تقارير

إيران.. تصريحات مکتومة لرفسنجاني حول الشباب


 
يمر نظام الملالي في فترة ما بعد تجرع السم. وهي فترة ذات قوانين متباينة بحسب مسؤولي النظام. ويعتبر ارتفاع نبرة الاحتجاجات المتسارعة من قبل المواطنين خاصة الشباب مطالبة بحقوقهم من ميزات هذه الفترة. والآن يطالب جميع شرائح المجتمع بدءا من الشباب العاطلين عن العمل حتی العمال والمعلمين والأطباء بحقوقهم وهم يرددون أعطوا لنا حقنا، أعطوا لنا حقنا، …
وأدی هذا التوسع الکمي والعددي والنوعي للاحتجاجات إلی تحذير عناصر النظام لعصابتها وللعصابة المنافسة _وکل منها بلهجة ما ولغة ما_ من ضرورة توخي الحذر حتی لا يغلي برکان سخط الشباب لکي لا يأخذ بتلابيب نظام الولاية.
وعلی سبيل المثال ولا الحصر أشار رفسنجاني خلال تصريحات أدلی بها أمام جمع من الجامعيين في محافظة خراسان الرضوية إلی تفشي حالة الاکتئاب بين الشباب وعوائلهم مؤکدا علی أننا استنتجنا أنه لا بد لنا من استخدام محيط المواطنين. أو يؤکد في جانب آخر من تصريحاته علی أن الطلاب الشباب هم ثروات البلاد حيث لا بد من الثقة بهم. وفي جانب آخر من تصريحاته أشار إلی قضية البطالة محذرا من أن «أي مسؤول مهما کان مرکزه، فعليه أن يخطط من أجل ترويج اختلاق المهن بين الشباب حيث يعتبر أحد الطرق العلمية والخطط الجامعية بعين الاعتبار من بين أسمی الطرق لتحقيق ذلک».
والآن سؤال يطرح نفسه وهو ما معنی تصريحات رفسنجاني خاصة بعد تجرع کأس السم وهي تکشف النقاب عن أية حقيقة في المجتمع؟ وما المقصود لرفسنجاني من إشارته إلی «محيط المواطنين» و«تفشي الاکتئاب بين الشباب» ولماذا لا بد من الثقة بالشباب؟
ويعرف رفسنجاني ونظرا لمرکزه ومکانته في نظام الولاية بسجل حافل بالجرائم، أخطارا تهدد النظام بشکل واضح للغاية کما يقدم الآن خلال هذه التصريحات صورة تامة عن الوضع المحتقن في المجتمع خاصة بعد دخول مرحلة ما بعد نهج تجرع السم. وإذا ما أزيل الستار عن تصريحاته فيمکن ترجمة عبارات أطلقها بهذه الصورة: «تفشي الاکتئاب بين الشباب» بمعنی السخط المتفجر لدی الشباب (إزاء النظام). وأن عشرات الملايين من الشباب ممن يشکلون جيشا کبيرا وخطيرا من العاطلين عن أعمالهم، هم ساخطون بامتياز إزاء النظام النهاب والمجرم الذي أحرق شبابهم وحياتهم ومستقبلهم وقوضها. إنهم ليسوا «مکتئبين» وإنما هم منکوبون بالقمع وساخطون. إنهم يبثحون عن آمالهم جراء کنس هذا الحکم. وبالنتيجة فإن هذه الفرقة الکبيرة من الشباب لهم طاقات إذا ما لم يتم إحتواؤها ولم تتم «الثقة بهم» بحسب رفسنجاني، فإنهم بمثابة «محيط» وقع قاعه زلزال بقوة 10علی مقياس ريختر وهو زلزال سوف يتحول الی تسونامي رهيب، من شأنه أن يقلع جذور نظام الولاية في المستقبل. إنه زلزال في «محيط المواطنين»، محيط متلاطم بأمواج من السخط والکراهية. إذن من حق رفسجاني أن يعتريه الخوف بهذا المدی ليدفعه الی تحذير عصابات النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى