مقالات

أبواق جديدة للدجل و الشعوذة

 

مرکز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي
2015 / 7 / 8

 فلاح هادي الجنابي

منذ الاحتلال الامريکي للعراق و إستفحال نفوذ النظام الديني الرجعي القمعي الايراني في العراق، يواجه الشعب العراقي بمختلف أطيافه هجمة ظلامية صفراء من جانب هذا النظام يهدف بالدرجة الاولی الی القضاء علی الافکار و القيم الانسانية و الحضارية التقدمية في العراق و إستبدالها بأخری رجعية متخلفة ترکز علی مصادرة أهم مبادئ حقوق الانسان بالاضافة الی إستعباد المرأة و الاستخفاف بها.
مراجعة الاوضاع الاجتماعية منذ تغلغل نفوذ النظام الايراني في العراق، يجد المرء نفسه أمام مظاهر و ظواهر إجتماعية سلبية لم تکن سابقا بارزة بهذا الشکل، حيث تزويج القاصرات و تعدد الزوجات و إرغام النساء علی التحجب رغم أنفهن الی جانب الترکيز علی المسائل و القضايا الدينية بصورة متطرفة من أجل تحجيم و تحديد و لجم حرية التفکير و التعبير، کما جری علی سبيل المثال لا الحصر مع ذلک الرسم الکاريکاتيري لمرشد النظام خامنئي من جانب أحد الرسامين العراقيين و الذي أثار غضبا واسعا من جانب النظام و عملائه في العراق و وصل الی حد تهديد الرسام بالقتل.
اليوم، وبعد أن قام النظام الايراني بتأسيس ميليشيات شيعية مسلحة معبأة عقائديا بفکر و توجيهات متطرفة و جعلها أدوات لممارسة القمع و الاضطهاد ضد الشعب العراقي و الشخصيات و القوی و الاحزاب الوطنية و التقدمية، فإنه وعلی الرغم من أن هيئة الاتصالات والإعلام الرسمية العراقية کانت قد أعدت في نهاية حزيران يونيو الماضي إحصائية بـ24 محطة وقناة تملکها وتشرف عليها أحزاب وميليشيات وشخصيات معروفة بارتباطاتها الوثيقة مع إيران، لکن ومع وجود کل هذه القنوات التي تبث و تنشر أفکارا متخلفة و مشبوهة مضادة للإنسانية و التقدم، فإن مکتب المرشد الإيراني خامنئي قد قام و بصورة صريحة بتخصيص مليار دينار عراقي (750 ألف دولار) لمن يؤسس محطة تلفزيونية أرضية وثلاثة مليارات دينار (مليونا دولار) لکل من يطلق فضائية جديدة سنويا!
الشعب الايراني الذي يعصف به الفقر و المجاعة و الادمان و تزداد الفوارق الطبقية فيه بصورة غير مألوفة بالمرة، والذي هو بأمس الحاجة الی تحسين أوضاعه المعيشية، فإن النظام الايراني و عوضا عن ذلک يقوم بالترکيز علی برامج التدخلات الخارجية و برنامجه النووي المشبوه و إنشاء قنوات تلفزيونية جديدة في العراق هي في الحقيقة مجرد أبواق لنشر الدجل و الشعوذة و الافکار الرجعية المتخلفة البالية التي تساهم في التأثير سلبا علی الاوضاع الاجتماعية في العراق، وان الواجب الوطني يدعو الی حملة مضادة لمواجهة هذه الهجمة الجديدة السافرة التي هي في الواقع إعتداء صريح علی سيادة الفکر الوطني العراقي و نقائه، وان هذه القنوات تقوم بتلويث الافکار و تسميمها، ويقينا أن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية قد کانت دقيقة في وصفها لهذا النظام و موقعه المريب من نشر التطرف الاسلامي و الارهاب في المنطقة و العالم عندما قالت(نظام ولاية الفقيه اللاإنساني الذي يعتبر عراب داعش وبوکو حرام. کل هذه الظواهر مهما کانت مسمياتهم، مشترکون في ايديولوجية لاانسانية وفي المبادئ الاعتقادية:
أي في فرض الدين باللجوء الی القوة،
في إقامة استبداد مطلق باسم حکم الله،
في الإرهاب والتوسع تحت عنوان تصدير الثورة وبسط الدين،
في الإقصاء والقمع والاستخفاف بالمرأة،
وأخيرا في طمس الثوابت الإنسانية والالهية للحفاظ علی السلطة.)، ولذلک يجب أن يکون هناک رد فعل بالمستوی المطلوب لمواجهة هذا الجهد المشبوه المعادي للفکر الانساني و الحضاري.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى