تقارير

زيارة ترامب المرتقبة للسعودية.. تجديد للعلاقات ووأد لأذرع إيران

 

الخليج أونلاين
22/4/2017


رسم الرئيس الأمريکي، دونالد ترامب، خطاً جديداً في تحسين علاقات بلاده بالسعودية منذ الساعات الأولی لتوليه رئاسة البلاد، وهو ما يعزز الاتفاقية التي وُقّعت عام 1933 بين البلدين في عهد الملک عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود؛ القائمة علی استقلالية القرار، والبحث عن العلاقات التي تحقق مصالح السعودية سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً.
ترامب منذ اللحظات الأولی سعی إلی تأکيد أن تقييمه للأمور يختلف عن سابقه باراک أوباما، خاصةً فيما يتعلق بسياسة واشنطن تجاه حليفتها الرياض، وهو ما انعکس علی عدد الغارات التي شنّها الجيش الأمريکي بطائراته دون طيار في اليمن، ومبارکته الضمنية لضربات التحالف العربي ضد الانقلاب الحوثي.
وشهد منتجع کامب ديفيد، في يونيو/حزيران 2015، لقاء أوباما بقادة دول الخليج الست، بينما غاب الملک سلمان عن اللقاء مکتفياً بإرسال ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، ليعبّر عن حالة عدم الرضی عن إدارة أوباما بسبب إيران، حيث قالت صحيفة نيويورک تايمز إن غياب الملک سلمان هو تعبير عن خيبة أمل في البيت الأبيض.
– زيارة ترامب المرتقبة
مسؤولون أمريکيون أشاروا إلی أن ترامب طلب مناقشة ضم السعودية في أولی جولاته الخارجية منذ أن تولی الرئاسة، حسبما کشف عن ذلک وزير الدفاع الأمريکي، جيمس ماتيس، خلال لقائه نظيره السعودي، محمد بن سلمان، 20 أبريل/نيسان 2017.
تصريحات ماتيس أثناء خطابه بن سلمان، تکشف ماهية العلاقات الأمريکية السعودية، وأن تعکّر الأجواء حيناً لا يعني استمراره، بل يکون توتّراً ضمن إطار عام تم الاتفاق عليه منذ قرابة 85 عاماً، حيث قال في مقرّ وزارة الدفاع السعودية: “نحن لم نترک هذه المنطقة، ومن مصلحتنا أن نری قطاعات عسکرية واستخبارية قوية في السعودية، ومن ثم ما نستطيع عمله اليوم من شأنه في الحقيقة أن يدفع الباب لزيارة قريبة للرئيس ترامب إلی المملکة”، بحسب ما أعلنت الخارجية الأمريکية بنشرة ملخّصة عن الزيارة، وصل إلی “الخليج أونلاين” نسخة منها.
– علاقات وتعاون عسکري
استعداد ترامب لتوقيع بيع أسلحة وصواريخ موجّهة بدقة إلی السعودية والبحرين، يؤکد أن الإدارة الأمريکية الجديدة ما زالت تحفاظ علی إطار العلاقات الأمريکية الخليجية، وأن طبيعة المرحلة التي ستقود خلالها واشنطن تحالفاً قوياً من أجل محاربة الجماعات المسلّحة وتحجيم دور إيران، ما زال بحاجة إلی مزيد من التعاون علی الصعيدين الأمني والعسکري.
محللون يؤکدون أن هذه الصفقة للحلفاء الرئيسيين في الخليج الذين يواجهون تهديداً من قبل إيران، کما أنها يمکن أن تسهم في المعرکة ضد تنظيم الدولة، کما أنه يعتبر تحوّلاً عملياً لقي ترحيباً کبيراً من السعودية، بخلاف الانطباع السلبي إبّان عهد أوباما.
وحسب ما نقلته “واشنطن تايمز” عن مصادر أمريکية، في فبراير/شباط 2017، فإن إدارة ترامب، ومنذ أن نقلت لها السلطة الفعلية، وقّعت عقود بيع أسلحة للخليج بنحو مليار دولار، بينها صواريخ جو-جو، وقطع غيار طائرات للکويت بمبلغ وصل إلی 400 مليون دولار، وأيضاً مناطيد مراقبة عسکرية للسعودية بمبلغ وصل إلی نحو 500 مليون دولار، ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة توقيع المزيد من صفقات بيع الأسلحة الأمريکية للخليج العربي.
سايمون هندرسون، زميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنی، ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، يری أن إدارة ترامب تنظر إلی السعودية “کجزءٍ جوهري من الشرق الأوسط، ودولة مهمة لتحظی بعلاقةٍ إيجابيةٍ معها، حتی وإن شهدت هذه العلاقة بعض التوترات. وهذا يتناقض مع إدارة أوباما، لذا يرغبون بجعل ذلک تمييزاً واضحاً”، حسبما نشر موقع بلومبيرغ الأمريکي، في مارس/آذار 2017.
– حضور إقليمي بارز
وتسعی الرياض، عبر علاقاتها الوطيدة مع واشنطن، إلی تثبيت حضور إقليمي أکبر في مواجهة طهران، خاصةً في ظل ما يعانيه الشرق الأوسط من بؤر أزمات بسبب تنظيم الدولة والقاعدة.
کما تشترک الدولتان في ضرورة إزاحة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، من السلطة، ومن مستقبل سوريا، واتفق ترامب مع الملک سلمان لدی تسلّمه الرئاسة علی إقامة مناطق آمنة للسوريين، وهو ما قد يکون أولوية سعودية لدی المباحثات مع ترامب.
السعودية تسعی، کذلک، إلی إنشاء مرفق لسلاحهم البحري في جيبوتي، وهو ما يتيح لهم فرصة أفضل لاستکمال الجهود الأمريکية من أجل الحفاظ علی الأمن في البحر الأحمر، لا سيما منذ إعلان إدارة ترامب بأنها ستعمد إلی توسيع الهجمات بالطائرات الأمريکية من دون طيار ضد المقاتلين في الصومال.
ويعتزم ترامب حضور قمة لحلف شمال الأطلسي ببروکسل، في 25 مايو/أيار القادم، والسفر إلی جزيرة صقلية الإيطالية لحضور قمة قادة مجموعة السبع، المقرّرة بين 26 و28 من الشهر نفسه، مع احتمال أن تشمل الزيارة الفاتيکان للاجتماع مع البابا فرنسيس، بحسب ما ذکر المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في مؤتمر صحفي، 19 أبريل/نيسان 2017.
وفي مارس/آذار 2017، اجتمع ولي ولي العهد السعودي، مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض، خلال زيارة وصفها أحد کبار المستشارين السعوديين بأنها “نقطة تحول تاريخية” في العلاقات الأمريکية السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى