أخبار إيرانمقالات

ماذا علينا أن نفعل مع حزب الله


6/11/2017
بقلم: عبد الرحمن مهابادي

 

ليست قليلة العبارات أو العبارات القصيرة في خطب وبيانات دونالد ترامب وغيره من کبار المسؤولين الأمريکان الذين يعکسون السياسة والاستراتيجية الجديدة للحکومة الأمريکية فيما يتعلق بالنظام الإيراني ومجالات هذه المواجهة.

أحد ذلک المجالات هو تدخلات نظام الملالي في الشرق الأوسط، الذي لم تأخذه الحکومات علی محمل الجد، والآن يری العالم کيف أن هذا الأخطبوط القاتل يسبب القتل الجماعي في بلدان مختلفة.

حزب الله (اقرأوا حزب الشيطان) في لبنان هو أقدم الجماعات المتطرفة والإرهابية من حيث تاريخ انتمائه إلی نظام الملالي. زعيم هذه المجموعة، حسن نصر الله، لا يخفي اعتماده علی هذا النظام، وکرر مرارا أن “کل تمويل حزب الله اللبناني يأتي من إيران. تأتي الاموال لنا کما تأتي الصواريخ ايضا لنا “.

بعد رحيل باراک أوباما ومجيئ دونالد ترامب، وعلی وجه الخصوص الإعلان عن استراتيجية أمريکية جديدة زاد قلق النظام بشدة ، حيث نشهد الآن بانه متزامنا مع تصنيف قوات الحرس في قائمة وزارة الخزانة الأمريکية، تم تنفيذ قطع اذيال هذا النظام الأخطبوطي في جدول الأعمال. في الآونة الأخيرة، استهدف الکونجرس الأمريکي حزب الله اللبناني في 25 أکتوبر 2017، عن طريق اقرار ثلاثة مشاريع قانونية.

المشروع الأول هو “تعديل القانون المالي الدولي لحزب الله” الذي يقطع شبکة تمويل هذه المجموعة الإرهابية. أما مشروع القانون الثاني، فهو “قانون العقوبات لاستخدام المدنيين کدروع بشرية من قبل حزب الله “. ومشروع القانون الثالث يطلب من الاتحاد الاوروبي اعلان حزب الله کمنظمة ارهابية. ولا يتأخر التوقيع علی مشاريع القوانين فترة طويلة من توقيع الرئيس ترامب بعد موافقة مجلس الشيوخ، وسوف تصبح علی الفور قانونا وقابلا للتنفيذ.

وإن تنفيذ هذه القوانين سيؤدي إلی انهيار هذا التدفق الشديد. لأن حياة وبقاء هذا التدفق يعتمد علی الدعم المالي وأسلحة النظام وحکم آيات الله الحاکمين في إيران. ووفقا لمصادر وزارة الدفاع، فإن “النظام الإيراني يدعم حزب الله في لبنان بمبلغ 200 مليون دولار سنويا “. لذلک، يمکن القول إن عمل الکونجرس الأمريکي صحيح تماما ويجب أن تتبعه خطوات أخری لإکماله.

وقال اد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريکی “ان حزب الله، وهو العنصر الارهابی الرئيسی للنظام الايرانی، يزداد خطورة يوما بعد يوم”. الآن هناک ترسانة من أکثر من 100،000 صاروخ. يدعم حزب الله، جنبا إلی جنب مع قوات الحرس يدعمون نظام الأسد الإجرامي. وقد قتل حزب الله مئات الآلاف من الأشخاص ، بمن فيهم الأمريکان “

وأشار الرئيس دونالد ترامب في تغريدة علی حسابه في الاونة الاخيرة ، إلی تفجير مقر المارينز الامريکية في لبنان عام 1983 وأکد « أن بلاده لن ينسي قتل 241 من جنوده في بيروت بيد حزب الله » . وفي اعقاب ذلک ، قال نائب الرئيس مايک بينس: ان حزب الله جماعة إرهابية ويمثل النظام الإيراني، هو الراعي الرئيسي للإرهاب .

