مقالات

الملالي المخادعون

 

الحوار المتمدن
28/12/2016
 
بقلم:فلاح هادي الجنابي

 

 

ملالي طهران الذين تمرسوا في طرق و اساليب خداع دول المنطقة و العالم، مازالت الظروف و الاوضاع”علی الرغم من حساسيتها و خصوصيتها”، تخدم سياساتهم المشبوهة بصورة و اخری.

دول المنطقة التي تمکن نظام الملالي من تحييدها او جعل موقفها دفاعيا يتسم بالسلبية في قبالة مخططاتهم و أحابيلهم، لازالت تدور في حلقة مفرغة و تسعی للتعويل علی الدول الغربية کي تحسم”ملف”النظام الايراني، وهي من أجل ذلک، لاتکلف نفسها عناء الاقدام علی أية خطوة مهمة و نوعية للأمام علی الرغم مما شهدته و تشهده من تطورات مشبوهة في سوريا و العراق و لبنان و اليمن.

النظام الايراني الذي تمکن من إستغلال الکثير من الامور و نجح في دفع دول المنطقة الی زاوية ضيقة تتفق دائما مع أهدافه و أجندته الخاصة، يولي إهتماما خاصا لدول المنطقة و يسعی لإبقائها في المربع الخاص الذي حدده لها، ولازالت دول المنطقة لاتجرؤ علی کسر الاطواق الوهمية و المفتعلة التي فرضها الملالي عليهم متصورين بأن إقدامهم علی أي إجراء مخالف سيکلفهم الکثير.

الاوضاع في المنطقة و بفعل الاحداث و التطورات السياسية المتباينة في المنطقة و العالم، لم تعد تخدم النظام الايراني بل و حتی باتت متقاطعة و متضاربة معه بالمرة، وهذا الامر قد وفر فرصة ثمينة لکي تتجرأ دول المنطقة علی إتخاذ سياسات جديدة تتفق و مصالحها الوطنية و القومية و لاتخدم”بأي شکل”سياسات النظام الايراني، لکن لحد هذه اللحظة لم تبادر أية دولة الی إنتهاج سياسة جديدة تتعارض مع سياسات النظام الايراني، بل والانکی من ذلک انها مازالت تنتظر کسابق عهدها.

أما الدول الغربية التي طالما زعمت أنها تقف بوجه النظام الايراني و تعمل علی تحجيم و تحديد نشاطاته”النووية”، و خاضت و تخوض معه غمار مفاوضات لاأول لها و لا آخر من أجل السيطرة علی برنامجه، لايبدو لحد الان انها حققت شيئا سوی إثارة”زوبعة في فنجان”، إن صح القول ذلک إن الاتفاق النووي ليس لم يحقق أية نتيجة فحسب وانما کان أيضا لصالح الملالي الذين يبدو إنهم يعرفون جيدا کيف و متی يمارسون عمليات خداعهم و تمويههم مع الدول الغربية خصوصا و المجتمع اللدولي عموما.

أهل الدار أدری بمافيه، ومن هذا المنطلق، فإن المعارضة الايرانية القائمة ضد نظام ولاية الفقيه، هي بمثابة”سيد العارفين”، بالنسبة لنقاط ضعفه و فيما يجب الاقدام عليه ضده من أجل دفعه للرضوخ للشروط و المطالب الدولية، ويقينا ان کل طرف إيراني معارض لايعني بالضرورة کونه طرفا فعالا و مؤثرا علی الساحة الايرانية، فهناک العديد من الاحزاب و التنظيمات و الاتجاهات السياسيـة الايرانية المعارضة لکن ليس لها أي دور او نشاط يذکر علی الصعيدين الداخلي و الخارجي، في حين ان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و طليعته منظمة مجاهدي خلق يمثل النموذج الامثل و الاصدق للمعارضة الايرانية الفاعلة و المؤثرة علی أرض الواقع، وان المواقف و التصريحات الصادرة عن هذا المجلس فيما يتعلق بالنظام الايراني و السياسة التي يجب إتباعها ضد إقليميا و دوليا، قد رسمت في خطوطها العامة و الخاصة خارطة طريق واضحة جدا للسيطرة علی هذا النظام و دفعه بالاتجاه الذي يخدم مصالح شعب إيران و شعوب المنطقة و العالم، لکن ظلت دول المنطقة و الدول الغربية تنأی بنفسها بعيدا عن خارطة الطريق الخاصة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و مازالت تصر علی المراهنة علی إنتهاج ذات السياسات السابقة التي أکل عليها الدهر و شرب.

ان الدور البارز و المؤثر الذي لعبه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في کشف و دحض سياسات و مخططات النظام الايراني، قد دفعت بهذا النظام الی إتخاذ سياسة خاصة جدا ضد هذا المجلس وبلغت هذه السياسة ذروتها علی أثر المخططات الاخيرة التي وضعها النظام ضد من أجل إغتيال الشخصيات المعارضة لهم خارج إيران بحسب التصريحات التي صدرت من جانب أکثر من ملا، وهو مايعني إن الملالي يريدون و بعد حلب مباشرة التفرغ للمعارضة الايرانية ظنا منهم بأن الامور کلها قد باتت لصالحهم، وهم يعودون مرة أخری الی الاسلوب و الطريقة التي أکل عليها الدهر و شرب ذلک إن المقاومة الايرانية أقوی و أکبر من أن تتأثر بعمليات الاغتيال الجبانة.

الملالي يخدعون الجميع، هذه الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع، مثلما يجب أن يعلموا أن الطرف الوحيد الذي بإمکانه لجم هذا النظام و دفعه الی الزاوية الحرجة جدا هو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، فهل ستنتبه دول المنطقة و العالم الی هذه الحقيقة و تستفيد منها؟!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى