أخبار إيران

بلجيکا تعتقل مهاجرين إيرانيين في طريقهم إلی بريطانيا

 


14/2/2016
حسب تقرير صحيفة الشرق الاوسط ، اعتقلت الشرطة البلجيکية أول من أمس نحو 21 مهاجرا إيرانيا فروا من جحيم طهران إلی أوروبا، إلا أن ذلک لم يشفع لهم أمام قوانين الهجرة الأوروبية الصارمة علی الرغم من افتراشهم الأرض إلی جانب إحدی الکنائس في مدينة زيبروغ غرب بلجيکا.


وعلی الرغم من برودة الطقس وسقوط الأمطار في ميناء زيبروغ وبالتحديد بالقرب من کنيسة «ستيلا ماري»، فإن مخيما للمهاجرين نصب هناک، إلا أن الشرطة لم تمهلهم کثيرا لتسلمهم إلی دائرة الأجانب.


وکانت الدعوة التي أطلقتها السلطات أثارت جدلا، بعدما طالبت المواطنين بعدم تقديم الأغذية لهم، حتی لا يکون ذلک حافزا لقدوم أعداد أخری من معسکر کاليه الفرنسي القريب من حدود بلجيکا، ممن يرغبون في الهجرة غير الشرعية إلی بريطانيا، عبر زيبروغ.


وبالقرب من إحدی الکنائس (ستيلا ماري)، وجدت أعداد من المهاجرين غير الشرعيين، اعتادوا منذ أيام النوم في الشارع وفي ظل طقس سيئ للغاية، في انتظار الفرصة للعبور إلی بريطانيا، ورصدت «الشرق الأوسط» المهاجرين وغالبيتهم في نوم عميق، وافترش البعض منهم الأرض بجوار جدار الکنيسة ليحميهم من البرد، والأغطية عبارة عن أکياس من البلاستيک الکبيرة حتی لا تتسرب المياه إلی الأغطية، ومع الحرکة القريبة منهم، استيقظ البعض، وقاموا بإيقاظ الآخرين، الذين لجأوا إلی إحدی محطات الحافلات، قبالة الکنيسة للنوم فيها، هربا من الأمطار، وحاولنا التحدث مع البعض منهم، وکانوا يرفضون التصوير أو الإدلاء بتصريحات، وکانت المفاجأة أنهم جميعا جاءوا من إيران، ولا يتحدثون العربية، ويرفضون أن ينکشف أمرهم أو يتعرف عليهم أحد عبر الصور أو معرفة أسمائهم.


وتحدث أحدهم عن الظروف الصعبة التي يعانون منها، خصوصا ما تقوم به السلطات المحلية بتوجيه الأهالي بعدم تقديم أي مساعدات أو أغذية لهم. وأضاف الإيراني: «منذ ثلاثة أسابيع تقريبا ونحن هنا في بلجيکا، ونعاني من ظروف صعبة للغاية، ومنها البرد والمطر، ولا أحد يتحرک لمساعدتنا، ونحن في أشد الحاجة إلی هذه المساعدة. لقد حضرنا إلی بلجيکا هربا من المشکلات التي کنا نعاني منها في إيران، ونحن جميعا إيرانيون، والکل يعلم المشکلات الموجودة هناک حاليا».


واعترف بأنهم يأملون في نجاح محاولتهم للوصول إلی بريطانيا بشکل غير شرعي عبر التسلل إلی داخل إحدی المراکب التجارية أو شاحنات السفر الکبيرة، التي تتوجه إلی السواحل البريطانية من ميناء زيبروغ. وفجأة وصلت سيارة تحمل مواد غذائية ومشروبات، وعرفنا من صاحب السيارة، ويدعی روني في الخمسين من عمره، أنه اعتاد خلال الأيام الماضية، الحضور في الصباح لتقديم وجبة الإفطار لهؤلاء الأشخاص، وفي المساء يأتي بوجبة ساخنة للغداء. وبدأ الإيرانيون يتجمعون حول السيارة للحصول علی وجبات ومشروب ساخن للتغلب علی الشعور بالبرد، فيما حضرت أيضا سيدة تحمل ملابس عبارة عن سترات واقية من المطر باللون الأصفر، وعلی الفور کان الجميع يرتدي هذه السترات.


وکان البعض منهم في حالة إعياء شديدة، خصوصا بعد عمليات کر وفر مع رجال الشرطة، وأصيب البعض منهم بإصابات مختلفة، وتعاطف معهم سکان المنازل المجاورة، واتصلوا بالإسعاف الذي حضر ونقل شخصين؛ أحدهما يعاني من شرخ في اليد اليمنی، والآخر يعاني من حالة إعياء شديدة.


وعن لجوء هؤلاء الأشخاص إلی ميناء زيبروغ لمحاولة الهروب بشکل غير شرعي وهو أمر لا يعجب البعض من سکان المدينة، قال أحدهم: «إنه أمر سلبي بطبيعة الحال، ولکن علی المسؤولين سواء في بلجيکا أو علی الصعيد الأوروبي إيجاد حلول لهذا الأمر، وفي الوقت نفسه يجب ألا ننسی أن هؤلاء يواجهون ظروفا صعبة، ولا بد من مساعدتهم»، وقال البلجيکي المقيم بالقرب من مکان وجود الإيرانيين، إن «حاکم غرب فلاندرا وجه نداء للسکان بعدم تقديم الطعام لهم، وهذا حفز البعض علی التحرک بشکل فردي لمساعدة هؤلاء، ولکن علمنا من التلفزيون أنه بعد وقت قصير تراجع المسؤول الحکومي عن تصريحاته بعد أن تلقی توبيخا من قيادات الحزب المسيحي الذي ينتمي إليه».


وحسب کثير من السکان ومن الناشطين في مجال المساعدات الإنسانية، فإن معاناة هؤلاء تفاقمت بفعل الظروف المناخية السيئة ولا يخفف من حدة المعاناة سوی المساعدات الإنسانية التي يقدمها سکان المنازل المجاورة.


وقالت سيدة بلجيکية في العقد السادس من العمر وتعيش بالقرب من المکان: «أعلم أنهم من المهاجرين غير الشرعيين، ولکن في النهاية هم بشر يستحقون المساعدة، ولهذا لا أتواني عن تقديم ما أستطيع أن أقدمه لهم لمساعدتهم في هذه الظروف الصعبة». وتوجهنا إلی مکتب حاکم غرب فلاندرا کارل ديکالوي في وسط مدينة زيبروغ، ورفضت مديرة المکتب التعليق علی الأمر، وقالت: «ليس لدي أي تعليمات بالإدلاء بأي تصريحات، واعتذرت لعدم وجود المسؤول ديکالوي في المبنی لارتباطه بمواعيد في أماکن أخری». وکان کارل ديکالوي ممثل الدولة الفيدرالية في المقاطعة الساحلية قد قال:«لا تغذوا اللاجئين وإلا سيأتي آخرون».

زر الذهاب إلى الأعلى