العالم العربي

إرهاب النظام الإيراني يتصدر إدانات قادة ورؤساء وممثلي الدول في المحافل الدولية

 
 16/12/2017
لم تأت تأکيدات السفيرة الأميرکية لدی الأمم المتحدة نيکي هيلي علی تورط إيران في دعم ميليشيات الحوثي بالصواريخ الباليستية بالأدلة أول من أمس (الخميس)، وتشديدها علی أصابع إيران الظاهرة في دعم المنظمات الإرهابية في المنطقة بغير المتوقع، إذ تسبب إرهاب «النظام الإيراني» منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 في زعزعة أمن المنطقة، ونال اهتمام «المحافل الدولية» وکلمات القادة ورؤساء الدول في المؤتمرات والاجتماعات والمجالس الأمنية والدولية، إذ وجه عدد من مسؤولي وقادة الدول العالمية في وقت سابق خطابات «حادة اللهجة» ضد استمرار النظام الإيراني في ممارسة الأعمال الإرهابية، ونشر الفوضی والتدخل في الشؤون الدولية، کان أبرزها تصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الأخير، الذي أکد فيه تورط طهران في «عدوان عسکري» مباشر علی المملکة، إضافة إلی تصريحات الرئيس الأميرکي دونالد ترامب، التي طالب فيها بفرض عقوبات ضد الحرس الثوري الإيراني المتهم بـ»دعم الإرهاب»، فيما عقد مجلس جامعة الدول العربية جلسة في مقر الجامعة في القاهرة للبحث في الانتهاکات الإيرانية الصارخة ضد السعودية، ودول عربية، تم خلالها التأکيد علی أن صواريخ إيران باتت تهدد «عواصم عربية».
وکان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دان في وقت سابق «الإرهاب الإيراني»، الذي قال فيها: «إن إيران متورطة في عدوان عسکري مباشر علی المملکة عبر تزويدها الحوثيين بصواريخ باليستية استهدفت فيها مدينة الرياض»، وهو ما رجحته واشنطن أيضاً، التي اتهمت طهران بإمداد الحوثيين بصاروخ أطلق علی السعودية في تموز (يوليو) الماضي، داعية الأمم المتحدة إلی تحميل إيران المسؤولية عن انتهاک قرارين لمجلس الأمن، مؤکدة أنها والسعودية تعملان معاً لمحاربة المتطرفين، وإنهاء نفوذ إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط.
کما أکد ولي العهد السعودي أن قيام إيران بتقديم صواريخ لميليشيات الحوثي في اليمن «عدوان عسکري مباشر» علی المملکة، مضيفاً خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أن «ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدواناً عسکرياً مباشراً من النظام الإيراني»، وتابع: «إن هذا الانخراط قد يرقی إلی اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملکة». فيما استبعد في تصريحات سابقة، إجراء حوار مع إيران، ورأی أنها «مشغولة بالتآمر علی العالم الإسلامي».
ورد الأمير محمد بن سلمان علی سؤال تلفزيوني عما إن کان هناک تفاهم قادم مع إيران، قائلاً: «کيف يتم التفاهم معهم؟ فمنطق إيران أن المهدي المنتظر سيأتي ويجب أن يحضروا البيئة الخصبة لظهوره عبر السيطرة علی العالم الإسلامي»، مضيفاً أن هناک «هدفاً رئيساً للنظام الإيراني في الوصول إلی قبلة المسلمين، ولن ننتظر حتی تصبح المعرکة في السعودية، بل سنعمل لکي تکون المعرکة لديهم في إيران»، وشدد علی أن «الفکر الإيراني المتطرف يمنع الحوار مع طهران».
وفي تشرين الأول (أکتوبر) الماضي، وجه الرئيس الأميرکي دونالد ترامب ضربة کبری إلی الاتفاق النووي مع إيران في تحدٍ لقوی عالمية کبری، باختياره عدم التصديق علی التزام طهران بالاتفاق، محذراً من أن بلاده قد تنسحب منه بالکامل في نهاية المطاف.
وحدد في خطابه التغير الکبير في السياسة الأميرکية، وفصل فيه نهجاً أکثر مواجهة مع إيران، بسبب برامجها النووية والصاروخية، ودعمها جماعات متشددة من الشرق الأوسط، لافتاً إلی أنه يريد أن يری تحرکاً لإصلاح العيوب التي يراها في الاتفاق علی المدی القصير، مؤکداً أنه قد ينهي الاتفاق علی الفور.
وسبق أن استهدف «الحرس الثوري» بعقوبات قانونية ومالية فرضتها الولايات المتحدة، بسبب البرنامج الباليستي لطهران، واتهامها بانتهاک حقوق الإنسان. کما أعلنت وزارة الخزانة الأميرکية بالتزامن مع تصريح الرئيس الأميرکي أن «الحرس الثوري يدعم الکثير من المجموعات الإرهابية»، في مقدمها «فيلق القدس» التابع له والمکلف بالعمليات الخارجية. وقال وزير الخزانة الأميرکي ستيف منوتشين في بيان: «إن الحرس الثوري أدی دوراً مرکزياً لجعل إيران أکبر دولة داعمة للإرهاب في العالم»، مضيفاً أن «فيلق القدس» هو «الکيان الرئيس» في منظومة الدعم الإيراني لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، و»حزب الله»، و»حماس»، ومجموعات إرهابية أخری.
