أخبار إيرانمقالات

سکان ليبرتي و إصلاحات روحاني


 

دنيا الوطن
2016-01-24
بقلم: محمد حسين المياحي

لم يترک عهد الرئيس الايراني، حسن روحاني أي مجال متعلق بالقضية الايرانية إلا وکان له فيه من تأثير واضح فيه، والملفت للنظر إن دور و تأثير عهد روحاني کان مميزا و مختلفا عن مختلف العهود و المراحل المختلفة في إيران منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية.
سکان مخيم ليبرتي، أو المعارضون الايرانيون المتواجدون في العراق من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، واجهوا منذ عام 2003، عقب الاحتلال الامريکي للعراق، أوضاعا بالغة السوء وصلت الی حد شن هجمات عسکرية و صاروخية ضدهم، لکن الذي جری و حدث معهم في ظل عهد روحاني، کان أمرا مختلفا تماما، حيث إن العالم کله يذکر مجزرة الاول من أيلول 2013 علی أثر الهجوم الدامي علی معسکر أشرف، والذ راح ضحيتها 52 فردا و تم إختطاف 7 آخرين من بينهم 6 نساء إضافة الی عشرات الجرحی الآخرين، إضافة الی ثلاثة هجمات صاروخية أخری جرت بعدها والتي راح ضيحتها أعدادا من السکان و جرح العشرات، وقد کان واضحا بإن عهد روحاني سيکون الاسوء بالنسبة لهؤلاء المعارضين.
لم تقتصر معاناة سکان مخيم ليبرتي علی مسألة إنعدام الامن و التهديد القائم بمهاجمتهم في أية لحظة وانما أضيف إليها تشديد الحصار المفروض عليهم أيام کانوا في معسکر أشرف خصوصا الحصار الطبي الذي تم التشديد فيه بصورة ملفتة للنظر، بالاضافة الی عرقلة تصفية ممتلکات السکان غير المنقولة في معسکر أشرف و التي تقدر بأکثر 500 مليون دولار و تهيأة الظروف لسرقة و نهب هذه الممتلکات من قبل ميليشيات شيعية تابعة لإيران.
عهد روحاني الذي کان الاسوء بالنسبة لسکان ليبرتي، تضاعف تأثير التهديد المحدق بهم خلاله و إزدادت المخاطر التي يتعرضون لها، وهو مايؤکد حقيقة إن السلطات الايرانية تسعی من أجل تصفية حساباتها مع المعارضين في مخيم ليبرتي عن طرق الحملات العسکرية و الصاروخية و الحصار و غيرها من الممارسات المناقضة و المتعارضة مع القوانين الدولية المعمول بها بهذا الصدد، وإن الذي ينتظر السکان خلال الفترات القادمة لايمکن التنبأ بمجرياتها و عواقبها مع ملاحظة إن جميع السکان واثقون من إن عهد روحاني بالنسبة لهم هو العهد الذي من الصعب جدا الاطمئنان إليه و الوثوق به.

زر الذهاب إلى الأعلى