الأجواء العراقية ممرٌ للأسلحة الإيرانية لسوريا- جاسر عبد العزيز الجاسر

 
صحيفة الجزيرة السعودية
18/3/2012


بقلم:  جاسر عبدالعزيز الجاسر


تشدد جميع الدول علی منع وصول الأسلحة إلی سوريا سواء کانت متجهة إلی النظام السوري أو إلی المعارضة، علی الرغم من أن شحنات الأسلحة التي تستخدمها قوات کتائب الأسد لقتل الشعب السوري، أما المعارضة ممثلة بالجيش السوري الحر تسعی للحصول علی أسلحة للدفاع عن المتظاهرين.
 
حتی الآن حرمت المعارضة من أي إمدادات للأسلحة وتعوضها بالحصول عليها من الداخل بشرائها بمبالغ کبيرة من تجار الأسلحة والمهربين وحتی من أفراد الجيش، وفي مقابل ذلک يتواصل تدفق شحنات الأسلحة لقوات الجيش النظامي، سواء الأسلحة النوعية الروسية مثل الصواريخ وقذائف المدفعية، أو شحنات الأسلحة التي تتدفق بصورة متواصلة من إيران عبر الأجواء العراقية؛ حيث کشفت معلومات استخبارية أن طائرات شحن إيرانية کثفت في عبور الأجواء العراقية وهي تحمل کميات کبيرة من الأسلحة بلغت أکثر من ثلاثين طناً من الأسلحة.
 
السلطات الأمريکية خاطبت الجهات العراقية بوقف هذا الخرق المزدوج، إذ إن السماح بعبور الأجواء العراقية لطائرات إيرانية تحمل أسلحة يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة وانتهاک لحظر تصدير الأسلحة من إيران، وزارة الخارجية الأمريکية حذرت العراق من هذا التصرف إلا أن رئيس الوزراء العراقي قال إن بلاده لا تسمح بمرور أسلحة عبر أراضيها أو أجوائها إلی سوريا وأنهم وضعوا آلية للتفتيش تتحقق من أن الشحنات المارة تحمل بضائع وسلعاً إنسانية وليس سلاحاً.
 
قول المالکي هذا أثار الاستغراب بل والسخرية، فإن المعلومات الاستخباراتية تعلم أن طائرات الشحن الإيرانية التي تعبر الأجواء العراقية لم يتم اعتراضها ولم تتوقف في مطار أو محطة عراقية ولذلک فلا يمکن الزعم بأنه جری تفتيش الطائرات، ولم يتم تطبيق آية آلية للتأکد من عدم وجود أسلحة فضلاً عن القول بأن هذه الطائرات تحمل مساعدات إنسانية، فکون هذه الطائرات لم تهبط علی مواقع عراقية فکيف يمکن الجزم بأنها لا تحمل أسلحة..!!
 
الأوساط الصحفية ودوائر المخابرات الأمريکية يتندرون حول قول رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي من أن بلاده وضعت آلية للتفتيش والتحقيق من أن الشحنات المارة في سمائه لا تحمل سلاحاً ويسألون بتهکم، هل الآلية التي يتحدث عنها المالکي تتضمن أشعة ليزر تسلط علی الطائرات الإيرانية العابرة للأجواء العراقية للکشف عن شحنات الأسلحة..؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى