أخبار إيرانمقالات

لعبة الموت


صنعاء نيوز
23/12/2017
بقلم: سعاد عزيز

مرة أخری، تبادر الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال الحوثيين التابعين لها في اليمن، الی إطلاق صاروخ آخر علی مدينة الرياض في السعودية، وهو ماأکد مجددا علی إصرار طهران علی التمادي في مواقفها العدوانية ضد أمن و إستقرار بلدان المنطقة وعدم إنصياعها لمنطق العقل و الصواب، ذلک إنه وبعد الاعلان عن إن الصواريخ السابقة التي تم إطلاقها علی السعودية وبعد الفحص تبين إنها إيرانية، فإن طهران تصرفت وکأن الامر لايعنيها أو بتعبير آخر تجاهل الرسالة الدولية الهامة التي بمثابة إنذار إليها.
طهران التي کما يبدو و من خلال تماديها في مد أتباعها الحوثيين في اليمن بصواريخ ليقصفون بها مدن سعودية، تعتقد بأن تأزيم الاوضاع بإمکانه أن يجد مخرجا لها من محنتها کما تعودت و عملت دائما، لکن الاوضاع و الظروف الحالية تختلف تماما عن الاعوام السابقة، خصوصا وإن بلدان المنطقة و العالم شعرت و تشعر بالقلق و التوجس من إمتلاک إيران لصواريخ باليستية تهدد بها أمن و إستقرار المنطقة والذي کان لابد لها أن لاتقوم بتطويرها بموجب الاتفاق النووي الذي عقدته في اواسط عام 2015، غير إن إصرار طهران علی قصف مدن سعودية بالصواريخ من خلال أتباعها من الحوثيين، يشکل وضعا غريبا غير قابل للفهم من جانب المجتمع الدولي، وهو أمر قد لايقف المجتمع الدولي ازاءه کمتفرج.
هذا التصرف الاخرق الذي رفضته معظم بلدان العالم بل وحتی إن المعارضة الايرانية ومن خلال تصريح لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية محمد محدثين قد أکد بأن” ممارسة أعمال کهذه، شأنها شأن قتل هذا النظام المواطنين العزل في سوريا والعراق واليمن، تبين بوضوح أنه طالما نظام الإرهاب الحاکم باسم الدين في إيران قائم علی السلطة فلا تلوح في الأفق بوادر للسلام والهدوء والاستقرار في هذه المنطقة من العالم”، وهذه حقيقة مسلم بها باتت دول المنطقة و العالم تتجه للإقتناع بها بعد إن رأت إستحالة إنصياع طهران للغة العقل و المنطق.
إيران ومن خلال تدخلاتها في المنطقة و قيامها بتهديد أمن و إستقرار البلدان المختلفة فيها عبر أذرعها فيها، يمکن وصف ما تقوم به بلعبة الموت التي ليس بالامکان أبدا أن تستمر بها الی الابد دونما خوف أو وازع خصوصا وإن قصف المدن بالصواريخ من جانب جماعات متطرفة تعتبر عملا إرهابيا من نوعية ليس مثيرة للقلق و التوجس وانما لما هو أبعد من ذلک، ولهذا فإن إيران في طريقها لمواجهة مصير قد لاتحسد عليه أبدا!

زر الذهاب إلى الأعلى