العالم العربيمقالات

ايران.. تحولات مفاجئة في المنطقة واضطراب جديد داخل النظام

 

نتيجة الضربة القاسية التي تلقاها نظام الملالي في سوريا بمنطقة خان طومان تقاطرت توابيت قوات الحرس هذه المرة نحو ايران في أعداد کبيرة. وملأ هذا الحادث وسائل الاعلام للنظام بتأوهات وتوجعات مصحوبة بجعجعات فارغة.
علی الرغم من ان اخبار قوافل قتلی النظام في سوريا ليس موضوعا جديدا وهي مستمرة منذ اشهرلکن سبب هذا الحجم من ردود الافعال الهسترية لبيادق ووسائل الاعلام للنظام يکمن في حجم الضربة التي کان اکبر واثقل من سابقاته تماماً. سبق ان لوحظ مقتل الاشخاص مثل الحرسي همداني واصابة الحرسي المجرم قاسم سليماني غير ان هذه الضربة التي خلفت 20 قتيلاً (حسب وسائل الاعلام الخارجية) ونسبة المصابين بنفس العدد واسر6 حراس آخرين يعتبر انها کانت ضربة موجعة وقاسية ولهذا اثارت التوتر والاضطراب والقلق الکبير داخل النظام.
ان تصريحات الحرسي سلامي نائب قائد قوات الحرس تعکس اصداء قلق النظام الداخلية بخصوص هذه الضربة  التي لحقت بالنظام. واکد سلامي قائلاً:«نحن مسيطرون علی الاوضاع جملة وتفصيلا ولايتمکن هذا التغيير التکتيکي الصغير من ان يؤثر علی الساحة الجغرافية للمعرکة الکبيرة » وتابع يقول «اننا لا نشعر بالقلق ازاء التهديدات الخارجية»(تلفاز النظام 9 مايو/ايار 2016)
اذا اردنا ترجمة تصريحات الملالي عکسيا الی لغة قابلة للفهم فيکون الکلام الحقيقي لهذا الحرسي الذي يعرف بغوبلز قوات الحرس کالآتي: «ان الوضع انفلت من ايدينا وکانت الضربة قاسية واننا قلقون جدا!».ان هذا القلق الذي يلاحظ في وسائل الاعلام الحکومية جليا ياتي في محله تماما لان عملية التساقط بدأت تتسارع داخل صفوف النظام وبين عملائه في المنطقة. و کتبت صحيفة جوان التابعة لقوة الباسيج اللا شعبية  في عددها الصادر11 مايو / ايار نقلا عن جوکار عضو لجنة الامن لبرلمان النظام قوله: «ان خطة وتطبيق الهدنة وفي النهاية هجومهم الواسع تأتي بهدف جعل المقاومة عرضة للهزيمة ثم يضعون الوضع القتالي للجيش السوري في حالة الانفعال وطبعا سيطرحون في جلساتهم المقبلة ان عمليات الجيش وصلت الی طريق مسدود وعليهم قبول شروطنا» ان تصريحات هذا العضو للبرلمان تظهر جيدا انه لماذا يحتاج النظام الی جعجعات فارغة ودعايات من نوع تصريحات الحرسي سلامي.
اضافة الی هذا القلق تسببت هذه الضربة في خلق توتر وتلاطم داخل صفوف النظام . وفي اشارة الی هذه الضربة والتوازن العسکري والسياسي في سوريا ربط بيادق النظام ووسائل الاعلام هذا الموضوع بمفاوضات جنيف والهدنة. وتأوهت صحيفة کيهان المنسوبة لخامنئي مبدية تشاؤمها تجاه الهدنة وطاولة فيينا وکتبت تقول: ان الحکومة السورية وحلفائها کان عليها ألا تقبل الهدنة وکانت ايران متشائمة تجاه الهدنة  وطاولة فيننا منذ البداية وکانت تقيمه ضررا للحکومة السورية.
وفي المقابل قامت صحيفة جمهوري اسلامي الحکومية باقتباس جملة من احدی وسائل الاعلام الخارجية يوم 11مايو/ايار2016 وکتبت في مقالها الافتتاحي تقول« موقع غلوبال ريسرج الالکتروني يعتقد في مقالها ان الحرب في سوريا هي خلفية لحقيقة تجري في جنيف» واوضح منها هو مقال صحيفة شرق الحکومية يوم 11 اياربقلم جاويد قربان اوغلي مدير وزارة الخارجية للنظام في ولاية خاتمي علی اساس«تجربة ايران الناجحة في الحصول علی اهدافها في الاتفاق النووي بالتفاوض مع عمالقة العالم » وکتبت«الاقتراح هو بدلا من الحاح علی بقاء شخص نفکر في حلول ضمانات لحفظ الوحدة الترابية السورية وتشکيل حکومة شاملة تتالف من کافة القوميات والمجموعات وحماة المقاومة» ويوضح هذا المقال انه کيف اصطف مؤيدز الاتفاق النووي (والاتفاق الشامل المشترک الثاني والثالث والرابع) بالسنتهم الحداد امام المهمومين وهذا يعکس عمق التوتر.
ويجدر بالذکر ان الضربات التي لحقت بالنظام في سوريا و موضوع الامن الداخلي حيث کان کلام خامنئي الرئيس في تصريحاته الاخيرة ترتبط بتصريحات مسؤولي النظام. نعم يرتبط طريق النظام المسدود في المنطقة اکثر مما مضی بمآزق النظام الداخلي وخير دليل علی ذلک هوتصريحات الحرسي سلامي حيث بعد ابداء قلقه بخصوص المنطقة اشترط هذا القلق بالظروف الداخلية واکد قائلاً: ان شعبنا واع وبصير في المشهد الداخلي ويدافع عن ثورته مهما کانت الظروف» والغرض ان الاوضاع الداخلية متازمة ومثيرة للقلق جدا.

زر الذهاب إلى الأعلى