أخبار إيرانمقالات

الشعب يريد خبزا و ليس صواريخا

 

روز اليوسف
6/2/2017

 
بقلم:سعاد عزيز


التأريخ يعيد نفسه و لکن ليس بالضرورة أن يکون التغيير نمطيا أو حرفيا و خشبيا، وانما بنفس الاتجاه و السياق الذي يوحد الهدف و الغاية من الفعل و النشاط الحاصل، وإن موقف الملکة ماري أنطوانيت من الشعب الفرنسي الثائر الذي کان يطالب بالخبز فأجابتهم ليأکلوا الکعکة، يتطابق تماما مع موقف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من الشعب الايراني الذي يواجه 70% منه العيش تحت خط الفقر فيما يعاني نسبة تقارب ال30% منه من المجاعة، عندما أعلن المتحدث باسم لجنة التخطيط والميزانية والحسابات في مجلس الشوری الإيراني (البرلمان) محمد مهدي مفتح، لوکالة “تسنيم” الإيرانية، إن اللجنة صادقت علی تخصيص مليار و300 مليون دولار من مصادر صندوق التنمية الوطنية لتعزيز القدرات الدفاعية في البلاد!
هذه الزيادة الجديدة و التي تصب معظمها لصالح نشاطات و تحرکات الحرس الثوري في ايران و المنطقة و العالم، تأتي في وقت کان قد وعد فيه الرئيس الحالي حسن روحاني الشعب الايراني بتحسين الحالة المعيشية له و تحقيق الاصلاحات و نمط إعتدالي، غير إننا فيما لو علمنا بأن هذا المقترح قد تم تقديمه من قبل حکومة روحاني، فإن الحقيقة تتوضح أکثر بشأن حقيقة و ماهية الوعود و العهود المختلفة التي أطلقها روحاني للشعب الايراني حيث إن حکومة روحاني کانت قد رفعت الموازنة المقترحة في ديسمبر الماضي للعام المقبل بنسبة 13.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما ارتفعت النسبة المخصصة للدفاع 39%.، وهذا يعني بأن السياق و النهج الذي تسير عليه حکومة روحاني هي تماما وفق السياسات المعمول بها و النهج السائد للنظام دونما أي تغيير، وهو مايؤکد مرة أخری ماسبق وإن أعلنت عنه المقاومة الايرانية من إن روحاني ليس إلا إمتدادا للخط العام للنظام و هو في مهمة من أجل حفظ النظام و ليس إحداث التغيير فيه أو الانقلاب عليه.
الإشکالية الکبيرة التي تواجه قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و يعملوا علی الدوام من أجل تجاهلها و التغاضي عنها، هي إن الشعب الايراني قد ضاق ذرعا بالاوضاع الصعبة و الوخيمة التي يواجهها و يطالب بإلحاح بتحسين أوضاعه المعيشية بصورة خاصة و الاوضاع الاخری بصورة عامة، لکن الاصرار علی المضي في مسار النهج التقليدي للنظام و عدم حدوث أي تغيير جوهري و حقيقي يثبت مصداقية شعارات الاصلاح و الاعتدال التي أطلقها روحاني، تضع ليست حکومة روحاني وانما النظام کله في مواجهة مرحلة جديدة تميزت بالاختلاف عن المرحلة السابقة لثمانية أعوام من ولايتين متتاليتين للرئيس الامريکي السابق أوباما، خصوصا عندما تم إطلاق تصريحات من قبل شخصيات تسير علی نهج إدارة الرئيس الجديد ترامب، تطالب بإلحاح بتغيير السياسة الامريکية تجاه إيران نظير ماقد طالب به السيناتور الأميرکي الجمهوري، ليندسي غراهام، بأن تقف بلاده إلی جانب الشعب الإيراني ضد نظام طهران، منتقدا سياسة الرئيس الأميرکي السابق، باراک أوباما، حيث قال إنه وقف مع نظام طهران علی حساب شعبها خلال احتجاجات عام 2009، حيث أکد غراهام، وهو عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميرکي، خلال مقابلة مع قناة “فوکس نيوز”، إن “علی أميرکا أن تقف بجانب الشعب الإيراني”، مشيرا إلی أنه “کان خطأ أوباما أنه وقف بجانب الملالي”.، وهذه إشارة يجب أن تأخذها طهران بنظر الاعتبار، خصوصا في ضوء التحولات الجارية في إيران و العالم و المنطقة، ولاسيما وإنها مازالت تصر علی تجاهل حقيقة إن الشعب يعاني من أوضاع معيشية صعبة و إنه بحاجة للخبز و ليس للصواريخ.
کاتبة مختصة في الشأن الايراني.

زر الذهاب إلى الأعلى