أخبار إيرانمقالات

لکي تستقر المنطقة

 


کتابات
28/4/2017
 
بقلم: محمد حسين المياحي


نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بعد التغييرات السياسية الاخيرة التي أعقبت نهاية عهد الرئيس الامريکي السابق اوباما،
حيث تکاد العزلة الدولية أن تکتم علی أنفاسه، صار واضحا بأنه يواجه ظروفا بالغة الصعوبة لم يسبق له أن واجه مثلها ولکنه و من أجل أن يجد مخرجا و خلاصا منها يلجأ کعادته دائما خلط الاوراق من أجل إختلاق المشاکل و الازمات، وهذا هو تماما الذي يحدث مع النظام الايراني عندما يهدد بتأزيم الاوضاع و دفعها الی نقطة حرجة في کل من العراق و سوريا و لبنان و الاردن، وهو يعلم بأن هذا التأزيم”المفتعل”و”السطحي”، وان کان خطيرا و يترک آثارا سلبية علی تلک الدول، لکن ليس بالامکان أبدا أن ينقذ النظام هذه المرة و يلقي إليه بطوف النجاة، إذ أن الامور قد تحدث فيها تطورات يمکن إعتبار البعض منها بمثابة مفاجئات غير منتظرة للنظام الايراني نفسه، وان إحتمال تفجر الاوضاع في داخل إيران و بلوغها نقطة اللاعودة أمر وارد جدا و باتت الکثير من الاوساط تتوقعه بين أية لحظة و اخری ولاسيما وان إقترن ذلک بحدوث إضطرابات سياسية هنا و هناک، وان المشکلة الکبری التي تواجه النظام الايراني تتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الدور الريادي و الفعال و المؤثر الذي تؤديه سيدة المقاومة الايرانية و زعيمتها الفذة، إذ أن النظام يتخوف کثيرا من أن يأخذ هذا المجلس في نهاية المطاف و في خضم تصاعد الاحداث و تطوراتها بزمام المبادرة، وان أهم هدف للنظام الايراني يتمثل في عدم السماح بأي شکل من أشکال التقارب و التفاهم بين المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و دول المنطقة لأن ذلک کفيل بإحداث تغيير جذري في المعادلة السياسية في إيران.
النظام الايراني الذي بذل جهودا جبارة و استثنائية من أجل الکتم علی نشاط المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بصورة عامة و علی دور و نشاط منظمة مجاهدي خلق التي تمثل أبرز و أقوی تيار داخل ذلک المجلس بصورة خاصة، ومع أن النظام قد نجح الی حد کبير و لأسباب و عوامل مختلفة في خداع المجتمع الدولي و دول المنطقة و التمويه عليها لکي تبتعد عن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق، لکن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و بفضل الدبلوماسية الشجاعة و الجريئة و الفريدة من نوعها للسيدة مريم رجوي تمکن من تحطيم مرتکزات ذلک المخطط الخبيث خصوصا فيما يتعلق بالسياسات و الممارسات القمعية و الانتهاکات الممنهجة لحقوق الانسان في إيران و کذلک التدخلات السافرة له في المنطقة و التي تنعکس بصورة بالغة السلبية علی الاوضاع فيها، وکذلک من حيث علاقاته الاقليمية و الدولية التي تتزايد و تتوسع يوما بعد يوم.
ان المطلوب حاليا هو أن تبادر دول المنطقة و من أجل مصلحة شعوبها و مستقبل الاجيال فيها الی إتباع سياسة جديدة تعتمد علی منطلقات و مرتکزات جديدة تضع مصلحة شعوبها و الشعب الايراني ذاته فوق أي إعتبارات أخری و تسعی لبدء مرحلة جديدة تحجم دور هذا النظام و تحد من تأثيراته السلبية التي نلمسها علی أرض الواقع، وان مد جسور التعاون و التفاهم مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يصب في خدمة أمن و استقرار المنطقة بصورة خاصة و العالم خصوصا من حيث دعم نشاطات و فعاليات المجلس و الاعتراف به، ذلک أن إستتباب أمن و إستقرار المنطقة يرتبط شئنا أم أبينا بإسقاط هذا النظام الدجال و تخليص الشعب الايراني و شعوب المنطقة من خطره و شروره.

زر الذهاب إلى الأعلى