أخبار العالممقالات

لکي لايدفع العراق ثمن الاخطاء الايرانية

 

 

کتابات
27/3/2017
 
بقلم:محمد المياحي

 

منذ سقوط النظام العراقي السابق و بدء الاحتلال الامريکي للعراق و خضوعه للهيمنة و النفوذ الايراني، فقد صار العراق أشبه مايکون بحديقة خلفية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أو معبر و جسر و منفذ له لتنفيذ مخططاته المختلفة ليس ضد العراق ذاته فقط وانما ضد دول المنطقة أيضا.

العراق الذي خرج من ثلاثة حروب متتالية، مرهقا و مثقلا بالازمات و المشاکل و الجراح وکان الشعب العراقي برمته بحاجة لفترة نقاهة کي يلتقط ليس أنفاسه فقط وانما حتی عافيته، فقد جاءت مرحلة دخوله في دائرة نفوذ و هيمنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لتقوده الی طريق محفوف بالمخاطر و تجعله أمام أخطار و تهديدات قد تفتح أبوابا متباينة بوجهه بحيث إن إغلاقها ستکلفه أکثر مما في طاقته و وسعه، وإن مراجعة حسابات الربح و الخسارة في مرحلة النفوذ الايراني يؤکد بأن ليس هناک من أي ربح أو فائدة للعراق و شعبه وانما هناک خسائر فادحة و مستمرة أما الربح فقد کان ولايزال من نصيب النظام الايراني لوحده فقط.

الابتعاد عن المحيط العربي و جعل السياسة الخارجية للعراق موظفة لخدمة الخط العام للسياسة الايرانية، وجعل الاقتصاد العراقي في خدمة الاقتصاد الايراني و جعل الشعب العراقي کله تحت رحمة الميليشيات العميلة التابعة لإيران، هي من أبرز معالم مرحلة النفوذ الايراني، والتي کما نری و يری العالم جعلت من العراق في أضعف حالاته خصوصا بعد أن صار هناک أشباه الساسة هم الذين يقودونه، وهؤلاء ليس لهم من أي حول أو قوة أمام السفير الايراني الذي يکاد أن يکون الحاکم الحقيقي للعراق.

اليوم، وبعد التطورات و المستجدات السياسية الناجمة عن إنتهاء عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما و الذي کان عهدا ذهبيا لدور النظام الايراني علی مختلف الاصعدة ولاسيما علی صعيد العراق، فإن عهد الرئيس ترامب هو علی النقيض تماما من عهد سلفه، حيث إن هناک توجهات واضحة جدا ضد الدور الايراني علی مختلف الاصعدة خصوصا بعد أن بدأت التصريحات من جانب مسؤولين من ادارة ترامب تتوالی مؤکدة علی بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو الراعي الاکبر للإرهاب في العالم، وإن تحرکات مجلسي النواب و الکونغرس الامريکي من أجل إصدار قوانين ضد هذا النظام و تشديد العقوبات ضده بل وحتی العمل علی إدانته علی جرائم إرتکبها بحق شعبه نظير مجزرة صيف عام 1988، التي إرتکبها ضد 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق و العمل علی محاسبة و مجازاة مرتکبيها، يجب أن تکون مؤشرات واضحة للقوی الوطنية العراقية ولک من يعمل من أجل مصلحة العراق و شعبه لکي يعملوا علی النأي بالعراق بعيدا عن هذا النظام الذي هو بؤرة المشاکل و الازمات و مصدر التطرف و الارهاب حتی لايضطر العراق في المستقبل المنظور الی دفع ثمن الاخطاء الايرانية الفظيعة.

زر الذهاب إلى الأعلى