مقالات

لعنة الانترنت


 
الحوار المتمدن
8/9/2015



 بقلم:فلاح هادي الجنابي


 


يواجه النظام الديني المتطرف في إيران الکثير من المشاکل و التحديات و الاخطار المحدقة به، لکن أهمها هو عدم تمکنه من مواکبة روح العصر و التقدم و الحضارة و إصراره علی البقاء متقوقعا داخل إطاره القرو وسطائي المتخلف الرجعي، ولذلک تراه يعادي کل أسباب الثقافة و التقدم و الانسانية ظنا منه بإن بإمکانه إيقاف عجلة التأريخ و التقدم من السير للأمام.


ترکيز النظام الديني المتطرف بصورة خاصة علی شرائح النساء و الطلبة و العمال، وسعيه المستمر من أجل تحديد تحرکاتها و نشاطاتها، لإن هذه الشرائح هي التي تحمل الافکار و المبادئ و القيم الانسانية النيرة المعادية للظلامية و الاستبداد القرو وسطائي الذي يدعو إليه النظام، والمشکلة التي يعاني منها هذا النظام کما أردفنا تکمن في إنه لايدرک بإنه من المستحيل في هذا العصر الذي يحفل بکل أنواع التقدم العلمي و المعلوماتي من الانغلاق و التقاطع مع العالم الخارجي کما يحاول هذا النظام حاليا.


ماقد ذکر بشأن مبادرة المرشد الأعلی في إيران، علي خامنئي، إصداره مرسوما يقضي بتشديد الرقابة علی الإنترنت، وتضمن تعيين الأعضاء الجدد للمجلس الأعلی للفضاء المجازي لدورة من 4 سنوات، بالإضافة إلی 10 محاور مهمة لهذا المجلس تفضي معظمها إلی تشديد الرقابة والمحدودية في استخدام الإنترنت وشبکات التواصل الاجتماعي، يبين مرة أخری معاناة هذا النظام و رعبه من الانترنت الذي إکتسح کل قلاع الظلم و الزيف و الدکتاتورية و عراها علی حقيقتها، وإن الاستخدام المفيد و الفعال و الذکي للإنترنت من جانب منظمة مجاهدي خلق لفضح و کشف و إدانة جرائم هذا النظام من جانب، وتوعية و تعبئة مختلف شرائح الشعب الايراني ضد الافکار اللاإنسانية لهذا النظام من جانب آخر، يظهر بإنه قد أدی الدور اللازم و المناسب بهذا الصدد.


إلقاء نظرة علی النشاطات و الفعاليات المختلفة التي قامت بها منظمة مجاهدي خلق خلال الاعوام المنصرمة و خصوصا خلال الاسابيع القليلة الماضية و التي شهدت عقد مؤ-;-تمرات و ندوات سياسية مختلفة تفضح و تدين الکثير من الممارسات و الاجراءات و القوانين اللاإنسانية الصادرة من جانب النظام، والتي شارک فيها نخب لامعة من الساسة و المفکرين و المثقفين من مختلف أنحاء العالم، والتي کانت لها أصداء طيبة و واضحة علی الشعب الايراني، ولذلک فقد کان أيضا من الطبيعي دعوة المرشد الاعلی للرئيس روحاني وأعضاء حکومته إلی تشديد الرقابة من أجل صد توغل من وصفهم بـ”الأعداء”، رافضا في الوقت نفسه إطلاق الحريات الثقافية والاجتماعية، التي کانت إحدی شعارات روحاني الانتخابية، قائلا إن “الحقل الثقافي في البلد يجب أن يدار وفقا لشعارات الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية ومبادئ الثورة”، وکل هذا يعطي أکثر من إنطباع علی الموفقية و النجاح الباهرين اللذين حققتهما المنظمة في کفاحها السياسي و الفکري و الاجتماعي ضد النظام عبر الانترنت، بحيث يمکن القول بإن هذه النشاطات و الفعاليات و النجاحات الباهرة للمنظمة علی هذا الصعيد قد جعلت الانترنت لعنة تلاحق النظام و تقض من مضجعه. 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى