أخبار إيران

حوار مع رئيس لجنة الاصدارات في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية حول أزمة النظام في مسرحية الانتخابات

 

سؤال: نظرا الی أن مسرحية الانتخابات ما هي الا مسرحية حقيقية بين زمر النظام المختلفة وليس هناک انتخابات جدية فلماذا يبذل هذا الکم من الجهد؟ ولماذا يتم المناقشة حول الموضوع الی هذا الحد؟
محمد علي توحيدي: منذ منعطف 20 حزيران (يوم فتح نظام الملالي النار علی تظاهرة سلمية لنصف مليون من أنصار مجاهدي خلق في طهران وفرض أجواء الکبت والقمع) والی يومنا هذا فان مسرحيات الانتخابات، لا تحمل مصداقية من حيث الانتخابات. لأن الانتخابات أساسا في النظام قائمة علی اقصاء کل من يعارض نظام ولاية الفقيه. أي لا وجود للمعارضة هناک. کل من يرشح نفسه يجب أن يلتزم خطيا ورسميا وعمليا وقلبيا بالولي الفقيه وهذا يعني خرق مبدأ سلطة الشعب. لأن الانتخابات تقام لکي يأتي الناخبون ويدلون بأصواتهم ولکن في انتخابات النظام من يشارک يجب عليه أولا أن يوقع بأنه يؤمن بولاية الفقيه وهو ملتزم بانتهاک سلطة الشعب. لذلک لا مصداقية لهکذا انتخابات. کما انها فاقدة المصداقية بسبب أعمال التزوير والتلاعب التي تجري فيها. وهذا ما أکده المشارکون في الانتخابات والنظام نفسه أکثر من مرة.
فاقدة المصداقية لکون المرشحين الذين وقعوا لولاية الفقيه يتم اقصائهم وشطبهم من فلترة مجلس صيانة الدستور العامل تحت أمر الولي الفقيه بالجملة. واولئک الباقون الذين اجتازوا هذه الفلترة، لا يبقون أي اعتبار عقلاني واعتبار حر لهذه الانتخابات. 
انها علامة استفهام واقعية ولکن مسرحية الانتخابات داخل النظام تعد عنصرا جديا في توازن النظام وفي الدلالة علی الآزمات وما يعاني منه النظام. وهذه الجدية ناجمة عن التباين الموجود بين هذا النظام وبين أي دکتاتورية تقليدية بورجوازية- أو حتی مع نظام مثل کوريا الشمالية- هل هناک اختلاف؟ ولماذا؟ لأن النظام هو نظام عائد الی قرون الظلام ونظام مع نسيج رجعي – اقطاعي في نظام الملالي وولاية الفقيه. هناک نظام اقطاعي وتفرق مادون البوروجوازية وهذا أصبح مترسخا في ذاته.
لذلک انهم يتنازعون حول السلطة والنهب وغصب حق سلطة الشعب، وهذا ما يبرز في مسرحية الانتخابات. وهذا أمر جدي. ومن هذا الحيث لا يمکن مقارنة النظام ببقية الأنظمة الديکتاتورية. اذن يجب أخذه بنظر الاعتبار من حيث توازن النظام. والآن تتفاقم هذه المشکلات وذلک بسبب فقدان التمرکز أو نقطه احتواء الأزمات بعد موت خميني ومجيء ولي فقيه مزيف يفقد  تلک السطوة التي کان يحظی بها خميني. وهذا هو حال الولي الفقيه خاصة بعد موت رفسنجاني الذي أثر علی نقطة التوازن للنظام سلبا وبالنتيجة يتطلب الترکيز علی حال النظام من حيث الأزمات التي يعاني منها. 

سؤال: في مسألة توازن القوی الداخلي للنظام وأنتم أشرتم اليها يؤکد خامنئي وکذلک روحاني في کلماتهما بعدم تقطب الانتخابات وفي واقع الأمر کلاهما يتکلم بلفظ واحد. السؤال المطروح هو ما قصدهما؟ ولماذا يکررون ذلک؟

توحيدي: هناک قاسم مشترک في کلامهما وهو ما يعود الی تناقض النظام بأسره وکلتا الزمرتين مع الشعب ومع اولئک  الذين غصبوا سلطتهم أي مع الشعب ومع المجتمع وقصدهم من تقطب الانتخابات هو أن الخلاف والشرخة قد تصاعد وتفاقم وهناک من يقف في هذا القطب مقابل القطب الآخر مما يؤدي الی شرخة وتصدع وهنا يستقدم عامل المجتمع والعنصر الاجتماعي – السياسي الذي يجد فرصة الظهور ما يفضي  الی الانتفاضة. وفي هذا التوجس کلا الطرفين والزمرتين مشترکان، وحتی من يلف حولهما والمتملقين لنظام يشاطرونه الرأي وهم قلقون من أن يستولي مجاهدو خلق علی الشارع وهذا ما يؤکده الطرفان وهذا هو القاسم المشترک بينهما.
خامنئي وروحاني کلاهما يتحدث عن هذا ولکن کل واحد منهما لاهدافه الخاصة. خامنئي عندما يتحدث عن هذا في هذا الوقت بالذات فهو يوصي بأن يکون المرشح مرشحا لصالح النظام ولصالح الولي الفقيه ومقبول من قبله وعدم منافسته أو فسح المجال أمامه حتی إن تطلب الأمر باقصاء المرشحين الآخرين وهذا ما يريد أن يوصيه.
الا أن روحاني عندما يتحدث عن ذلک فهو يريد أن يقول أن لا يقدم مرشح موحد أمامه. يقول اني کنت رئيسا في الدورة السابقة وحسب الحصة التي کانت لکل الرؤساء السابقين فالدورة الثانية أيضا لي وهذا هو کلامه بشکل بسيط. تسألون لماذا يکررون ذلک؟ بسبب مسائل شخصية. ومع أنهم يتحدثون عن مقولات کثيرة في الانتخابات ولکنهم غير قادرين علی معالجة الأمر أي تقطب الانتخابات وبروز التصدع والشرخة من خلال اطلاق وصايا وبيانات وبالنتيجة فهم يکررون ذلک لعله يفيد.  

