العالم العربي

عهد التميمي رمز جديد للمقاومة الشعبية الفلسطينية

 28/12/2017

أصبحت الفتاة الفلسطينية عهد التميمي بشعرها الاشقر المجعد وعينيها الملونتين والتي تحاکم حاليا بتهمة ضرب جنديين اسرائيليين، شخصية مکروهة في الدولة العبرية، ورمزا للمقاومة الشعبية الفلسطينية.
وتاريخ عهد في مواجهة الجيش الاسرائيلي يعود الی طفولتها. کانت لا تزال في الحادية عشرة من عمرها عندما استقبلها الرئيس الترکي رجب طيب اردوغان عام 2012، وکان يشغل آنذاک منصب رئيس الوزراء، بعد انتشار شريط فيديو تظهر فيه وهي تحاول منع الجيش الاسرائيلي من اعتقال طفل من عائلتها. وظهرت الطفلة في حينه وهي تمسک بجندي اسرائيلي مع نساء من عائلتها من دون أي خوف او تردد، في محاولة لانقاذ الفتی من قبضة الجندي.
واعتقلت الفتاة في 19 کانون الاول/ديسمبر الماضي، بعد انتشار شريط فيديو آخر علی مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام تظهر فيه مع قريبتها نور وهما تقتربان من جنديين يستندان الی جدار منزل عائلة عهد، وتبدأان بدفع الجنديين، ثم برکلهما وصفعهما وتوجيه لکمات لهما.
ولدت عهد باسم التميمي في عام 2001 في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة. والدها ناشط معروف يقود تظاهرات أسبوعية في قريته النبي صالح احتجاجا علی استيلاء المستوطنين علی أراضي القرية. وسجن لسنوات عدة لدی اسرائيل.
ويصف باسم التميمي عهد ب”الخجولة”، لکن الاعلام الاسرائيلي يری انها تبحث عن “الاستفزاز” وتعرف کيفية جذب اهتمام الاعلام اليها. بين الفلسطينيين المحبطين من احتلال لا أفق له، وغياب أي أمل بالتسوية، وإعلان أميرکي أخيرا بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، تحولت عهد الی احد رموز المقاومة الشعبية.
ويقول والدها لوکالة فرانس برس ان عهد “صاحبة قناعة ترفض الاحتلال بوعي ومسؤولية”.
علی مواقع التواصل الاجتماعي، وصفها فلسطينيون وعرب ب “البطلة” وطالبوا بالافراج عنها. وبين التعليقات “کم انت عظيمة يا عهد”، “لک الله يا بطلة، أنت بألف رجل بشهامتک وکرامتک ووطنيتک. أنت فخر للفلسطينيين وهم حثالة البشرية لا يقدرون علی الرجال فأصبحوا يحاکمون الصغار”.
واتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوالد عهد مساء الثلاثاء، مطمئنا الی “صحة ومعنويات الأسيرة”، و”مشيدا بها وبعائلتها المتواجدة دائما في المسيرات السلمية” في النبي صالح “ضد الاستيطان والاحتلال”، بحسب ما ذکرت وکالة انباء “وفا” الفلسطينية.
وکانت عهد تحلم بأن تصبح لاعبة کرة قدم، لکنها قررت دراسة القانون للدفاع عن عائلتها وقريتها الصغيرة القريبة من مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية. وهي حاليا طالبة في الثانوية العامة في مدرسة في مدينة رام الله.



 عهد التميمي (الثانية من اليمين) خلال مثولها امام المحکمة العسکرية في سجن

 


 

زر الذهاب إلى الأعلى