العالم العربيمقالات

قصف الشعيرات يصيب طهران بالرعب

 

الوطن السعودية
14/4/2017


بقلم:مروان الشمالي

 

ثارت شکوک في صحة بيان منسوب لما أطلق عليها «غرفة العمليات المشترکة الإيرانية الروسية»، تضمن تهديدات للولايات المتحدة، بعد الضربة الأميرکية لمطار الشعيرات التابع للنظام في سورية، ردا علی مجزرة خان شيخون الکيماوية، وتجاهلت روسيا البيان بشکل تام، علی المستويين الرسمي والإعلامي، وعبّرت عن مواقف مناقضة تماما لما تضمنه البيان، الذي صدر نهاية الأسبوع، وزعم أن موسکو وطهران والأسد وأتباعهم سيردون علی أميرکا، لأنها تجاوزت الخطوط الحمراء.
وعد البيان أن البلدين لن يسمحا للولايات المتحدة بالهيمنة علی العالم وفرض نظام القطب الواحد، عبر استمرار قصف سورية. وأکد المراقبون أن البيان الذي تقف وراءه إيران، لم يکن کما يبدو غير قنبلة صوتية، نتيجة رعب أصاب قيادة طهران، مشيرين إلی وجود عدد من الملاحظات تزيد من الشکوک حول ما جاء فيه، منها أنه لا يوجد رسميا ما يسمی «غرفة عمليات مشترکة لداعمي الأسد»، بل مرکز لتبادل المعلومات الاستخبارية أقيم في بغداد نهاية 2015، ويضم روسيا وإيران والعراق ونظام الأسد. وکثيرا ما نفت موسکو أنها في حلف مع إيران. کما أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أجری اتصالا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم تشر الأنباء عن الاتصال بأنه تناول أي تصعيد، سوی رفض الضربة الأميرکية والدعوة إلی تحقيق في ما حدث في خان شيخون. وکذلک لم يتم الإعلان عن أي اتصال بين بوتين والأسد، منذ مهاجمة مطار الشعيرات.
تکذيب ضمني
قناة الميادين الموالية للنظام السوري وإيران، ظلت صامتة لمدة يومين لتعلن بعد ذلک أن الکرملين لم يعلق علی البيان الإيراني، فيما أشار مراقبون إلی أن ما صدر عن موسکو کان نقيضا، بل تکذيبا ضمنيا لما نشر.
وأضافوا أن الکرملين أبقی علی موعد زيارة وزير الخارجية الأميرکي، ريک تيليرسون، ولم تطلب تأجيلها، مؤکدة عدم رغبتها في الصدام مع أميرکا في سورية، کما أن رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما، السيناتور قسطنطين کوساتشوف، بادر إلی الإعلان بأن القوات الروسية في سورية لن تتورط في مجابهة عسکرية مع نظيرتها الأميرکية، کذلک أشار رئيس لجنة الدفاع والأمن، فيکتور اوزيروف، إلی أن القوات الروسية الموجودة في سورية هدفها محاربة الإرهاب، وليس لحماية الأسد من التهديدات الخارجية، وأن النظام يمکنه فعل ذلک إذا أراد.
استهداف الأسد
أضاف المراقبون أن التصريحات الروسية سبقها معلومات أن من بين الخيارات التي بحثها ترمب قبل توجيه الضربة لموقع الشعيرات، توجيه ضربة لکل مطارات الأسد، أو ضربه شخصيا في قصره، وأن هذه المعطيات يملکها الروس وتولوا توزيعها، لافتين إلی أنه بعد الضربة والبيان الإيراني، جدد البيت الأبيض قوله إن ضربات أخری سوف تحصل حال شن الأسد هجمات کيماوية جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى