مقالات

إنتصارا للمرأة للإنسانية للتغيير

 



  الحوار المتمدن
11/3/2015



بقلم : فلاح هادي الجنابي



 هناک الکثير من الإشکاليات القائمة بين حقوق المرأة و تطلعاتها الانسانية التحررية و بين ظاهرة التطرف الديني، ولاسيما وان الاخير يری في إستبعاد و إذلال المرأة و إنتهاک کرامتها الانسانية السبيل الذي يمهد لبناء المجتمع الذي يطمحون إليه، مثلما يرون في تحررها و إستعادتها لإعتبارها الانساني بمثابة الانحلال الاخلاقي و سقوط القيم و الاخلاق.


إجراء عملية مراجعة تأريخية لتأريخ التطرف الديني في العالم کله، يقود الی حقيقة أن التطرف الديني کان يقترن دائما ظهوره و بروزه مع إستعباد المرأة و سلبها کامل حقوقها و إعتبارها الانساني، وان نجاح المرأة في إستعادة دورها الانساني و تحقيقها تقدما في مجال نيلها حقوقها و مساواتها بالرجل کان بالضرورة يشهد أيضا تراجعا و إنحسارا لدور التطرف الديني، ومن هذا المنطلق فإن ماقد أکدته زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي من أن تقدم قضية المساواة اصبح يواجه اليوم ومع الأسف جدارا سميکا وهو التطرف الإسلامي، فإن هذا الرأي حصيف ومبني علی أسس و مقومات من الواقع، خصوصا عندما تلفت رجوي الانتباه الی ملاحظة هامة لها عندما تقول بأنه و علی الرغم من ان ظاهرة التطرف الديني” باتت تهدد المنطقة برمتها والعالم بعمليات الإبادة والإرهاب وفرض التمييز، غيرانها تعادي المرأة أکثرمن اي شيئ آخر. ولهذا السبب اصبحت حياة المرأة اليوم في ارجاء الشرق الاوسط محفوفة بانعدام الأمن والقمع والتشرد والقتل والأسر.”، غير انها وعندما تطرح هذا الواقع المأساوي تستدرک في نفس الوقت و تؤ-;-کد علی أن عنصر التحدي للتطرف الاسلامي يکمن في قوة المرأة.


ترک و إخلاء الساحة لقوی الظلام المتمثلة بالاحزاب و الجماعات و التنظيمات و الميليشيات الاسلامية المتطرفة يساهم بتقويتها و إستمرارها في تهديد شعوب و دول المنطقة و بقائها کسيف ديموقليس مسلطا علی الانسانيـة عموما وعلی النساء بشکل خاص، ومن هنا فإن ضرورة و أهمية أن يبادرن النساء لمقارعة هذه الظاهرة المشؤ-;-ومة المتخلفة المعادية لکل ماهو إنساني و حضاري، خصوصا وانه يعتبر مسألة إستعباد و إمتهان إنسانية النساء بطرق و اساليب بالغة القسوة و الوحشية و الهمجية في مقدمة أولوياته، ولذلک فإن دعوة السيدة رجوي خلال مؤ-;-تمر برلين الاخير بمناسبة عيد المرأة و الذي حضرته وفود نسائية من سائر أرجاء العالم الی جانب جمهور ضخم قدر بأکثر من خمسة عشر ألف، لإقامة جبهة نسائية عريضة ضد ظاهرة التطرف الديني التي يقودها و يمثل رمزها و قدوتها الاساسية النظام الديني الاستبدادي الرجعي القائم في طهران، خصوصا وان السيدة رجوي قد أکدت و بلغة العقل و المنطق حقيقة أن النظام الايراني يقف خلف ظاهرة التطرف الديني خصوصا عندما تساءلت:” من هو الذي أدخل في قوانينه فقء العيون وبتر الأيدي والأرجل کعقوبات جزائية؟
من هو الذي أعدم أکبر عدد من السجناء السياسيين منذ الحرب العالمية الثانية؟
من هو الذي أصدر في العصر الحديث فتوی لقتل کاتب اجنبي ؟
من هو الذي احيی الخلافة الرجعية من جديد وجعلها نموذجا للحکم؟” و تجيب رجوي بأن الذي قام بکل هذه الممارسات المستهجنة و اللاإنسانية انما هو” نظام ولاية الفقيه عراب الإرهاب، عدو شعوب الشرق الاوسط والتهديد الرئيس للسلام والأمن في العالم”، وان هذه الرؤ-;-ية حقيقة و امر واقع يفرض نفسه خصوصا عندما نجد ان خطر التطرف الديني يتوسع بصورة ملفتة للنظر بحيث صرنا نجده يصل الی اوربا و الغرب نفسه، وانه من دون رد الصاع صاعين لهذا النظام و إيقافه عند حده من جانب النساء في مختلف أنحاء العالم فإن هذه الظاهرة ستبقی تشکل تهديدا خطيرا علی المنطقة و العالم.


مواجهة ظاهرة التطرف الديني من جانب نساء إيران و المنطقة و العالم و توسيع دائرته أکثر فأکثر سوف يقود بالضرورة الی تراجع هذه الظاهرة و ضمورها و بالتالي إنطواء و تقوقع النظام الايراني علی نفسه الی الحد الذي لايجد فيه وسيلة و سبيلا کي يتدخل في شؤ-;-ون الشعوب و الدول وفي ذلک وکما هو معلوم نهايته الحتمية.


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى