أخبار إيرانمقالات

لماذا يخاف النظام من التطورات الاقليمية المضطردة؟

 
ان التحولات في سوريا أخذت أبعادا مضطردة في الأيام الأخيرة ميدانيا وعسکريا أو علی الصعيد الدولي والسياسي. فمن جهة انتقلت المقاتلات السعودية وبعض الدول الأخری من التحالف الاقليمي الی الأراضي الترکية وبجوار سوريا وقامت ترکيا بتحرکات عسکرية ومن جهة أخری اقيم مؤتمر ميونيخ للأمن بمشارکة يکاد يکون کل الأطراف في الأزمة السورية.
ولو أن العربية السعودية أعلنت أن تدخلها العسکري في سوريا يأتي لمواجهة ومحاربة داعش الا أن نظام الملالي أبدی من باب الانتداب لنظام الأسد، ردود أفعال تجاه هذا الواقع وبدأ يهدد العربية السعودية.
وظهر الحرسي سلامي نائب القائد العام لقوات الحرس يوم السبت 6 فبراير في شاشة التلفزيون الرسمي للنظام وهو يحاول رفع معنويات عناصر النظام التي تغلب عليهم هاجس الخوف جراء التطورات في سوريا من خلال استعراض للقوة واصفا هذه التطورات بأنها «مدمرة للغاية» وأضاف قائلا «اذا نجحوا في سوريا سيتجهون نحن لبنان والعراق ثم نحو ايران».
هذه العبارة توضح سبب خوف وذعر النظام. ان ارتجازات القادة السابقين والحاليين في نظام الولاية هذه الأيام من أمثال قائد معسکر الدفاع الجوي لجيش النظام والحرسي کوثري عضو لجنة الأمن في برلمان النظام تعکس هذا المضمون. کما رفسنجاني عندما آشار في اجتماع لمجلس تشخيص مصلحة النظام يوم 13 فبراير الی «الظروف الحساسة والخطيرة في المنطقة» کان قد وصف ذلک بأنه ينطوي علی دلالة وهو ينوه بهذا الخطر الاقليمي والمنحی الجديد.
ان المفارقات في تصريحات النظام تبرز عندما تزعم روسيا أنها تدخلت في سوريا لمحاربة داعش فان النظام يبارکها ويطبل لها ولکن عندما تقول العربية السعودية أنها تريد محاربة داعش وأن التحالف الاقليمي الذي تشکل کان هدفه منذ البداية ضد داعش، فهو بدلا من الترحيب به يتخذ موقفا مضادا لها ويعتبرها ضد نفسه؟!
وبشأن ترکيا أيضا النظام الايراني يواجه نفس التناقض. ترکيا أعلنت أن تحرکاتها تأتي ضد المجاميع التي تهدد أمنها ولذلک قامت بتحرکات في المنطقة الحدودية السورية علی غرار ما تفعله في العراق ولکن هنا أيضا يکشر الحرسي کوثري عن أنيابه فيقول: «سوريا ستتحول الی مقبرة للأتراک». (موقع برنا الحکومي 14 فبراير).
بينما المنطقة العملياتية الترکية هي المنطقة الحدودية بين ترکيا وسوريا وهي تلک المنطقة التي تقصف فيها روسيا مواضع قوات المقاومة السورية بآعنف غارات بينما لا يوجد أي مبرر لدی روسيا مثل أمن روسيا في ارتکاب هذه الغارات الاجرامية! وشاء القدر أن يکمن سر خوف النظام الايراني في حضور روسيا الوقتي لأن أفق الحرب اذا أصبح جديا وقريبا – والعلائم تنذر بذلک- مع دخول العربية السعودية وترکيا ودول أخری عضوة في التحالف الاقليمي، فعندئذ لن تکون لدی روسيا دوافع قوية لخوض حرب خطيرة شاملة وهي ستترک الميدان وتدخل في متاجرة مع الأطراف الأخری. وهذا الذعر لدی نظام الملالي برز في افتتاحية صحيفة حماية الحکومية الصادرة في 14 فبراير. المقال الافتتاحي الذي کتبه حسين شيخ الاسلام وهو من بيادق زمرة الولي الفقيه ينبه روسيا بقوله « روسيا وازاء التعاون مع ايران قد حصلت علی هکذا موقع استراتيجي في سوريا» ثم يبدي مخاوفه من هذا التعامل الروسي ويقول: «ان صمت روسيا حيال دخول جيش الدول الراعية للارهاب، يعني تشويه الثقة الايرانية وفي حال حصول هکذا خطأ فليس من المعلوم أن تکون لروسيا مثل هذه الفرصة في المستقبل لکي تتمتع بالقوة الاستراتيجية الممنوحة لها من قبل ايران».
الواقع أنه في حال «صمت» روسيا، سيقع النظام في موقف حربي لا أفق له بحکم منطق ميزان القوی سوی الهزيمة. ان تصور الهزيمة في سوريا وتداعياتها القطعية ستهز أرکان قادة النظام وخليفة الرجعية. 
زر الذهاب إلى الأعلى