وفي لبنان، تسبب الدور الإيراني الذي تقوم به عبر أداتها الرئيسة «حزب الله» في استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من منصبه قبل أن يتراجع عنها لاحقاً، إذ قال الحريري في خطاب استقالته من رئاسة الحکومة عن العبث الإيراني في لبنان: «حزب الله بات دولة داخل دولة بدعم من إيران، وزرع بين أبناء البلد الواحد الفتن، وتطاول علی سلطة الدولة»، مضيفاً: «إن أيدي إيران في المنطقة ستقطع». وشدد علی أن إيران ما تحل في مکان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، ويشهد علی ذلک تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسورية والعراق واليمن، ويدفعها في ذلک حقد دفين علی الأمة العربية.
فيما أکد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن أساس الأزمة في لبنان هو «حزب الله»، الذي اختطف النظام اللبناني، مشيراً إلی أن الحزب أداة في يد الحرس الثوري الإيراني، يستخدمه في بسط نفوذ إيران، کما يستخدمه في أعمال الشغب في البحرين. وقال لاحقاً لوکالة «رويترز»: «کيفما نظرت للأمر وجدت أنهم (الإيرانيين) هم الذين يتصرفون بطريقة عدائية. نحن نرد علی ذلک العداء ونقول طفح الکيل، لن نسمح لکم بفعل هذا بعد الآن».
وأضاف: «إن المملکة تتشاور مع حلفائها في شأن وسائل الضغط الممکنة ضد حزب الله لإنهاء هيمنته في البلد الصغير، وسنتخذ القرار في الوقت المناسب». البحرين والتي عانت من التدخلات الإيرانية ودعم العمليات الإرهابية التي جرت علی أرضها کان لها موقف مماثل، إذ کشف وزير داخلية مملکة البحرين الفريق الرکن الشيخ راشد آل خليفة عن العلاقة المباشرة للحرس الثوري الإيراني بالأعمال الإرهابية، وأن مملکة البحرين واجهت خطر الإرهاب وتمکنت من إحباط العديد من الأعمال الإرهابية، إذ کشفت الأدلة المادية والمعلومات الاستخباراتية عن ضلوع الحرس الثوري الإيراني في تدريب العناصر الإرهابية في معسکراتها علی صناعة العبوات المتفجرة واستخدام الأسلحة الأوتوماتيکية، والقنابل اليدوية، والمساهمة في إدخالها إلی البحرين، وتوفير الدعم والتمويل اللازم في هذا الشأن، کما عمل الحرس الثوري الإيراني علی تدريب هذه العناصر، وتشکيل وتجنيد مجموعات إرهابية تستهدف أمن کل من مملکة البحرين والمملکة العربية السعودية، من بينها علی سبيل المثال لا الحصر، ما يسمی بتنظيم «سرايا الأشتر» الإرهابي.
وشدد علی أن إيران ما زالت تأوي ما يزيد علی 160 من العناصر الإرهابية المسقطة جنسيتها والصادرة ضدهم أحکام بالمؤبد في قضايا إرهابية، أسفرت عن استشهاد 25 من رجال الأمن، إضافة إلی إصابة أکثر من 3 آلاف من رجال الأمن، منها إصابات بليغة أدت إلی عاهات مستديمة، کما أقر الذين تم القبض عليهم بأنهم تلقوا تدريبات علی استخدام وتصنيع الأسلحة والمتفجرات في معسکرات تتبع الحرس الثوري الإيراني، لافتاً إلی أن أعمار الفئة المستهدفة من التدريب تتراوح بين 20 و40 عاماً.
وأشار إلی أن الموقف المعادي الذي تنتهجه إيران ضد مملکة البحرين برز من خلال العدد المتزايد من التصريحات والتدخلات الرسمية والتي بلغت منذ عام 2011 نحو 254 تصريحاً، إضافة إلی الدور الذي تقوم به القنوات الفضائية الممولة من إيران ضد مملکة البحرين، والتي بلغت 71 قناة، تبث بمختلف اللغات. وأکد الوزير البحريني أن مملکة البحرين حذرت مراراً وتکراراً من خطورة التدخلات الإيرانية السافرة في الأمن الداخلي للبحرين والمنطقة من خلال أساليبها المکشوفة، التي تستغل فيها الخلايا والمنظمات الطائفية المتطرفة، وتعمل علی دعمها إعلامياً وتدريبياً، أو من خلال الإيواء والتمويل والإمداد، وهو ما ثبت من خلال ما تم ضبطه من مواد متفجرة بعدد من المستودعات، أو ما تم إحباط تهريبه من مواد متفجرة، مشيراً إلی أن التدخلات الإيرانية الخطرة ترکز علی تصدير التطرف الفکري والطائفي، الأمر الذي يستدعي تکثيفَ الجهود الإقليمية والدولية لمعالجة بؤر الإرهاب کافة، وفي مقدمها مکافحة تمويل إيران الميليشيات المتطرفة، وإمدادها بالأسلحة.
زر الذهاب إلى الأعلى