أخبار إيرانمقالات

إستهدفوا باريس کما إستهدفوا مخيم ليبرتي

 
 الحوار المتمدن
21/11/2015
 
بقلم: فلاح هادي الجنابي
 
 
 لايمکن العزل و الفصل بين الهجمات الصاروخية الرعناء التي قام بها إرهابيون ضد سکان مخيم ليبرتي طوال الاعوام الماضية و بين الهجمات الارهابية الدموية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، حيث إن الذي يجمع بين الامرين من قواسم مشترکة کثيرة و متشعبة.
سکان ليبرتي، مدنيون عزل و يدافعون عن قيم الحرية و الديمقراطية و يواجهون نظاما دينيا إستبداديا متطرفا رجعيا لايؤ-;-من إلا بلغة القمع و التعذيب و الاعدامات و طالما تم إستهدافهم بسبب مبادئهم و أفکارهم و مواقفهم ولأنه کانت دائما هنالک جريمة مخالفة للقانون و للقيم و المبادئ الانسانية، فإن النظام الديني المتطرف في طهران يلجأ دائما لإرتکاب تلک الجرائم عن طريق العصابات و المجاميع الارهابية التابعة له، وإن الذي حدث في باريس يتطابق تماما مع الذي حدث في ليبرتي، ذلک إن المستهدفين في باريس هم المدنيين العزل ولإنهم يؤ-;-منون بالحرية و الديمقراطية و يرفضون القمع و الاستبداد و فرض الافکار المتخلفة بالقوة.
سکان مخيم ليبرتي، وعلی الرغم من معاناتهم و إنهم يواجهون ظروفا و أوضاعا خطيرة و حساسة وقد يتعرضون لهجمات صاروخية إرهابية أو ماشابه في أية لحظة، لکنهم مع ذلک أعلنوا عن تضامنهم مع الشعب الفرنسي و شجبوا و أدانوا الهجمات الارهابية التي تعرض لها المدنيون العزل في باريس و أعلنوا عن تضامنهم معهم و وقوفهم الی جانبهم، وإن موقف سکان ليبرتي بحد ذاته يجسد حقيقة إن التطرف و الارهاب يستهدف کل العزل و الابرياء و يسعی لفرض مفاهيم و أفکار و رؤ-;-ی متخلفة معادية للتطور و التقدم و الحضارة، وکما يقوم النظام الديني المتطرف في طهران بشن هجمات علی النساء و الاطفال و علی سکان ليبرتي العزل و يرفض المفاهيم الانسانية، فإن تنظيم داعش الارهابي يسير علی نفس الخطی و يقوم بإنجاز نفس الانتهاکات و الجرائم و التجاوزات اللاإنسانية.
لاعرق أو دين أو لون أو وطن للتطرف و الارهاب، لکن الذي يجب أن لايغيب عن الاذهان أبدا هو إن طهران، معقل النظام الديني المتطرف في إيران، هو بؤ-;-رة و مصنع التطرف و الارهاب في العالم وإنه الاساس وماخلاه مجرد فرع يرتبط أو يتعلق به بصورة أو أخری، ومثلما إن الانسانية لها لغتها و مفاهيمها و قوانينها و قيمها الخاصة، فإن للتطرف و الارهاب أيضا قيما و مفاهيم شريرة و عدوانية تجمع أتباعه، وکما إستهدفوا سکان مخيم ليبرتي بصواريخهم و قتلوا السکان العزل فإن نفس المدرسة و الاتجاه الشرير قد إستهدف المدنيين العزل في باريس.
زر الذهاب إلى الأعلى