تقارير

في ذکری الثورة.. تعرف علی إبداعات السوريين بمواجهة آلة الدمار والحصار

17/3/2017

 

من تحت الأنقاض والرکام والدمار الشامل الذي انتهجه بشار الأسد علی مدار الـ6 سنوات لخنق روح الثورة وقمعها، ومن براميل الحقد الأسدية وآلة الموت الروسية وجد المبدعون في رسائل الألم شعاع أمل ينبعث إليهم من حفر الدمار وفوارغ الرصاص ومخلفات القذائف وبقايا البراميل ليصنعوا منها أدوات جديرة بقهر الحصار وهزمه أمام إصرارهم علی البقاء والاستمرار علی قيد الثورة.
وعلی وقع أصوات القصف المستمر وتحت وطأة الحصار الخانق هناک من وجد من أدوات الموت سبيلاً للولادة والتحدي، حيث ساهمت عشرات الابتکارات بصمود الأهالي واستمرارهم في التصدي لقوات الأسد وميليشياته.

تصنيع أسلحة
ابتکرالسوريون حلولاً جذرية لأصعب المشکلات، حيث شهد عمر الثورة اختراعات من عمق المعاناة کتصنيع الأسلحة واختراع محرکات ومولدات کهربائية في إدلب وريف دمشق وحمص ودرعا.
بالنسبة للأسلحة استطاع المقاتلون تصنيع “مدفع برکان” وهو عبارة عن قاذفة صواريخ متعددة الاستخدام، مصنوعة من حامل ميکانيکي وأربعة أنابيب تعلق عليه، حيث يمکن لهذا المدفع إطلاق أربعة قذائف من قنابل الغاز يصل مداها إلی 3 کيلو مترات، وکذلک استطاعت بعض الکتائب الثورية تصنيع عربات مدرعة تعمل بتقنية التحکم الآلي.

 


 کما ابتکر المقاتلون  سلاح جديد أکثر حماية ودقة عالية بالتسديد، ( شام. ر 2) حيث يمکن المقاتلين من حماية أنفسهم بشکل أفضل من النيران المعادية.

أدوات الموت
في ريف دمشق، صنع شاب سوري من جسم صاروخ معدني لم ينفجر، جسماً لدراجة نارية، وأضاف بعض فوارغ الرصاص ومخلفات قذائف الهاون اکسسوارت زين بها هذه الدراجة النارية، کما صنع شاب آخر من بقايا قذائف “المورتر”، “نرجيلة” وزين صحنها الأعلی بسلاسل في نهاياتها فوارغ رصاص نحاسية، بالإضافة إلی عربة يجرها حصان وکل هذا من فوارغ الطلقات النارية.

 


ومن خلال أدوات الموت أيضاً قام أبو علي الدوماني بجمع عشرات الصواريخ العنقودية الروسية الملقاة من قبل طائرات الأسد الحربية علی المدنيين في غوطة دمشق الشرقية، وعمد إلی تحوليها إلی فرن للخبز من جهة وإلی ألعاب للأطفال.
 

الوقود
ومؤخراً أجری الشاب جلال حمادة في ريف إدلب تجارب کثيرةً ومحاولات لتطوير فکرة تُخفف عن الأهالي في المناطق المحررة الأعباء المادية التي تعاني منها العائلة لتأمين مادة الغاز التي تعتبر من الموادِ الأساسية في الحياة اليومية، حيث استخرج الغاز من مادة البنزين واستثمره في المنازل، فيما يعد هذا الابتکار من ضمن الکثير من الابتکارات التي يسعی شباب المناطق المحررة مثل جلال وغيرهِ إلی تطويرها وتأمين احتياجاتهم بأبسط التکاليف وأصعب الظروف.
کما تمکن أهال الغوطة من استخراج غاز “الميثان” بطريقة مبتکرة من خلال روث الحيوانات وجيفها، لاستخدامه کوقود للمولدات الکهربائية، حيث يتم استخراج غاز الميثان أو “الميتان” عبر حفرة فنية يتم وضع روث الأبقار وجيف الحيوانات الميتة داخلها”.
وتطلب عملية استخراج غاز الميتان عملية حسابية دقيقة من حيث مکان العمل والمواد التي نضعها داخل الحفرة, يقول أبو کفاح مدير المشروع، و يتطلب ذلک حفر جورة فنية مساحتها 3-8 أمتار، وعمق متر ونصف، بعدها يتم وضع غطاء جلاتين لنتمکن من حفظ المواد ومن ثم نُلقي بروث الأبقار مع جيف الحيوانات الميتة لتصبح جاهزة بعد إضافة الماء إليها وإغلاقها بصورة محکمة الإغلاق”.
واستطاعوا أيضاً استخراج المياه الجوفية من خلال إطار دراجة هوائية وموتور مياه و”جوان” يربط بين الإطار والموتور، ومنها يتم الدوس يدوياً واستخراج المياه.

 


 

قطع الکهرباء
وفي ظل حملة العقاب الجماعي يشنها النظام علی الشعب من خلال قطعه للتيار الکهربائي ومعاناة الأهالي من البرد القارس قدمت “خطة الطوارئ ” في موقعها الإلکتروني وعبر صفحاتها علی “الفيس بوک” مبتکراً جديداً حول الطاقة البديلة وهي طريقة لتوليد تدفئة بديلة للسورييين المحاصرين في البرد القارس، دون استخدام الکهرباء ومشتقات النفط، الوسيلة عبارة عن موقد باستخدام الرمل و العلب المعدنية، والأدوات لصناعة المبتکر هي “علبة سمن کبيرة، 3 علب سمن صغيرة أو بوري صوبيا ورمل بناء أو رمل شواطئ، غطاء برميل معدني، صفيحة معدنية”.

 


کما استطاع أحد المنشغلين بالاختراعات في بلدة (تسيل) بريف درعا أن يصنع من أدوات بسيطة هي (خردة) عنفة هوائية تعمل لتوليد التيار الکهربائي.

 



 

ولجأ مجموعة متطوعين في إحدی الجمعيات الاغاثية الی ابتکار طريقة جديدة لإنارة الشوارع العامة في مناطق حلب المحررة، بتکلفة قليلة، عبر استخدام “البطاريات” لإشعال المصابيح في الشوارع طوال فترات الليل الأخيرة.

 


 

زراعة علی السطح
ورداً علی الحصار الخانق الذي يفرضه النظام وميليشيا حزب الله علی أهالي الزبداني لجأ سکان المنطقة اللذين يمتلکون أنواعاً مختلفة من البذور الزراعية، بحکم أن معظمهم مزارعين أو ممن يمتلکون أراضي زراعية، فکرة زراعة المساحات الصغيرة علی سطح المنزله من خلال بذورٍ لخضار متنوعة في صناديق الفلين ووضعها علی السطح بعد ملئها بالتراب، وتعريضها للشمس، وسقيها بالماء بشکل منتظم مع مراعاة مواعيد زراعة بذور الخضار.

 


وفي الجزء الشرقي من مدينة حلب أثناء الحصار لجأ الأهالي إلی زراعة الحدائق والشوارع العامة الترابية، بالإضافة إلی أسطح المنازل لمواجهة الغلاء الفاحش لأسعارها في الأسواق.
ولاتتوقف إبداعات السوريين  عند أي ظرف أو مأساة حلت بهم، وتتواصل الابتکارات والاختراعات يومياً لتظهر للعالم مدی نضج وسرعة بديهة السوري في التعامل مع الواقع بحلوه ومره، وقدرته علی التأقلم مع أساليب النظام وحلفائه في قمع الثورة السورية وقتل إرداة الشعب السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى