العالم العربيمقالات

عن السيادة و الامن القومي العراقي

کتابات
24/12/2017
 
بقلم: مثنی الجادرجي


کم تبدو رنانة و طنانة التصريحات الاخيرة الاخيرة لعضو لجنة الامن و الدفاع في مجلس النواب العراقي، اسکندر وتوت، التي أکد فيها عدم قدرة الحکومة علی إبرام اتفاق مع أمريکا او اية دولة اخری لابقاء ونشر قوات عسکرية دون الرجوع الی البرلمان، مشدد علی إن”أي اتفاق سيادي يخص الامن القومي للبلد بحاجة الی تصديق وموافقة من قبل البرلمان بصفته ممثلا عن الشعب”،لکننا وعندما نقارنها بالواقع فإننا نجدها تصريحات أقل مايقال عنها جوفاء و غير مسؤولة!
التواجد الامريکي في العراق والذي کان سببا رئيسيا و أساسيا لدخول أعداد کبيرة من المتطفلين علی السياسة و الفکر الی العراق علی الدبابات الامريکية وقد دخلوا اساسا وهم قد عقدوا العزم علی سرقة و نهب ثروات العراق بمختلف الطرق، ولذلک فقد سمعنا عن قصص الفساد و نهب و سرقة ثروات و أموال الشعب العراقي بما يندر أن نجد له مثيلا علی إمتداد تأريخ العراق کله، وقد علمنا جميعا بأنه وفي الوقت الذي کانت القوات الامريکية و الحرس الثوري الايراني و سئ الذکر و الصيت الارهابي قاسم سليماني، تسرح و تمرح في سائر أرجاء العراق و تفعل مايحلو لها، فإن المتطفلين و الدخلاء علی السياسة کانوا منهمکين بسرقة و شفط مئات المليارات و ليس الملايين.
عن أي سيادة و أمن قومي يتحدث وتوت وهو يسمع تصريحات لقادة و مسؤولين إيرانيين يعلنون فيها بأن قرار العراق بيدهم، وهم من يقررون مصيره، أين السيادة و الامن القومي عندما يجول إرهابي مطلوب للعدالة الدولية کقاسم سليماني و يقوم بالتدخلات السافرة في الشؤون الداخلية بحيث يفرض رأيه و مطالبه علی من يشاء ومن يرفض فإن مصيره إما التصفية أو الاقصاء، ثم أين هذه اللجنة النيابية الموقرة من تواجد قوات الحرس الثوري و المخابرات الايرانية في سائر أرجاء العراق، بل أينها من السفير الايراني الذي هو بالاساس أحد معاوني سليماني نفسه وهو يتصرف وکأنه أبرز مسؤول عراقي!!!
التصريحات و المواقف الدولية و الاقليمية التي تؤکد علی ضرورة طرد الحرس الثوري من بلدان المنطقة عموما و من العراق خصوصا ولاسيما من جانب البلدان الاوربية بعد أن ثبت دوره السلبي و المشبوه فيها، بل وإن تصنيفه من جانب وزارة الخزانة الامريکية کجهاز إرهابي و حتی مطالبة المعارضة الايرانية النشيطة المتواجدة في الساحة و المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، بإدراج هذا الجهاز ضمن قائمة الارهاب و طرده من بلدان المنطقة و قطع أذرعه فيها، إنما هي مواقف واقعية تعکس الخطر و التهديد الذي يمثله هذا الجهاز علی أمن و استقرار و سلامة بلدان المنطقة، لکن لجنة الامن و الدفاع التي تتحدث بکل صراحة عن التواجد الامريکي”الذي طلبته الحکومة العراقية بنفسها مضطرة”، فإنها تحني رأسها لقائد قوة القدس الارهابية في العراق و تتجاهل جحافله الارهابية المبثوثة في سائر أرجاء العراق.

 

زر الذهاب إلى الأعلى