مريم رجوي

رسالة مريم رجوي إلی مؤتمر «إجراءات دولية لتحقيق العدالة» بشأن مجزرة السجناء السياسين في العام 1988- البرلمان البريطاني – 18 يوليو 2017

 


18/7/2017


أيها الأعضاء المحترمون في مجلسي العموم واللوردات البريطانيين!
من دواعي اعتزازي أن أتحدث معکم في هذا الحيز الزمني المهم من أجل بلدي إيران ومن أجل منطقة الشرق الأوسط.

أود أن أوجه الشکر علی بذل جهودکم لدعم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وکذلک مشارکة وفد بريطاني في المؤتمر السنوي لإيران حرة في الأول من يوليو.
اني متفائلة اليوم وأکثر من أي وقت آخر بأننا نقترب من نيل أهدافنا وهي إقامة إيران حرة وإنهاء التطرف المغطّی بالإسلام في الشرق الأوسط، رغم کل العراقيل. إني في غاية القناعة بأن الهدفين في متناول اليد.
أجل، التغيير في إيران ونيل إيران حرة في متناول اليد أکثر من أي وقت آخر.
إننا بدأنا في العام الماضي في مثل هذه الأيام، حرکة عارمة في عموم إيران وعلی الصعيد الدولي فيما يتعلق بمجزرة 30 ألف سجين سياسي في العام 1988، تلک الجريمة المروعة التي مازال مسؤوليها يحتلون مناصب سيادية في النظام بينهم وزير العدل في حکومة روحاني الذي کان عضوا في لجنة الموت والمسؤول عن هذه المجزرة.
أرجو أن تسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأقدم الشکر لأعضاء المجلسين والحقوقيين البارزين والناشطين في مجال حقوق الإنسان علی بذل جهودهم في هذا الصدد.
أيها الأصدقاء الأعزاء!


 

إن حرکة المقاضاة من أجل شهداء مجزرة العام 1988، أخذت مداها بسرعة وهزت أرکان کل النظام، کون جميع أجنحة النظام سواء أکان خامنئي أو روحاني قد شارکوا بشکل نشط في هذه الجرائم التي لا تعد ولاتحصی ضد الإنسانية وضد الشعب الإيراني.
إن المجزرة 1988، لم تعد موضوعا يقتصر علی عوائل الضحايا فحسب، وانما جرح عميق في قلب المجتمع الإيراني ولا يعود يمکن تجاهله.
إن ضغط الرأي العام للمساءلة، قد جعل الملالي في مأزق بحيث کل جناح يحاول عبثا لإخماد هذه الحرکة أو احتوائها.
وفي مثل هذه الظروف، فإن حرکة المقاضاة، قد وسعت الهوة داخل النظام أکثر فأکثر وجعلت کل النظام عرضة للخطر. کما ان هذه الحرکة قد أحيت قوة التغيير في إيران بفعل جيل الشباب الذي يلتحق بصفوف المقاومة.
من جهة أخری، إن الدور التخريبي الذي يلعبه النظام الإيراني ومشارکته النشطة في الجريمة ضد الإنسانية في سوريا أو نعراته الطائفية في العراق، يشکل نماذج مادية ملموسة.
لذلک، اني أحذر من أن الإخفاق في طرد نظام الملالي وعملائه من سوريا، أو السماح لعملاء هذا النظام في العراق بالهيمنة علی مقدرات البلاد هناک، سيکون بداية لأزمات کارثية أکثر.
علی الولايات المتحدة وبريطانيا واوروبا أن يتحدوا في اعتماد سياسة صارمة ضد طهران ويجب اتخاذ خطوات عملية في هذا الشأن تشمل تسمية قوات الحرس ککيان إرهابي. يجب أن لا تؤدي المصالح الاقتصادية قصيرة المدی، إلی التغاضي عن هذه الحقائق.
وبهذه المناسبة أغتنم الفرصة لأدعو الحکومة البريطانية إلی محاسبة سلطات النظام الإيراني لارتکابهم جرائم ضد الإنسانية و اتخاذ الإجراءات الضرورية لإحالة المتورطين في مجزرة العام 1988 إلی طاولة العدالة.
کما أدعو المفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة إلی فتح تحقيق مستقل بشأن المجزرة 1988. وأطالبکم بدعم نضال الشعب الإيراني من أجل تغيير النظام.
أشکرکم جميعا.

زر الذهاب إلى الأعلى