ويقول السيناتور توم کاتن، وهو عضو بارز في مجلس الشيوخ: “يجب أن نواجه النظام الإيراني بعد تحديد المصير النهائي لتنظيم داعش . واضاف ان “معظم المشاکل في الشرق الاوسط تعود الی النظام الايراني ونری بصماته فيها “. هذا هو واحد من الأسباب التي قرر دونالد ترامب عدم تأييد الاتفاق الشامل المشترک لأنه أدرک أن هذه الصفقة النووية جعل النظام الإيراني اکثر وقاحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط “.

إن استراتيجية الرئيس ترامب، علی عکس رؤسائه السابقين، هي تغيير في النظام الحاکم في إيران. وقد اعلن مسؤولون اميرکيون رسميا انهم سيحددون مصير النظام الايراني خلال هذه الفترة من رئاسة الولايات المتحدة. (رکس تيلرسون مؤتمر صحفي مارس 2017)

من جانبه قال جون بولتون، السفير الأمريکي السابق لدی الأمم المتحدة الذي رکز علی القضايا الإيرانية في السنوات الأخيرة، وهو من مناصري المعارضة الإيرانية، في مقابلة مع فوکس نيوز : “إن النظام الإيراني يفکر أنه بعد نهاية حکم داعش ، يحل محل هذا التنظيم. ويتطلع النظام الايراني الی بناء جسر بري من العراق الی المناطق الخاضعة لسيطرة نظام بشار الاسد في سوريا والمناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله الارهابي في لبنان “

 وقد فتحت سياسة الحکومة الأمريکية الجديدة طريقها إلی مجلس الأمن الدولي . وقالت السفيرة نيکي هيلي في الأمم المتحدة في خطابها أمام مجلس الأمن: “بدأت الولايات المتحدة الآن طريقا تحاول ان ترد فيه علی جميع جوانب السلوک المدمر للنظام الإيراني، وليس جانبا واحدا فقط”. ومن الضروری ان يقوم المجتمع الدولی بعمل مماثل ، وعلی مجلس الامن ان يغيرسياسته تجاه هذا النظام “.

 وعزز النظام نشاطاته في المنطقة علی خلفية الوتيرة المتسارعة للتطورات التي تستهدف النظام. فالهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الحشد الشعبي التابعة لقوات الحرس علی إقليم کردستان العراق وهجمات داعش عام 2014 تثير هذا التساؤل : هل هذان الهجومان يستهدفان هدفا واحداً لفرض سيطرة ايران علی کردستان العراق لغرض انشاء خط برّي يربط ايران الی لبنان والذي يُعرف بالهلال الشيعي ؟! خاصة وان هناک ادلة وشواهد عديدة حول توفير الارضية من قبل النظام وعملائه ووکلائه في العراق وسوريا لظهور داعش وهجماته. کما وان انتماء الحشد الشعبي لقوة القدس التابعة لقوات الحرس لايخفی علی احد.

 والواقع أنه منذ أن قرر المجتمع الدولي إنهاء وجود داعش، سعی النظام إلی الاستعاضة عن تنظيم داعش بتکوين تيار أسوأ لتنظيم داعش. وهذه الظاهرة هي الحشد الشعبي وفقا للعديد من المحللين والرأي العام في المنطقة انها أکثر وحشية من تنظيم داعش ، وتهدد مستقبل هذه المنطقة بجدية أکبر.

 لذلک، يمکن الاستنتاج بأن المجتمع الدولي يحتاج إلی قرار أکثر جدية وخطورة، وهو أيضا قطع اذرع نظام الملالي . قراراً بمحاذاة الاعتراف بالمقاومة الإيرانية وانهاء کل التيارات التي تمثل النظام في لبنان وسوريا والعراق. حزب الله يمکن أن يکون الهدف الأول، وهذا هو الخيار الصحيح يجب ان نسّرعه.

*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

زر الذهاب إلى الأعلى