أخبار إيرانمقالات

عندما يويد الجلاد الضحية

 

سولابرس
7/12/2017

بقلم :  فاتح عومک المحمدي

أکثر المواقف مثيرة للإنتباه و السخرية المفرطة معا، هي تلک التي يبادر فيها الجلاد لتإييد ضحيته، وهذا ماينطبق تماما علی ماذکره الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد وهو يخاطب المرشد الاعلی الايراني خامنئي في معرض هجوم حاد له علی السلطة القضائية في إيران، عندما قال إن:” إستياء المواطن الايراني وصل الی السماء”!
أحمدي نجاد الذي کان قد وعد الشعب الايراني أثناء حملته الانتخابية بأن يقوم بتوزيع الواردات النفطية لتصل الی کل الاسر الايرانية، ولکن وکما هو واضح فإن عهده قد کان من أسوء العهود من حيث إستشراء الفساد و المحسوبية و إرتفاع نسبة الفقر و المجاعة و الادمان، بما يؤکد بأن الموارد التي وعد بتوزيعها علی الشعب الايراني إضافة الی إنها قد بقيت علی حالتها السابقة فإن الفساد الذي إنتشر کالنار في الهشيم قد ضاعف من التأثيرات السلبية علی الشعب الايراني.
أحمدي نجاد الذي کان محسوبا علی تيار المرشد الاعلی، ويسعون للتخلي عنه بعد أن أدی دوره و ساهم في دفع الاوضاع في إيران نحو الاسوء وصار مکروها، لکن المشکلة الکبيرة التي علی النظام الاجابة عليها هي إن الحکومة التي أعقبت نجاد کانت أسوء من التي خلفتها بکثير، إذ إن واحدة من أهم مميزات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من حيث علاقته بالشعب الايراني هو إن الاوضاع تسير دائما من السئ الی الاسوء ولذلک فإن عهد روحاني جعل السعب الايراني يترحم علی عهد نجاد، مثلما إن الشعب بالاساس بات يترحم علی عهد الشاه بعد کل الذي لاقاه علی يد هذا النظام.
اليوم، وتزامنا مع نشر الغسيل الوسخ لعهد أحمدي نجاد، فإن من المفارقات المثيرة لمنتهی الاستهزاء و التهکم، إن مستوی الفساد و القمع و إنتهاکات حقوق الانسان في ظل عهد روحاني قد تخطی العهد السابق بفراسخ کثيرة جدا، ولهذا فإن نجاد وعندما يبادر للدفاع عن المواطن الايراني الذي ساءت حالته الی أبعد حد بحيث بات صوته يصل الی السماء، فإن عليه أن يعلم بأنه کان أحد الاسباب وراء ذلک وإن التهمة مثلما موجهة الی النظام فإنه ليس منها ببرئ، وحقا يجب علينا هنا الاستشهاد بما سبق وأن أکدته المقاومة الايرانية من إن لايوجد أي فرق بين الاجنحة المتصارعة في إيران من حيث ماهيتها الحقيقية، إذ ليس هناک إعتدال أو إصلاح في ظل هذا النظام وانما هناک سعي و جهد من أجل المحافظة عليه، ولذلک فإن أحمدي نجاد وعندما يدافع عن الشعب الايراني الذي وصل صوته من جراء الظلم الذي يتعرض له الی السماء، فإنه أشبه بالجلاد عندما يدافع عن ضحيته!

 


زر الذهاب إلى الأعلى