حديث اليوم

إتساع نطاق الجبهة الإقليمية ضد النظام الإيراني

 

أنهت جلسة القمة الخليجية الـ37 لدول مجلس التعاون الخليجي أعمالها يوم الاربعاء بحضور تيرزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية.  وبدأت الجلسة يوم الثلاثاء 6 کانون الأول/ ديسمبر الجاري في العاصمة البحرينية المنامة في البحرين وإستمرت لمدة يومين وفي بيان له أدانت تدخلات النظام الإيراني في المنطقة.
تيرزا ماي التي قد شارکت في الجلسة بصفتها أول رئيس حکومة بريطانية اتهمت خلال کلمتها النظام الإيراني مخاطبة القمة الخليجية، في المنطقة قائلة: «علينا ان نقف بوجه الدول التي تستخدم نفوذهم لزعزعة الأمن في المنطقة». (وکالة الصحافة الفرنسية- 7 کانون الأول/ ديسمبر 2016)
هذا وسببت المواقف التي اتخذتها القمة الخليجية وکذلک رئيسة الوزراء البريطانية خلال هذه الجلسة في خوف نظام الملالي ورد فعله المتخبط حيث وصف المتحدث باسم الخارجية في حکومة روحاني في رد فعل بغيض تصريحات السيدة ماي بانها غير مدروسة ومثيرة للفرقة. (موقع خارجية النظام- 7 ديسمبر 2016).
واشارت صحيفة کيهان المحسوبة علی خامنئي في عددها الصادر بتاريخ 8 ديسمبر 2016 إلی بعض مقاطع کلمة رئيسة الوزراء البريطانية وأضافت: « بينما أبدت رئيسة الوزراء البريطانية هکذا تصريحات عدوانية تجاه ايران، تقوم شرکة النفط الوطنية في بلادنا بتوقيع مذکرة التفاهم مع شرکة شيل البريطانية!».
ان المواقف الحازمة التي جاءت في البيان الختامي للإجتماع والقاضية بانه علی النظام الإيراني ان يلتزم بمبادئ القوانين الدولية… والکف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج مع مواقف رئيسة الوزراء البريطانية تسلط الضوء علی إضعاف مکانة النظام في المنطقة أکثر فأکثر خاصة ان المسايرة التقليدية للسياسة البريطانية مع امريکا، عشية التغيير المزعوم في الشهر المقبل في واشنطن هو سبب آخر لخوف الملالي وتخبطهم حيث يمکن أن نری آثارها في وسائل الإعلام التابعة للزمرتين الحاکمتين.
کما اشارت صحيفة شرق في عددها الصادر بتاريخ 8 ديسمبر 2016 إلی کلمة تيرزا ماي معتبرة اياها بان «بريطانيا بعد الإنفصال من الإتحاد الأوربي … اتخذت نهج مواجهة إيران في مجال السياسة الخارجية».
کما کتبت وکالة مهر للأنباء التابعة لنظام الملالي 8 ديسمبر 2016 قائلة: «تواجد تيرزا ماي في اجتماع القمة الخليجية لدول مجلس التعاون الخليجي کان مؤثرا علی البيان الختامي للقمة حيث تم التأکيد فيه علی ضرورة التعاون العسکري بين الطرفين ومواجهة غزو أجنبي».
کما يری المفسرون السياسيون في المنطقة أحد أهداف إجتماع المنامة هو توجه هذا ”المجلس“ نحو أن يکون ”اتحادا“. ومن أهم عوامل خوف النظام الإيراني وإرتباکه هو رغبة ”مجلس التعاون الخليجي“ من التحول لمجلس سياسي وإقتصادي إلی إتحاد دفاعي وعسکري، وإن هذا التطور يعطي مفهوما خاصا إلی تواجد رئيسة الوزراء البريطانية في إجتماع المنامة وتأکيدها علی علاقات بريطانيا الستراتيجية مع هذه الدول والتعاون الدفاعي والعسکري فيما بينهم. وبسبب هذه العلاقات قام النظام بإرسال رسالة التماس إلی أمير دولة الکويت مطالبا تعزيز العلاقات الودية والأخوية فيما بينهما الا ان أمير دولة الکويت وفي إجابة باردة للغاية علی هذه الرسالة اشترط «إجراء أي حوار بناء بين الدول العربية الخليجية وإيران بتحقيق القوانين الدولية بشأن علاقات الدول والإحترام علی حق سيادة الدول وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون مختلف الدول الداخلية» (موقع ”خبرنکاران جوان“ الحکومي- 8 ديسمبر 2016). وتبين هذه الإجابة مدی تنزل النظام في ميزان القوی الإقليمية.
کل هذه التطورات تسبب في ان تکتسي جلسة القمة الخليجية الـ37 لدول مجلس التعاون الخليجي في المنامة أهمية بالغة ومنعطفا حساسا لانها تدل علی تشکيل جبهة موسعة عربية ودرع دفاعي تتمتع بدعم إحدی قوی کبری عالمية أمام النظام وتدخلاته وسياسته المعتمدة علی تصدير الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى