مقالات

رعب من بعد 6000 ميل

 

المستقبل العربي
4/8/2016
بقلم: سعاد عزيز

 

 

الاوصاف و التعابير التي يستخدمها قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد المقاومة الايرانية عموما و منظمة مجاهدي خلق خصوصا، تعکس حقدا و کراهية لاحدود لها، ولايمکن إستغراب ذلک أبدا، خصوصا وإن هذا النظام و بعد أن رفضت منظمة مجاهدي خلق القبول بنظام ولاية الفقيه و تقاطعت معه،
لجأ الی حملة واسعة النطاق ضد هذه المنظمة في سبيل القضاء عليها و إنهاء دورها و حضورها في داخل إيران، وهذه الحملة التي رصدت لها مبالغ طائلة جدا لم تکتف بالاجراءات القمعية و الدموية و حملات الاعدامات و التصفيات الجسدية لأعضاء المنظمة وانما طالت أيضا حتی التأريخ النضالي المشرق للمنظمة بالتحريف و التزييف و دس الاکاذيب و التخرصات.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أشاع و يشيع بأن منظمة مجاهدي خلق مجموعة صغيرة لم يعد لها من دور و حضور بين اوساط الشعب الايراني و إنها صارت شيئا من الماضي بل وأکثر من ذلک بأن قالت إن هذه المنظمة”جثة نتنة”، لکنها هذا النظام عاد بنفسه و أکد بعد تجمع 9 تموز 2016، بأنه” سوف تستمر الجمهورية الاسلامية الايرانية في المواجهة مع هذه المجموعة المنافقة و ستقوم بإدانة أية دولة تدعمها.”، وإنه أمر غريب و عجيب أن يقوم النظام بالاستمرار مع مجموعة لم يعد لها من وجود و دور و باتت”جثة نتنة”، والاغرب من ذلک إن تحذير هذا النظام يأتي بسبب نشاط تقوم به المنظمة علی بعد 6000 ميل عن إيران.
تخوف طهران من هذه المنظمة في الحقيقة لايأتي من دون سبب أو دافع، حيث إن هذه المنظمة تعودت دائما علی القيام بتحرکات و نشاطات غير عادية و أبعد ماتکون عن التقليد، وإنه و علی سبيل المثال لا الحصر و بعد مرور 12 يوما علی تجمع باريس في 9 تموز2016، فإنه قد تم نشر أکثر من 4000 مقال و تقرير عن هذا التجمع، علما بإنه قد تمت تغطيته و نقل أحداثه بصورة مباشرة و حية، وهو أمر أذهل طهران و جعلها تتخبط يمنة و يسرة ولم يعد بإمکانها أن تفرض تعتيم و رقابة علی هکذا تجمع ضخم صار العالم کله من أقصاه الی أقصاه يتابعه عن کثب، ولهذا فإنه يظهر واضحا من إن منظمة مجاهدي خلق تعي و تعني و تقصد ماتقوم به من نشاط و تحرک و ذلک ماقد فهمه و إستوعبه النظام تماما ولذلک فإنه يشعر بالرعب من هکذا نشاط علی بعد 6000 ميل عنه ولکنه مع ذلک يؤثر عليه بقوة.
الطريق و المشوار الطويل للصراع الدموي الضاري بين منظمة مجاهدي خلق و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو تأريخ حافل لکن يبدو إنه قد وصل الی المحطة و المرحلة النهائية له و التي سنشهد فيه النهاية المنطقية لها بسقوط و تلاشي هذا النظام.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى