وکفاءة رجالاتها، ومن أبرز تِلْکَ المناورات هي مناورات أسد الصحراء، ومناورات الدرع الباسل، ومناورات نسر الأناضول، ومناورات الأسد المتأهب، وغيرها الکثير من المناورات.
 
القوات الإيرانية
وعلی الجانب الآخر ، فإن الأرکان العامة الموحدة للقوات المسلحة الإيرانية تشرف علی قيادة الجيش والقوات المسلحة ويعتبر المرشد الأعلی للثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي القائد الأعلی للقوات المسلحة ، وفي حالات الطوارئ تشرف القيادة العسکرية علی قوات حماية القانون التي تخضع في الظروف العادية لوزارة الداخلية.
 
ويملک کل من الجيش وفيلق حرس الثورة، قواته البرية والجوية والبحرية ، ويضم فيلق حرس الثورة، بنيات عسکرية تنفذ نشاطات الاستطلاع والتخريب الاستراتيجية- قوة ” القدس” للعمليات الخاصة وقوات المقاومة ” باسيج”.
  
وتتألف القوات البرية من 350 ألف شخص من ضمنهم 220 ألف من المجندين( مدة الخدمة الإلزامية -21 شهرا) مع أکثر من 1600 دبابة بما في ذلک 480 من طراز “ت-72″ و150 من طراز ” М60А1″ الأمريکية وحوالي 100 من طراز شيفتن البريطانية وحوالي 540 دبابة سوفيتية(“ت-45″ و”ت-55”).
 
وتملک القوات الإيرانية حوالي 600 عربة قتالية مدرعة ” ب م ب” و640 عربة نقل جنود مصفحة ” ب ت ر” وکذلک أکثر من 8700 مدفع وراجمة صواريخ ، وتملک القوات البرية کذلک أکثر من 200 طائرة هليکوبتر من مختلف الطرازات والأنواع وحوالي 180 بطارية دفاع جوي سوفيتية وصينية وروسية ، وتضم القوة البرية لفيلق الحرس الثوري حوالي 100 ألف مقاتل. وأَثْناء شهر يمکن تعبئة حوالي 3 ملايين شخص في قوات “باسيج” .
 
أما القوات البحرية فتضم 18 ألف عسکري بما في ذلک 2600 من مشاة البحرية. وفيها قيد الخدمة: 29 غواصة و69 سفينة سطح قتالية (فرقاطات وزوارق صاروخية وکاسحات ألغام وسفن إنزال) وتوجد لدی القوات البحرية مجموعة جوية ، ويخدم في القوات الجوية الإيرانية 30 ألف عسکري بما في ذلک 12 ألف في قوات الدفاع الجوي ، وتضم القوات الجوية حوالي 330 طائرة حربية بما في ذلک 180 مقاتلة أمريکية وسوفيتية وبريطانية و120 طائرة نقل عسکرية وقاذفات أمريکية وروسية وطائرات تدريب وأکثر من 30 مروحية قتالية.

زر الذهاب إلى الأعلى