العالم العربيمقالات

ليس من أجل شيعة العراق

 

 
طهران منهمکة بالبحث عن سيناريوهات أخری للساحة العراقية من أجل الحيلولة دون حدوث أي تغيير في غير صالحها.
 
ميدل ايست أونلاين
23/12/2017

بقلم: منی سالم الجبوري

الدفاع عن الشيعة في العراق خصوصا والمنطقة عموما تحت ستار ما قد قيل وتم تسليط الاضواء عليه قبل وأثناء وبعد الاحتلال الاميرکي للعراق بخصوص “مظلومية الشيعة”، کان مبرر ومسوغ إيران لتدخلها في العراق وبلدان أخری يتواجد فيها الشيعة، وهذا المبرر الذي إنخدع وإنبهر به قطاع عريض في بداية الامر ظنا منهم إن طهران تهتم وتکترث للشيعة کقضية مبدئية من دون أية نوايا أخری، لکن لم يعد بإمکان القادة والمسؤولين الايرانيين يثقون في أن مسوغهم هذا باتت مقبولا خصوصا بعد أن إکتوت الشيعة في بلدان المنطقة عموما والعراق خصوصا بنيران التدخلات الايرانية وذاقت ويلاتها.
مطالبة المرجع العراقي، آية الله السيستاني بأن يکون سلاح الحشد بيد الحکومة العراقية، أمر أثار ويثير الکثير من القلق والتوجس والمخاوف في الاوساط الحاکمة في طهران، والتي وکما إستفادت من بروز داعش وإستيلائه علی مساحات شاسعة من سوريا والعراق فبسطت نفوذها ووسعته کثيرا تحت غطاء القضاء علی داعش، فإن نهاية داعش العسکرية وهذه الفتوی الاخيرة للسيستاني باتتا کجانبي المقص بالنسبة لإيران، ولاسيما وإن هناک أصوات شيعية عراقية متنورة ووطنية صارت تتضايق من النفوذ الايراني الذي هو أشبه بالبکتيريا الضارة والطفيلية وباتت ترغب للحد منه ومن دوره المشبوه، ولذلک فإن رحيم صفوي مستشار المرشد الاعلی علي خامنئي في الشؤون العسکرية، يصرح من الان عن قلقه الکبير من نتائج إنتخابات عام 2018 البرلمانية في العراق. والمميز في هذا التصريح إنه جاء بعد يومين من فتوی السيستاني الاخيرة حول الحشد. فهذا القلق هو بالاساس يسير في سياق المبررات والمسوغات الايرانية من أجل تهيئة وتمهيد الارضية والاجواء لبقاء وإستمرار النفوذ الايراني باتت تتجه نحو التضييق عليها.
مراجعة مسار وسياق التدخلات الايرانية في العراق والبلدان الاخری، فإنها کانت ترتبط دائما بأحداث وتطورات غير عادية ظهرت علی أغلبها علامات ودلائل الاختلاق، ولو أعدنا للأذهان ماقد جری في العراق منذ أن إستشری النفوذ الايراني فإننا نجد تتابع السيناريوهات الغريبة من نوعها والتي لعبت أقبية ودهاليز الحرس الثوري والمخابرات الايرانية دورا مميزا، خصوصا وإننا يجب أن لا ننسی أبدا ذلک التصريح الملفت للنظر لقائد القوات الاميرکية السابق في العراق الجنرال جورج کيسي الذي إتهم فيه السلطات الايرانية بتفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء عام 2006، والذي أکد فيه بأنه قد سلم المنفذين للتفجير الی حکومة المالکي، لکن الاخير لفلف القضية وغطی عليها، وکيف إن ذلک التفجير أعقب مواجهة طائفية حامية الوطيس في العراق حيث شهدنا فيها القتل علی الهوية والخطف وتهجير مناطق وقائمة طويلة من الممارسات المشبوهة کان المستفيد الوحيد منها النظام القائم في إيران فقط.
في کل الاحوال فإننا نظن أن الاقبية والدهاليز الخاصة في طهران منهمکة الان بالبحث عن سيناريوهات أخری للساحة العراقية من أجل الحيلولة دون حدوث أي تغيير في غير صالحها.

زر الذهاب إلى الأعلى