أخبار إيرانمقالات

الاحتفاظ بالاتفاق النووي مهما کلف الثمن! لماذا؟

 


بعد مضي عام علی دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، تری وسائل الاعلام التابعة لزمرة رفسنجاني – روحاني انجازاته ونتائجه الملموسة لنظام الملالي تتبلور في وصول طائرة ايرباص وزيادة سقف انتاج النفط. بعد زيادة حجم بيع النفط الايراني الی سقف انتاج الاوبک فهذا الانجاز هو أکثر الانجازات للمفاوضات النووية مع الدول الغربية ودخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ مادية. (آرمان 16 نوفمبر2016).
زمرة روحاني- رفسنجاني وبالتحديد حکومة روحاني وخلال توقيع الاتفاق النووي کانت تصور أن توقيع الاتفاق النووي هو مفتاح المسائل لکل مشاکل النظام. ولکن ونظرا الی مواقف سلطات الادارة الآمريکية الجديدة (ترامب) ثارت موجة من القلق بين وسائل الاعلام وبيادق زمرة رفسنجاني – روحاني.
وکتبت صحيفة ابتکار 15 يناير في مقال تحت عنوان «عام علی الاتفاق النووي» تقول: «في الوقت الحاضر القلق الوحيد للحصول علی نتائج الاتفاق النووي هو مواقف الجمهوريين… يبدو من خلال التهديدات التي يطلقها الجمهوريون لمستقبل الاتفاق النووي أن الخطر الممکن الوحيد هو تعامل الجمهوريين ومن المرجح مواقفهم الاعلامية». 
صحيفة آرمان الحکومية المحسوبة علی هذه الزمرة هي الأخری شاطرت القلق من أنه قد يتعرض للخطر ما تم انجازه من رفع ولو بقدر ضئيل للعقوبات وهي النتيجة الملموسة للاتفاق النووي للنظام «لأنه ومع مجيء ترامب هناک القلق السائد أنه ربما انه يقوم بمنع الاستثمار في ايران من خلال فرض عقوبات من جانب واحد».
کاتب المقال لديه مخاوف أخری وهي «اذا رفعت الوکالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا سيئا ضد ايران فعندئذ تستطيع أن تنال أمريکا أهدافها». (آرمان 15 يناير).
وفي ظل هذه المخاوف يتم ابداء النصيحة لحکومة روحاني أن تبذل قصاری جهدها لمنع التحدي الذي يهدد مسير الاتفاق النووي وأن يحتفظ به مهما کلف الثمن : «استمرار الوضع الذي افقه ومنظوره واضح  الآن، لا ينقص شيئا من مسؤولية ومهمة أعضاء الجهاز الدبلوماسي الايراني للحصول علی نتائج الاتفاق النووي. خرق الاتفاق النووي والاصرار علی المسارات المحفوفة بالتحديات ليست علامات جيدة لا لايران ولا للغرب» (ابتکار 15 يناير).
هذا القلق ظهر في التوصيات لاستمرار المفاوضات مع أمريکا بشأن الاتفاق النووي أيضا: «يجب القبول بأن الملف النووي وبين التحديات والأزمات التي کانت بين واشنطن وطهران، يحتاج حسب المقتضيات التي تعيشها الولايات المتحدة وايران بحاجة الی دراسة عاجلة لکلتا العاصمتين والدول المجاورة في المنطقة والمنظومة الدولية. والا لو کانت الخلافات النووية مستمرة لکان هناک احتمال أن يتصاعد التهديد نظرا الی مجموعة التحديات بين الطرفين» (آرمان 15 يناير).
السؤال المطروح هو لماذا هذا الحجم من القلق بشأن الاحتفاظ بالاتفاق النووي؟ وهذه التوصيات والنصائح لحفظه رغم أنه لم يجلب للنظام مکاسب تذکر؟
بما يعود الأمر الی خامنئي ونظرا الی الوضع الاقتصادي الخانق والخوف من عودة العقوبات والحالة الحرجة والتداعيات الاجتماعية الخطيرة المترتبة عليها لا يستطيع أن يلغي الاتفاق النووي.
من جهة أخری فان هذا الاتفاق المخزي هو الانجاز الوحيد لحکومة روحاني طيلة 4 سنوات من سلطتها حيث وصلت خلال تنفيذه الی بيع کميات من النفط و… وطائرة مستأجرة.. الکل واقفون علی أنه اذا لاقی الاتفاق النووي مشکلة جدية فان روحاني سيخسر في الانتخابات الرئاسة المقبلة لمنافسه خاصة ان ثقلا مثل رفسنجاني لا يعود موجودا لدعمه.  

زر الذهاب إلى الأعلى