سؤال: ما هي القضايا المحددة في الانتخابات؟

توحيدي: أخطر مسألة محددة هو اثارة قضية تقطب الانتخابات من عدمه. السؤال المطروح هو ماذا تفعل الزمرة المقابلة؟ هل هم يقدمون مرشحا موحدا حتی يتحشد الکل في دعمه ولا تتکرر الحالة مثل ما کان عليه في عام 2013 ويستطيعون هزيمة روحاني في هذه اللعبة. أو يقدمون عدة مرشحين لتوزيع الأصوات بينهم حتی لا يستطيع روحاني الحصول علی أکثر من 51 بالمئة من الأصوات ثم في الجولة الثانية يواجه روحاني مرشح هذه الزمرة. انهم وضعوا في حسبانهم أنه ونظرا الی تساقط مؤيدي روحاني فهم سيفوزون باتحادهم وهذا هو واقع الحال. فهذه الحالة تستدعي أن يؤکدوا ويکرروا عدم تقطب الانتخابات ولکن في واقع الأمر قضية الانتخابات – أي مبدأ التناقض- شيء آخر.
القضية الحقيقية هي وضع حال هذا النظام بشکل عام وهو التناقض الرئيسي بين النظام بآسره وبين  المجتمع والمعارضة والبديل الواقعي له. من جهة يواجه النظام المجتمع الايراني والشعب ومن جهة أخری المجتمع الدولي والمنطقة. في هذه القضية الحقيقية الحديث لا يدور حول داخل النظام وانما الحديث يدور حول الأزمة والمشکلة التي يواجهها هذا النظام في الانتخابات مع خارج النظام سواء في ايران في مواجهته البديل الثوري له أي الشعب والمجتمع الايراني الذي يخاف منه النظام ويخشی من أن تزداد الشرخات والتصدعات وتتحول الأوضاع بالضد للنظام بأسره أو في مواجهته المنطقة والعالم.
الواقع أن اوباما قد رحل. تم التشکيک في الاتفاق النووي الذي راهن عليه روحاني لمدة 4 سنوات سياسيا لکي يحصل علی توازن في المجتمع الدولي ويحسب له حسابات جديدة أي انه اصيب بفشل سياسي ولم يحصل النظام علی شيء واوباما قد انتهت ولايته.  
کما موقف النظام في المنطقة حرج أيضا بسبب تدخلاته حيث يطالب الجميع منه انهاء تدخلاته في سوريا واليمن والعراق. لذلک يعيش حالة من الضغط وعزلة بعد مؤتمر ميونيخ.
کما ان النظام في خضم الانتخابات يواجه هذه المشکلة أيضا. لذلک هناک فرض علی النظام لکي يتخذ قرارا. فعلی سبيل المثال أن تقدم الزمرة الغالبة مرشحا واحدا ويتدخل الولي الفقيه ويحل مسألة التوحيد في الترشيح أو يقبلون روحاني ليحلوا به بعض القضايا الشائکة للنظام مع دول المنطقة. هذه أمور مفروضة علی النظام بسبب تناقضه مع عالمه الخارجي أي القضايا والأزمات التي تلقي بظلالها علی الانتخابات.

 

سؤال: طبقا لما وصفتموه من الظروف التي تمر بالنظام فهناک تناقضات داخل النظام وأخری خارج النظام مع الشعب الايراني والعالم. وعمليا کيف سيصبح الأمر وما هو الافق المنظور فيما يخص الانتخابات؟ 

 توحيدي: الواقع أنه بسبب هذه القضايا التي تمر بالنظام سواء في داخله أو خارجه وهي مضطربة، من السابق لأوانه رسم افق واضح. اني أعتقد أن الأمر ليس واضحا بالنسبة الی خامنئي باعتبار هذه القضايا التي تحدثنا عنها. في انتخابات عام 2013 وبعد هزيمة هندسه الانتخابات من قبل خامنئي، فسرعان ما قصف خامنئي ليبرتي ماذا کان الهدف من ذلک؟ انه أراد أن يعوض الهزيمه التي مني بها في هندسة الانتخابات – توازن النظام داخليا- بتوجيه ضربة خطيرة علی بديله الرئيسي. بينما الآن يواجه النظام نقلا منتصرا لمجاهدي خلق والنظام قد فقد مثل هذه الفرصة. لقد أصبح النظام ضعيفا مقابل مجاهدي خلق وأمام بديله الرئيسي الديمقراطي المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية. ولذلک عليه أن ينظم نفسه مقابل ذلک فضلا عن مواجهته أزمات دولية تخنقه.
ونظرا الی هذه التذبذبات والتجاذبات يتم دراسة اتخاذ قرارات داخل النظام من قبل رأس النظام أي شخص خامنئي وهم يقيمون التوازن. فمن جهة يواجهون خطر الاحتجاجات الشعبية والضغوط الاجتماعية المتزايدة يوميا من خوزستان والی سائر نقاط البلاد بحيث في الاحتجاجات الأخيرة في طهران تدفق المحتجون من کل أنحاء ايران.
کلتا الزمرتين يقيمون الظروف ولذلک ربما لا نستطيع رسم افق واضح.. ولکن ما يمکن القول بشأنه هو أن الوضع مضطرب وضبابي جدا.

زر الذهاب إلى الأعلى