أخبار إيرانمقالات

مرکب من دون شراع


سولابرس
4/12/2017

بقلم : سهی مازن القيسي


عندما کان الشعب الفرنسي يتظاهر ضد الملک لويس السادس عشر، سألت الملکة ماري أنطوانيت أحدا من الحاشية عن سبب التظاهرة، فقال إنهم لايجدون خبزا ليأکلونه فقالت: دعهم يأکلون الکعک! واليوم، وفي غمرة الاوضاع الصعبة في إيران و الاحتجاجات الشعبية القائمة ولاسيما بشأن التقصير في مجال إغاثة منکوبي الزلزال الاخير، فإن السلطات الايرانية وعوضا عن إعترافها بالتقصير في إغاثة المنکوبين و تقديمها للإعتذار للشعب الايراني، فإن رجال الدين قد خرجوا وهم يسعون لتبرير الزلزال و مانجم عنه علی طريقة ماري انطوانيت، فهم يتحدثون عن غضب السماء لتقصير الشعب في دعم النظام لکنهم لايتحدثون عن تقصير النظام في تقديمه السعافات الاولية و توفير شروط السلامة المطلوبة من جانب الشرکات التابعة للحرس الثوري والتي قامت ببناء معظم الدور التي هلک أغلب ساکنيها!
الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في إيران علی تردي الاوضاع و وخامتها و المطالبة بالحقوق المهضومة و الخدمات الاساسية المحرومين منها، والتي تحاصر طهران من کل جانب، يبدو إن الزلزال قد قام بتسخين هذه الاوضاع أکثر عندما إتضح للشعب الايراني کله الی أي حد قد قصرت السلطات الايرانية في تقديمها لخدمات الاغاثة و کيف إنها منعت ذهاب صحفيين و وسائل اعلام أجنبية الی مناطق الزلزال و إکتفت بالوسائل التابعة لها و التي تظهر کالعادة جانبا من الحقيقة و ليس کلها.
8 أعوام طوتها طهران في ظل عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما، والذي حظيت خلالها بإمتيازات و مکاسب کانت تحلم بها حيث وصلت بفضل سياسة المسايرة و الارضاء لإدارة اوباما الی حد بأن خطره و تهديدها لکافة بلدان المنطقة صار جديا الی أقصی حد، لکن إنتهاء ذلک العهد و بدء عهد الرئيس ترامب، أسدل ستارا علی تلک الفترة الذهبية و جعل طهران في مواجهة وضع جديد إختلفت فيه کل الموازين السابقة، حيث بدأت سياسة متشددة أمريکية مع إيران تمخضت عن عقوبات مؤلمة في مجالات حساسة و خطيرة نظير الحرس الثوري و أذرعه المشبوهة في المنطقة.
هذه السياسة الامريکية المتشددة لم تکن لوحدها وانما ترادفت لسوء حظ طهران مع تصاعد غير مسبوق في التحرکات و النشاطات الاحتجاجية للشعب الايراني علی خلفية الاوضاع المتردية علی مختلف الاصعدة و رفع و ترديد شعارات مضادة للنظام، کما إن المقاومة الايرانية بدورها لعبت دورا غير مسبوقا ضد النظام القائم في طهران من خلال النشاطات و الفعاليات المستمرة في بلدان العالم و التي تمخضت في نهايتها بنجاح حرکة المقاضاة التي تقودها السيدة مريم رجوي، زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بإيصال ملف مجزرة عام 1988 الخاصة بإعدام 30 ألف سجين سياسي الی الامم المتحدة، وإحتمال التصويت علی قرار سياسي نوعي ضد إيران، هذا الی جانب الموقف الاقليمي الذي يزداد رفضا و مواجهة ضد طهران، وخلاصة القول أن الوضع الحالي بالنسبة للنظام الايراني أشبه مايکون ببحر متلاطم الامواج في يوم عاصف حيث نجد النظام الايراني فيه عبارة عن مرکب متهالک من دون شراع ولامجذاف!

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى