مقالات

اليوم الرابع و السبعون للإضراب في سجن ليبرتي


ايلاف
13/11/2013
بقلم: سعاد عزيز

 
الاضراب المفتوح عن الطعام الذي ينفذه المئات من سکان مخيم ليبرتي و الذي دخل يومه الرابع و السبعون، يستمر في وقت فقد فيه المضربون أکثر من 20% من أوزانهم وهم يعانون من الارق و الدوار و ضعف السمع و البصر وآلام في العضلات و العظام و المفاصل مع فقدان القدرة علی الترکيز.


المضربون عن الطعام لايزالوا يصرون علی مطلبهم الاساسي و الرئيسي وهو الافراج عن الرهائن السبعة المختطفين منذ يوم الاول من أيلول/سبتمبر المنصرم عقب الهجوم العنيف الذي تعرض له معسکر أشرف و الذي يتهم السکان و کذلک المقاومة الايرانية الحکومة العراقية بالوقوف خلفها، لکن حکومة نوري المالکي لازالت تصر علی نفيها لتواجد المختطفين لديها مثلما تنفي علاقتها بماجری في ذلک الهجوم.


نفي حکومة المالکي و الاصرار عليه، يتقاطع و يتعارض مع تصريحات و مواقف رسمية معلنة، نظير ماقد أعلن عنه کامل أمين الناطق بإسم وزارة حقوق الانسان العراقية في يوم 12أيلول/سبتمبر من أن”القوات الأمنية العراقية اعتقلت هؤلاء الأفراد (7 رهائن) بسبب الاعتداء علی القوات الأمنية.”، کما أن قناة بلادي الحکومية قد أعلنت هي الاخری في 13أيلول/سبتمبر أن”القوات الأمنية العراقية تحقق مع عدد من أعضاء مجاهدي خلق بتهمة ضلوعهم في قضايا ارهابية. وقال مصدر أمني أن السلطات اعتقلت 7 عناصر للمنظمة لأسباب قضائية.”، هذا إضافة الی أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أعلنت في 13 ايلول/ سبتمبر (حسب تقارير وردت الی المفوضية فان “هؤلاء السبعة” معتقلون في مکان بالعراق وهناک خطر لاعادتهم الی ايران بخلاف ارادتهم. هؤلاء السبعة معروفون للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة کطالبي لجوء).


قضية خطف الرهائن السبعة، لم تقف عند الحدود اعلاه وانما تعدته الی تصريح مهم لوزيرة خارجية الاتحاد الاوربي کاترين اشتون و الذي قالت فيه:” لدينا أدلة تقنعنا بأن 7 من سکان المخيم معتقلون في مکان بالقرب من بغداد وهنک خطر ملحوظ يهددهم بترحليهم الی ايران”. وقبل ذلک کانت سفيرة الاتحاد الاوربي في بغداد قد أخبرت بعض النواب بأنها توصلت الی نتيجة بأن الرهائن محتجزون في بغداد، وکما نری فإن نفي حکومة المالکي يکاد أن يکون غير مفهوما و حتی غير قابل للقبول في مواجهة تلک التصريحات و المواقف(الواقعية)التي تتمتع بمصداقية من المستحيل تکذيبها او رفضها، هذا إذا وضعنا جانبا کما کبيرا من المعلومات المتباينة الاخری التي تشير الی أمور و تفصيلات دقيقة بشأن ماجری في الاول من أيلول/سبتمبر في المعسکر و کذلک مجريات إختطاف و تنقلات الرهائن السبعة و التي کلها تثبت بصورة او بأخری ضلوع حکومة نوري المالکي في القضية منذ البداية ولحد هذا اليوم.


هذا الاضراب الذي کما ألمعنا في البداية يدخل يومه الرابع و السبعون، حاولت أطرافا و اوساطا لها علاقة مع طهران و بغداد أن تشوه سمعته وان تنال منه، مثلما فعلوا مع هجوم الاول من أيلول/سبتمبر عندما صرحوا وقتها بأن مقتل 52 من سکان المعسکر يعود الی صراع داخلي قادت الی تصفيات فيما بينهم، لکن هذه المساعي المفضوحة و المشبوهة لاتعني شيئا أمام ثمة نقطة حساسة و هامة جدا وهي أن تأکيد المضربين علی مطلبهم الرئيسي بالافراج عن الرهائن السبعة انما هو من أجل إيقاف سيل مخططات النظام الايراني التي تستهدفهم عند حدها، وعدم السماح مطلقا بأن تکون مجزرة الاول من أيلول/سبتمبر کسائر المجازر و الانتهاکات الاخری التي مرت بهدوء لتمهد لأخری أفظع منها، وان هذا هو مضمون الرسالة التي يحاول المضربون عن الطعام في ليبرتي إيصالها للعالم کله بصورة عامة و للأمريکيين و منظمة الامم المتحدة و دول الاتحاد الاوربي بصورة خاصة، وان هؤلاء الذين يسترخصون حياتهم بهذه الصورة عندما يصرون علی إضرابهم لأنهم يعلمون بأنهم مستهدفون أولا و اخيرا ولهذا فإنهم و من خلال جعل أرواحهم مشاريع من أجل الحياة و الحرية انما هي السلاح الوحيد الذي تبقی بيدهم لمواجهة مخطط تصفية لايتوقف طالما بقي هناک نظام يخالفهم في طهران!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى