أخبار العالم

توقعات بانسحاب “القائمة العراقية” من الحکومة


اذاعة العراق الحر
26.12.2012



أزمات متجددة علی الدوام


تميز العراق الجديد ومنذ نيسان 2003 بالتنقل بحرية کاملة وبشکل انسيابي تماما من أزمة إلی أخری، ومن مشکلة إلی أخری، ومن تصعيد في نبرة الحديث إلی تخفيض يعقبه ارتفاع حاد يلغي کل ما جاء قبله من حلو الکلام وجميل جمل المصالحة.
آخر الأزمات تعلقت بعدد من الأشخاص يعملون ضمن حماية وزير المالية رافع العيساوي وقد اعتقلوا في العشرين من هذا الشهر فأعقب ذلک ارتفاع جديد في نبرة الحديث بين السياسيين.
تقول الحکومة إن مسألة حماية العيساوي قضائية بحتة في حين يؤکد مناصرو الوزير أن المسألة تتعلق باستهداف المکون السني وأن للقضية أبعادا طائفية واضحة.


الأزمة في بغداد والاحتجاج في الانبار


رافقت هذه التصريحات مظاهرات واحتجاجات عمت الجانب الغربي من العراق لاسيما في الانبار حيث قام المتظاهرون بقطع الطريق السريع المؤدي إلی الأردن والی سوريا ومنعوا الشاحنات والسيارات من المرور واتهموا الحکومة بالطائفية ودعوا إلی وقف سياسة التهميش والإقصاء التي تمارس ضد المکون السني، حسب قولهم، وطالبوا أيضا بإطلاق سراح جميع المعتقلين والمعتقلات ومنهم حماية وزير المالية رافع العيساوي.
هذا هو آخر مشهد في الأزمة العراقية التي نتابع کل يوم فصولا جديدة منها بينما تغرق الشوارع والأزقة في بغداد ومدن العراق وتسقط الأبنية القديمة وتنهار العشوائيات ويموت أطفال بسبب الأمطار الغزيرة.


أطفال يموتون بسبب الأمطار


وکالة اسوشيتيد بريس ذکرت أن أربعة أشخاص لاقوا حتفهم في انهيار منزل في منطقة محمد السکران شمال شرق بغداد وقد انهار المنزل خلال الليل ليقتل امرأة وثلاثة أطفال فيما أصيب سبعة آخرون.
قالت بعض المصادر أيضا إن دورا طينية انهارت في مدينة الصدر مما أدی إلی إصابة خمسة أشخاص آخرين، علما أن الأمطار التي تسقط حاليا تعتبر الأکثر غزارة منذ عقود وقد دفع ارتفاع منسوب المياه في الشوارع وعجز الجهات المختصة عن تصريفها، دفع الحکومة إلی إعلان يوم الأربعاء يوم عطلة رسمية.. 
منذ سنة بالتحديد، ظهرت قضية الهاشمي
نعود إلی الأزمة السياسية ونذکر أن الأيام الأخيرة من نهاية العام الماضي ظهرت إلی الوجود قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وأعقبها لجوء الهاشمي إلی ترکيا، وهذا العام، تشهد هذه الأيام نفسها أزمة مشابهة ويقول مسؤولون إن حماية العيساوي متورطون بقضايا إرهاب أيضا.. وانطلاقا من ضخامة الأزمة الجديدة، توقع البعض أن تعمد العراقية إلی الانسحاب من الحکومة وانبثق هذا التوقع من عدم انعقاد جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي وقال البعض إن وزراء العراقية لم يحضروا هذا الاجتماع.


العراقية: خيار الانسحاب وارد


السؤال المتعلق باحتمال انسحاب القائمة العراقية من العملية السياسية واستخدام هذا الأسلوب کورقة ضغط علی الحکومة، طرحناه علی حامد المطلق احد قياديي العراقية فقال إن الحديث عن هذا الأمر وارد بالفعل لو استمرت الخلافات والمشاکل کما قال إن الاعتراض الرئيسي يتعلق بسياسة التهميش وبانتهاکات لحقوق الإنسان.
المطلق استبعد أن تتمکن حکومة أحادية التکوين من الاستمرار في عملها في العراق لو أصرت العراقية علی الانسحاب والاستقالة.
غير أن علي الشلاه القيادي في ائتلاف دولة القانون استبعد أن تتخذ العراقية قرارا بالاستقالة أو بالانسحاب وأکد في حديثه لإذاعة العراق الحر أن القائمة العراقية متمسکة تماما بالمناصب التي تشغلها وبوجودها داخل الحکومة ومبنی البرلمان.
واستبعد المحلل السياسي واثق الهاشمي هو الآخر انسحاب العراقية وأشار إلی إصرارها هذه المرة علی البقاء داخل الحکومة والبرلمان والعمل علی تغيير الأمور من خلال ذلک، غير أن المحلل السياسي بدا غير متفائل بالمرة بالمقبل من الأيام واقر بوجود أزمة سياسية حقيقية في البلاد.
الهاشمي عزا عدم لجوء العراقية إلی استخدام ورقة الانسحاب هذه المرة إلی إدراکها بأنها لا تشکل قوة کبری إلا إذا تحالفت مع انسحابها جهات أخری وهو أمر غير وارد حاليا، حسب قوله.


متظاهرو الانبار يفصلون العراق عن دول غربه


منذ ثلاثة أيام والاحتجاجات مستمرة في المنطقة الغربية من العراق لاسيما في محافظة الانبار وعاصمتها الرمادي حيث تجمع الآلاف للاحتجاج علی الحکومة التي يتهمونها بمحاولة تهميش المکون السني وإقصائه.
وکالة اسوشيتيد بريس للأنباء ذکرت أن المتظاهرين رفعوا لافتات تطالب باحترام حقوق السنة وتدعو إلی إطلاق سراح المعتقلين منهم في السجون العراقية.
الوکالة نقلت عن رجل الدين حامد العيساوي قوله إن الاعتصام سيستمر لحين تحقيق مطالب المتظاهرين ولحين إنهاء الظلم، واتهم الحکومة بمحاولة إثارة المشاکل بين المکونين السني والشيعي وإثارة نزاع طائفي من خلال خلق الأزمات واستهداف شخصيات وطنية معروفة، حسب قوله.  
يذکر أن رئيس الوزراء نوري المالکي دافع عن اعتقال عناصر في حماية وزير المالية رافع العيساوي وقال إن المسألة قضائية بحتة وحذر هو الآخر من تجدد الصراع الطائفي وانتقد رد فعل مسؤولين سنة علی قضية حماية العيساوي.


غضب في الانبار وصلاح الدين تدعو إلی التهدئة


في محافظة صلاح الدين دعا المستشار الإعلامي للمحافظ علي عبد الرحمن إلی عدم تصعيد المواقف واللجوء إلی التهدئة وترک القضاء يأخذ مجراه فيما قال مراسل إذاعة العراق الحر في الانبار برهان العبيدي إن آلافا شارکوا في مظاهرة اليوم الأربعاء وإن الطريق السريع إلی الأردن وسوريا ما يزال مقطوعا ولم تتمکن الشاحنات ولا حتی السيارات الخاصة من المرور.
مراسل الإذاعة قال أيضا إن محافظ الانبار اصدر بيانا دعا فيه المتظاهرين إلی فتح الطرق وإزالة السرادق والحواجز ووعدهم بمتابعة مطالبهم مع الحکومة کما عبر عن تضامن المحافظة مع هذه المطالب والتي تتمثل وحسب ما أفاد مراسل الإذاعة بالکف عن ممارسة سياسة الإقصاء والتهميش إزاء المکون السني وإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات بما في ذلک عناصر حماية وزير المالية رافع العيساوي.
مراسل الإذاعة قال أيضا إن المتظاهرين رفعوا العلم العراقي الجديد إضافة إلی أعلام أخری تمثل مختلف العشائر.
شارک في إعداد هذا التقرير مراسلا إذاعة العراق الحر في بغداد احمد الزبيدي، وفي الانبار برهان العبيدي.
“.

زر الذهاب إلى الأعلى