مقالات

الجديد القديم لطهران التشکيک في تظاهرات الشعب العراقي

 



کتابات
28/8/2015


 



منی سالم الجبوري


 


التحرکات و النشاطات المحمومة التي يبذلها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ قرابة ثلاثة أسابيع في سبيل الالتفاف علی التحرکات الجماهيرية العراقية الواسعة الرافضة للاوضاع السائدة في العراق و للتدخلات الايرانية السافرة في الش?ون المختلفة، وبعد أن لم تحقق نتيجة عبر السعي لرکوب موجة التظاهرات و إختراقها و شق صفوفها، فإنها بدأت مرحلة جديدة في التصدي لهذه التظاهرات من خلال التشکيک فيها و إتهامها بإرتباطات خارجية.
الاتهامات التي وجهها السفير الإيراني السابق في العراق، حسن کاظمي قمي، للتظاهرات الشعبية العراقية العارمة ضد الفساد والحکم الطائفي الموالي لطهران في العراق، بأنه ” تحرک بدعم خارجي”، وقال إن “المعلومات تظهر أن بعض السفارات التي تدعم الإرهاب في العراق تقف وراء تحريض المتظاهرين في العاصمة العراقية بغداد”، وهي إتهامات تبعث علی السخرية و الاستهزاء و الاستهجان الکامل، ذلک إنها وبهدف تضليل العالم عما يحدث في العراق و تحريف و تشويه حقيقة التحرکات الشعبية المناهضة للفساد و لطهران تحديدا، تقوم بالتشکيک بها و إتهامها بالعمالة کما تفعل کل الانظمة الدکتاتورية و الاستبدادية ضد أية معارضة او حراک شعبي رافض لها.
السفير الايراني السابق في العراق و الذي هو أيضا من الوجوه المتورطة في الکثير من الاحداث و التطورات و الامور السلبية التي أوصلت الاوضاع في العراق الی هذا الحد ولکي يصرف الانظار عن حقيقة الامور و عن الدور التخريبي الذي قام به شخصيا بإيعاز من طهران فإنه قد ذکر في تصريحاته مما وصفها بـ” التحرکات المشبوهة التي تقوم بها بعض التيارات المجهولة تحت غطاء الاحتجاجات الشعبية في هذا البلد”، وهو سعي خائب و بائس ذلک إن المتظاهرين هذه المرة ليسوا من المحافظات ذات الاغلبية السنية کي يتم رميها بتهم جاهزة بل هذه المرة تنطلق من المحافظات الجنوبية ذات الاغلبية الشيعية، والاهم من ذلک، إن قمي هذا، قد رکزت المقاومة الايرانية عليه في أکثر من تقرير لها من داخل إيران عن دور المشبوه ضد الشعب العراقي و سعيه لزيادة نفوذ و هيمنة نظامه علی العراق.
طهران التي جوبهت محاولاتها المشبوهة لإختراق هذه التحرکات الاحتجاجية و توجيهها بسياق يتفق مع توجهاتها و مصالحها، وبعد إن إصطدم قاسم سليماني برفض رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي لمطالبه المشبوهة، فإنها تعيد الکرة بطريقة و اسلوب آخر، لکن الذي يجب أن ينتبه له الشعب العراقي جيدا و يحذر منه علی الدوام هو إن طهران ستستمر في محاولاتها المشبوهة هذه ولذلک يجب علی الدوام التصدي لها علی الدوام و غلق الابواب بوجهها والاستمرار
بالتحرکات الاحتجاجية حتی تحقيقها أهدافها و غاياتها الاساسية و التي علی رأسها القضاء علی الفساد و إقامة حکومة وطنية و إنهاء النفوذ الايراني في العراق

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى