مقالات

المشکلة ليست في داعش و الميليشيات

 

 

کتابات
9/11/2016


 بقلم:منی سالم الجبوري


 يعتبر خطر التطرف الديني و الارهاب أکبر تهديد يحدق بالسلام و الامن و الاستقرار ليس علی مستوی المنطقة فقط وانما علی مستوی العالم کله،
خصوصا بعدما ضرب الارهاب الاسود هذا باريس و بروکسل و دول أخری بالاضافة الی دول المنطقة خصوصا مايجري حاليا في العراق و سوريا، ومن الخطأ إعتبار التطرف الديني و الارهاب خطرا و تهديدا إقليميا، خصوصا بعدما أثبتت الاحداث و التطورات عدم إعترافه بالحدود و سعيه لجعل هذا الخطر شاملا و يعم العالم کله، ولهذا من الضروري أن تکون هنالک ر?ية و موقف جديد من أجل مواجهته و القضاء عليه.
التحذير من خطر التطرف الديني و الارهاب، لم يصدر في بداية الامر من جهات دولية مختصة بمواجهة التطرف الديني و الارهاب وانما صدر تحديدا عن المقاومة الايرانية عندما أصدر السيد محمد محدثين، مس?ول لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية کتابا في بدايات العقد التاسع من الالفية الماضية أکد في بأن التهديد الجديد الذي سيحدق بالسلام و الامن و الاستقرار في العالم، سيکون التطرف الديني و حذر من خطورته ومن التأثيرات و التداعيات السلبية التي سيخلفها.
لم يکن موقف السيد محدثين، موقفا يتيما و مجرد تصريح عابر وانما ظلت المقاومة الايرانية ت?کد عليه و تحذر من بشدة ولاسيما بعد أن ظلت تسلط الاضواء علی هذا الخطر الداهم علی السلام و الامن و الاستقرار في العالم في معظم المناسبات التي تقيمها أو تشارک فيها غير إنها”أي المقاومة الايرانية”، کانت ترکز علی خطورة ظاهرة التطرف الديني في التجمعات السنوية الضخمة التي تقيمها، والتي صارت بمثابة مراجع فکرية ـ سياسية بشأن القضية الايرانية، وهنا لابد من الاشارة الی نقطة في غاية الاهمية و التوقف عندها ملية، وهي إن ظاهرة التطرف الديني قد ترکت و تترک آثارا سلبية کبيرة جدا علی الاوضاع في إيران و إن الشعب الايراني يدفع ثمنا باهضا لکون نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يمثل الاستبداد الديني يجثم علی صدره منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، وإن مايرتکبه هذا النظام من إنتهاکات و ممارسات قمعية بحق هذا الشعب و حملات الاعدامات المنظمة المتصاعدة عاما بعد عام و غيرها من الجرائم و التجاوزات الاخری، دفعت بالمقاومة الايرانية لتنظيم التجمعات السنوية للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية، حيث يتم في هذه التجمعات کشف و فضح الجرائم و الانتهاکات الفظيعة التي يرتکبها هذا النظام بحق الشعب الايراني کذلک بحق أعضاء و أنصار المقاومة الايرانية.
ليس المهم و المطلوب هو إنهاء دور داعش و الميليشيات المتطرفة علی حد سواء، بل إن الاهم هو معالجة جوهر و أساس المشکلة الذي يتلخص في ظاهرة التطرف الديني و الذي لم يعد سرا علی أحد من إن مرکزه و معقله و ب?رته الاساسية في طهران ومن دون القضاء علی هذه الب?رة فإن الشر و المشاکل ستظل تحدق بالمنطقة.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى