العالم العربي

النظام الإيراني يفاوض نيابة عن حزب الله في الأزمة اللبنانية

 

طهران تحتکر إدارة ملف سلاح حزب الله، وتربط حل أزمة لبنان بصواريخها الباليستية.
 
 
24/11/2017

يسعی النظام الإيراني إلی تبني جهود حثيثة لتخليص حزب الله من نقاش الأزمة اللبنانية في مجملها، عبر الإعلان عن أن سلاح الحزب غير قابل للتفاوض، ضمن محاولة لدفع المجتمع الدولي إلی مناقشة هذه المسألة الاستراتيجية مع النظام الإيراني مباشرة.
ونقل عن مصادر برلمانية لبنانية أن إيران تؤکد من خلال موقفها أن لبنان ورقة في يدها من ضمن أوراق عديدة في المنطقة، کما تؤکد دون لبس أن حزب الله أداة لا يملک أي هامش في المسائل الاستراتيجية کمسألة سلاحه.
وأطلقت إيران، عبر الحديث عن سلاح حزب الله، رسائل إلی النظام السياسي العربي برمته کما إلی الرياض وباريس والقاهرة، مفادها أن مفتاح أي حل في لبنان موجود في إيران وعلی من يهمه الأمر التفاوض معها.
وتسعی طهران إلی تخفيف الضغوط الخارجية والداخلية علی الحزب، والتي تزداد وتيرتها منذ إعلان رئيس الحکومة اللبنانية استقالته من الرياض في 4 نوفمبر الجاري.
ونقل التلفزيون الرسمي عن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري أن الحرس الثوري سيلعب دورا نشطا في تحقيق “وقف إطلاق نار” دائم في سوريا، مؤکدا أن نزع سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية في بيروت إن التصريح الصادر من طهران يراد منه إعادة مسألة سلاح حزب الله إلی المربع الأول الذي بناء عليه خرجت تسوية أنتجت العهد برئاسة ميشال عون، إذ أن اعتبار سلاح الحزب مشکلة “إقليمية” تتم مقاربتها وفق ترتيبات من خارج لبنان.
وقال جعفري “يجب تسليح حزب الله لقتال عدو الأمة اللبنانية وهو إسرائيل. بطبيعة الحال يجب أن يمتلکوا أفضل الأسلحة لحماية أمن لبنان. هذه مسألة غير قابلة للتفاوض”.
ويتطلب المخرج، الذي دفع الحريري إلی التريث في البت باستقالته، تسهيل حزب الله لصيغة جديدة تدعم مبدأ النأي بالنفس الذي طالب به الحريري، إذ يلتزم الحزب حاليا مواقف تهدئة انتهجها أمينه العام حسن نصرالله منذ استقالة الحريري.
ومقابل لهجة المرونة التي اتسم بها خطاب نصرالله في ما يتعلق بالاستحقاقات الداخلية، تولت طهران علی لسان رئيس النظام حسن روحاني شنّ حملة ضد السعودية وجامعة الدول العربية، بعد بيان لوزراء الخارجية العرب صدر الأحد الماضي، وانتقد الدور الإيراني في المنطقة واعتبر حزب الله منظمة إرهابية.
وشن الرئيس الإيراني في 8 نوفمبر الجاري هجوما قاسيا علی السعودية بعد تحميلها لطهران مسؤولية قصف الحوثيين للرياض وتأکيدها الاحتفاظ بحق الرد، فقال إن من هم “أعظم شأنا” علی حد تعبيره، لم يتمکنوا من المساس بإيران، واتهم الرياض بالتدخل في شؤون دول المنطقة، وبينها العراق واليمن وسوريا ولبنان.
وتأتي تصريحات جعفري في وقت تبدو إيران فيه في مأزق متصل ببرنامجها للصواريخ الباليستية. وربطت طهران مسألة سلاح حزب الله بحديث دولي عن ضوابط جديدة لبرنامج الصواريخ الباليستية في إيران، وکأنها توحي بأن کافة الملفات يجب أن تطرح علی الطاولة لتحديد مستقبل إيران ودورها وحصتها في شؤون المنطقة.
وکرر جعفري الحديث عن موقف طهران في ما يتعلق بتطوير صواريخ باليستية، قائلا إن أهداف البرنامج الصاروخي الإيراني دفاعية وإنه ليس محل تفاوض.
ولا يندرج برنامج طهران الصاروخي ضمن الاتفاق النووي المبرم مع قوی غربية في 2015، والذي وافقت إيران بموجبه علی الحد من برنامجها النووي مقابل رفع بعض العقوبات عنها.
وکان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماکرون قد قال أثناء زيارته الخليجية، التي شملت الإمارات والسعودية (8-9 نوفمبر الجاري)، إن “الاتفاق النووي لم يعد کافيا”، مطالبا باتفاق جديد يشمل البرنامج الصاروخي أيضا. وأضاف ماکرون أن علی طهران أن تکون أقل عدوانية تجاه المنطقة ويجب أن توضح الاستراتيجية المتعلقة ببرنامجها للصواريخ الباليستية.
وقال جعفري “لن تتفاوض إيران علی برنامجها الدفاعي… لن تجری محادثات بشأنه”. وأضاف “تصريحات ماکرون بشأن نشاطنا الصاروخي ترجع إلی أنه شاب يفتقر للخبرة”

زر الذهاب إلى الأعلى