أخبار العالم

مسؤول أمني عراقي سابق لـ «الشرق الأوسط»: إيران تتدخل في السياسة والاقتصاد والأمن العراقي


الشرق الاوسط
14/10/2011



کشف مصدر أمني عراقي سابق عن «وجود کبير لعناصر حرس الثورة الإيراني التابع لفيلق القدس في المنطقة الخضراء المحصنة، التي تضم السفارات العربية والغربية ومقرات ومساکن المسؤولين الحکوميين وبعض البرلمانيين»، مشيرا إلی أن «عناصر فيلق القدس الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني ينتشرون في جميع أنحاء العراق».
وقال المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «عناصر الحرس الثوري تسللوا إلی المنطقة الخضراء کعناصر حمايات للمسؤولين الحکوميين والسياسيين المتنفذين في بعض الأحزاب الشيعية الموالية لإيران».
وأضاف المصدر، الذي کان يشغل منصبا بارزا في جهاز أمني عراقي مهم، قائلا «لقد نبهنا عندما کنا نشغل منصبا أمنيا عن مخاطر تغلغل الحرس الثوري الإيراني في الأجهزة الأمنية العراقية، وخاصة وزارة الداخلية التي انخرط فيها عناصر الميليشيات التابعة لبعض الأحزاب الشيعية، وفي طواقم حمايات المسؤولين الحکوميين، إلا أن کبار المسؤولين کانوا يتحفظون علی هذا الموضوع». وتابع «کنا قد طالبنا من رئاسة مجلس الوزراء وبقية المسؤولين الحکوميين ورئاسة وأعضاء مجلس النواب تزويدنا بأسماء وسيرة وتفاصيل عن طواقم حماياتهم وحراساتهم إلا أن قلة من المسؤولين زودونا بمعلومات عامة عن حماياتهم، والغالبية لم تفعل».
وأشار إلی أن «هناک عراقيين تم تجنيدهم في إيران في فيلق القدس وإرسالهم للعمل في حمايات المسؤولين داخل المنطقة الخضراء وخارجها بينما تم تدريب بعض طواقم حمايات المسؤولين الشيعة من قبل ضباط في الحرس الثوري داخل العراق»، مشيرا إلی أن «بعض هؤلاء الضباط کانوا قد أقاموا في دار الضيافة التابعة لمجلس الوزراء وسط المنطقة الخضراء».
وأکد المسؤول الأمني العراقي السابق أن «فيلق القدس يعرف کل عناوين مساکن ومقرات المسؤولين العراقيين سواء کانت داخل أو خارج المنطقة الخضراء»، مستثنيا «المسؤولين الأکراد ببغداد، وأعني الرئيس جلال طالباني ونائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس، ورئيس الکتلة الکردستانية في البرلمان العراقي فؤاد معصوم ووزير الخارجية هوشيار زيباري وبقية المسؤولين والبرلمانيين الأکراد في العاصمة العراقية، کون هؤلاء يعينون جميع أفراد حماياتهم من الأکراد المقربين والمعروفين من قبلهم».
وأوضح قائلا «ليس غريبا أن نعرف أن عناصر فيلق القدس تنتشر في عموم العراق، فالمحافظات الجنوبية مثل البصرة والناصرية والعمارة تحت سيطرة الحرس الثوري وبإمکان العناصر الإيرانية تنفيذ أي مخطط يستهدف الأوضاع الأمنية، کما أن لفيلق القدس نفوذا واسعا ببغداد ومحافظات الفرات الأوسط، بينما تسللوا إلی مدن إقليم کردستان العراق من خلال شرکات تجارية تعمل لصالح فيلق القدس مباشرة».
وعبر المسؤول الأمني السابق عن اعتقاده أن «حادثة جريمة النخيب التي راح ضحيتها ما يقرب من 30 عراقيا کانوا في طريقهم لزيارة قبر السيدة زينب بدمشق الشهر الماضي کان فيلق القدس وراءها، کونهم يريدون السيطرة علی الطريق الذي يربط بين العراق وسوريا والذي يقع تحت مسؤولية القوات العسکرية والأمنية التي جميع عناصرها من العرب السنة وخاصة من أهالي محافظة الأنبار»، منبها إلی أن «فيلق القدس يريد أن يجد له موطئ قدم عند الحدود العراقية السعودية، وقد حاولوا ذلک مرارا إلا أن العشائر العربية العراقية في النجف والديوانية منعت وجودهم هناک». وأضاف قائلا «أنا لا أستغرب قيام عناصر فيلق القدس في المنطقة الخضراء بتنفيذ عمليات اغتيال ضد أي مسؤول عراقي أو دبلوماسي عربي أو غربي عندما يريدون ذلک»، منبها إلی أن «أبرز مخاطر وجود الحرس الثوري الإيراني في المناطق الحساسة ببغداد وبقية مناطق العراق هو أنهم يستطيعون إحداث انقلاب أمني خاصة إذا انسحبت القوات الأميرکية من العراق وهذا ما تدفع إيران باتجاهه».
واستطرد قائلا «إن فيلق القدس يستطيع تنفيذ عمليات أمنية في الولايات المتحدة مثلما تم الکشف عنه حول محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، وفي أفريقيا وآسيا، وبالتالي فإن العراق لا يبعد عن إيران ومسألة تنفيذ أي عملية أمنية من قبل فيلق القدس سهلة للغاية»، مشيرا إلی أن «إيران هي من أسهمت بتشکيل الحکومة العراقية وهي تتدخل في کل السياسات الأمنية والاقتصادية في العراق، وليست بحاجة إلی نفوذ ما دام هناک من ينفذ لها نيابة عنها». وخلص المسؤول الأمني العراقي السابق بالقول إن «أحدا لا يستطيع في العراق أن يتدخل أو يتحدث عن ملف النفوذ الإيراني وإذا تدخل في هذا الموضوع فسيکون الإقصاء مصيره».

زر الذهاب إلى الأعلى