العالم العربي

وزير الخارجية السعودي: ناقشت مع کيري ملفات سوريا واليمن .. وطهران راعية للإرهاب والإرهابيين

 

 

الشرق الاوسط

15/1/2016 

 قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لـ«الشرق الأوسط» إن تهديدات إيران لا تخيف الرياض، وإن السعودية ستعمل لحماية مصالحها ومصالح حلفائها بالطرق التي تراها مناسبة، في إجابة عن سؤال حول تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأن لديهم 200 ألف مقاتل مسلح في المنطقة العربية.
الجبير، الذي تحدث للصحافيين أمس في مقر السفارة السعودية في العاصمة البريطانية لندن لمدة تزيد علی الساعة، أکد أن إيران دولة راعية للإرهاب واستضافت إرهابيين بينهم قادة لتنظيم «القاعدة»، مشيرا إلی أن لطهران سجلا حافلا في الاعتداء علی سفارات العالم والدبلوماسيين في جميع قارات الکرة الأرضية. ورفض الوزير السعودي الانتقائية في تصنيف الجماعات الإرهابية، ومحاولة التفرقة بين جماعة وأخری علی أساس طائفي أو سياسي، مؤکدا أن الجماعات التي دعيت لمؤتمر الرياض بشأن الأزمة السورية ليست مصنفة ضمن الجماعات الإرهابية ومنها «أحرار الشام» و«جيش الإسلام».

وعن لقائه بوزير الخارجية الأميرکي جون کيري، قال الجبير إنه ناقش معه ثلاثة ملفات هي اليمن وسوريا وإيران، موضحًا أن اللقاء تطرق لموضوعات أخری، لکن الثلاثة ملفات المذکورة کانت الأبرز. وفي اللقاء الصحافي الذي عقد مساء أمس، استغرب الجبير من اتهامات إيران المتکررة للسعودية برعاية الإرهاب، ومن ثم اتهام المملکة باستهداف السفارة الإيرانية في اليمن ومقتل دبلوماسيين إيرانيين، وهو ما تبين لاحقا أنه غير صحيح. وأضاف: «لا يستطيع أي مسؤول إيراني أن يذکر أن هناک مسؤولا سعوديا رسميا علی قائمة المطلوبين أمنيا عالميا، بعکس بعض المسؤولين الإيرانيين الذين هم علی قائمة المطلوبين، ولا يذکر أن السعودية تورطت باغتيال سياسي في العالم أو باستهداف سفارة أو برعاية جماعة إرهابية، بينما إيران مصنفة کدولة راعية للإرهاب ولديها مؤسسات علی قائمة الإرهاب، ومسؤولون مطلوبون بسبب تورطهم في الأعمال الإرهابية، وکل هذه النقاط متوفرة لدی إيران، کما استهدفت عدة سفارات في العالم واحتجزت دبلوماسيين وفجرت أبراج الخبر في السعودية 1996م، وغيرها من الأحداث التي تثبت تورط طهران في رعاية الإرهاب والإرهابيين».

وعن اتهامات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للمملکة برعايتها للإرهاب قال الجبير إنه ظن أن المتحدث من کوکب آخر، مستطردًا: «الکل يعرف من هي الدولة التي رعت الإرهاب واستضافت الإرهابيين واستهدفت السفارات في جميع قارات العالم».

وعن دور روسيا في الأزمة السورية وأن دخولها علی الخط سيعقد الحل، قال الجبير إن ذلک بلا شک عقد المسألة، معولا علی الروس في لعب دور إيجابي للإسراع بحل الأزمة. وأمل الجبير في حديثه أن تنسق روسيا مع قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في ضرب تنظيم داعش، بدلا من العمل بشکل فردي، مبينا أن ذلک سيساهم في فعالية الضربات الروسية، وقال: «قالوا إنهم ضربوا أهدافا لـ(داعش)، ثم تبين لاحقا أنها أهداف للمقاومة، ولو کان هناک تنسيق لکانت فعالية الأداء أفضل وأکثر وأدق».

وفيما إذا کانت حرکتا «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» مصنفتين ضمن الجماعات الإرهابية، قال الجبير: «هاتان الجماعتان ليستا علی قوائم الإرهاب المرفوعة للأمم المتحدة حسب علمي، وهناک جماعات إرهابية اتفق عليها الجميع وأبرزها (داعش) و(جبهة النصرة)، أما (جيش الإسلام) و(أحرار الشام) فلا، وهناک مسألة غريبة أيضًا أن الجماعات المقاتلة إلی جانب بشار الأسد کـ(حزب الله) اللبناني وفيلق القدس، أو بعض الجماعات العراقية لا تصنف من قبل بعض دول العالم أنها إرهابية، وهذا أمر غريب». حديث الوزير السعودي جاء في معرض رد علی سؤال عن بعض الجماعات التي دعيت إلی مؤتمر الرياض بشأن الأزمة السورية، وقال: «کل جماعة دعيت إلی الرياض فهي تصنف أنها جماعة معارضة وليست علی قوائم الإرهاب».

واستغرب الجبير من انتقائية البعض في تصنيف الجماعات الإرهابية، مؤکدا أن الإرهاب واحد لا طائفة له، فالذي يقتل بريئا فهو إرهابي، سواء أکان القاتل سنيا أم شيعيًا.

وشدد الجبير أن السعودية ستعمل إلی جانب المجتمع الدولي للإسراع بحل الأزمة السورية وفق مقررات «جنيف1»، لکنه أکد أن الأسد لا يمکن أن يکون جزءا من الحل، مضيفًا: «کيف يمکن لشخص دمر بلاده وهجر الملايين ومتورط بتجويع النساء والأطفال أن يحکم البلد مجددا أو يشارک في أي عملية سياسية.. هذا مضيعة للوقت».

ورفض الوزير السعودي الاتهامات المتکررة بدعم الرياض لبعض الجماعات الإرهابية، وقال إن هذا مثير للاستغراب، وأضاف: «داعش مثلا يهاجم السعودية ونفذ أعمالا إرهابية في المملکة واستهدف مساجد فکيف تدعمه السعودية ويستهدفها؟ هذا أمر غير منطقي، وادعاءات نرفضها بلا شک، المملکة الآن دعت إلی تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، ووافقت 37 دولة علی المشارکة فيه، والسعودية تحارب الإرهاب».

وقبل اللقاء عقد الوزيران السعودي عادل الجبير ونظيره الأميرکي جون کيري مؤتمرا صحافيا، قال کيري فيه إنه يقدر جهود السعودية في المباحثات المتعلقة بالأزمة السورية، وإن العلاقة بين الرياض وواشنطن متينة، مؤکدا أن بلاده تتفهم رفض الدول العربية للتدخل في شؤونها – التدخلات الإيرانية -، وأن الرئيس أوباما تعهد بالوقوف جنبا إلی جنب مع الحلفاء في الشرق الأوسط، مضيفًا: «نحن نتمنی أن تعمل الدبلوماسية وتنجح للمضي قدما في حل المشکلات، والتصعيد لا يخدم أحدا ولا نريد ذلک». وفي سؤال لکيري حول إذا کان لقاؤه مع الوزير الإيراني ظريف سيحمل نفس الملفات التي ناقشها مع الوزير الجبير، قال کيري: «دائما أتحدث مع ظريف عن عدم التدخلات وعن السعي للسلام والاستقرار». الجبير قال إن الرياض تعمل مع واشنطن لتجنب التحديات الحالية ولحلحلة الأزمات القائمة في المنطقة، ومنها تدخلات إيران في الدول العربية والأزمة السورية وملف اليمن.

وکان وزير الخارجية السعودي التقی في العاصمة البريطانية لندن کذلک بوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توباياس إلوود، وناقش معه الوضع الراهن في المنطقة العربية، وقبله عقد لقاء ثنائيا مع وزير الخارجية الأميرکي ثم مؤتمرا صحافيا مشترکا، ثم لقاء بمجموعة صحف غربية حضرته «الشرق الأوسط» في مقر السفارة السعودية بلندن.

زر الذهاب إلى الأعلى