العالم العربي

بالأسماء.. رويترز تکشف التعاون التجاري المتبادل بين النظام السوري وداعش


12/10/2017

في الوقت الذي کان بشار الأسد يرفع فيه صوته باتهام الغرب بغض الطرف عن عمليات التهريب التي ينفذها داعش کان عضو في برلمان النظام يجري تعاملات سرا مع التنظيم.

وقال مزارعون ومسؤولون إداريون في الرقة إن هذا الترتيب ساعد حکومة الأسد في توفير الغذاء في المناطق السورية التي لا تزال تحت سيطرتها بعد أن سيطر داعش علی منطقة زراعة القمح في شمال شرق سوريا خلال الثورة السورية.

النظام والتعامل مع داعش

وقال خمسة مزارعين ومسؤولان إداريان في محافظة الرقة لرويترز إن تجارا يعملون لحساب رجل الأعمال السوري حسام قاطرجي عضو مجلس الشعب کانوا يشترون القمح من المزارعين في المناطق التي يسيطر عليها داعش وينقلونه إلی دمشق وسمح ذلک لداعش بأخذ حصة من القمح.

وأکد محمد کساب مدير مکتب قاطرجي أن مجموعة قاطرجي کانت تزود المناطق الخاضعة لحکومة الأسد بالقمح من شمال شرق سوريا عبر أراضي الدولة الإسلامية لکنه نفی وجود أي اتصال مع داعش.

وقال مدير مکتب إن مجموعة قاطرجي لم تجر أي اتصالات بداعش لکنه أکد أنها اشترت القمح من مزارعين في شمال شرق سوريا ونقلته عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش إلی العاصمة السورية دمشق.

وسئل کساب مدير مکتب قاطرجي عن الکيفية التي استطاعت بها الشرکة شراء القمح ونقله دون أي اتصال بالدولة الإسلامية فقال “لم يکن ذلک سهلا. کان الوضع في غاية الصعوبة”. وعندما طلبت رويترز التفاصيل من کساب اکتفی بالقول إن الموضوع يطول شرحه. ولم يرد بعد ذلک علی مکالمات أو رسائل أخری.

وروی خمسة مزارعين في الرقة کيف کانوا يبيعون القمح لتجار قاطرجي خلال حکم الدولة الإسلامية وذلک في مقابلات جرت بمبنی المجلس المدني للرقة الذي تشکل لتولي إدارة الأمور بمجرد استعادة المدينة.

وقال محمد الهادي الذي يملک أرضا زراعية بالقرب من الرقة وجاء مثل المزارعين الآخرين إلی مقر المجلس طلبا للمساعدة “العملية کانت منظمة”. مضيفاً “کنت أبيع لتجار صغار کانوا يرسلون القمح للتجار الکبار الذين کانوا يرسلونه إلی قاطرجي والنظام من خلال تاجرين أو ثلاثة”.

نقل القمح عن طريق جسر نهر الفرات

وقال هو والمزارعون الآخرون إنهم کانوا جميعا مضطرين لدفع الزکاة بنسبة عشرة في المئة لداعش وکانوا يبيعون کل انتاجهم خلال الموسم لتجار قاطرجي.

وأشار المزارعون والمسؤولون المحليون أن القمح کان ينقل عن طريق “الجسر الجديد” علی نهر الفرات إلی طريق يؤدي إلی خارج الرقة. ومن غير الواضح الآن ما هي الجهة التي تسيطر علی الجسر مع اقتراب هزيمة المتشددين في المدينة.

وقال المحامي عبد الله العريان المقيم في الرقة إن بعض تجار قاطرجي کانوا عملاء لديه. وأضاف أن شاحنات قاطرجي کانت تجلب إمدادات للمناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم. وأضاف “کان الغذاء يأتي من مناطق تسيطر عليها الحکومة. الدواء والغذاء”.

واعتاد الأسد الاعتماد علی مجموعة من رجال الأعمال المقربين أبرزهم ابن خاله رامي مخلوف لحماية الاقتصاد السوري من الانهيار. وقد فرضت عقوبات دولية علی مخلوف وهو يعتمد علی عدد من أعوانه في أداء أعماله.

امبراطور النقل البحري

وقاطرجي اسم مألوف في الرقة وما حولها وفي مناطق أخری. وقد شبهه المزارع الهادي بإمبراطور صناعة النقل البحري اليوناني الراحل أريستوتل أوناسيس فقال “قاطرجي هو أوناسيس سوريا”.

وعلی صفحة قاطرجي علی فيسبوک يظهر في صورة وهو يصافح الأسد کما أنه کثيرا ما ينشر صورا للرئيس. وهو عضو في البرلمان عن حلب التي شهدت معارک ضارية واستردتها الحکومة أواخر العام الماضي ويمثل فردا من طبقة أعمال جديدة ارتفع نجمها خلال الحرب.

وقد فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عدة إجراءات استهدفت نظام الأسد وبعضا من الجماعات المسلحة الکثيرة العاملة في سوريا غير أن العقوبات لا تسري علی المواد الغذائية.

ومع ذلک فقد کانت العقوبات الأمريکية والأوروبية علی المعاملات المصرفية وتجميد الأرصدة سببا جعل من الصعب علی معظم الشرکات التجارية إبرام معاملات مع حکومة الأسد وزاد ذلک من أهمية الإمدادات المحلية.


زر الذهاب إلى الأعلى