مقالات

لن تغلق أبواب الحرية

الحوار المتمدن
12/11/2013
  
    بقلم: فلاح هادي الجنابي    

التمعن في فترات الظلم و القهر و الطغيان الذي مارسه الطغاة و المستبدون علی مر التأريخ، توضح و تؤکد حقيقة واحدة من انها وعلی الرغم من طول العمر الزمني لبعضها، لکنها لايمکن أن تدوم جبروتها و تعجرفها و غطرستها تتحطم في النهاية علی صخرة الارادة الانسانية التواقة للحرية و المجبولة عليها بالفطرة.
قراءة سريعة لتأريخ النظم الاستبدادية في المنطقة، يؤکد هو الاخر من أن النظم السياسية المعتمدة علی سياسة الحديد و النار لفرض خياراتها الظالمة علی شعوبها، مصيرها مزبلة التأريخ التي ألقيت فيها العديد من النظم الاستبدادية خلال العقود الاخيرة، ولئن صار مصير هؤلاء الطغاة کدروس و عبر للعالم کله ولاسيما للسياسيين بشکل خاص، لکن الانظمة الاستبدادية لها ميزة غريبة و فريدة من نوعها وهي انها لاتتعظ و لاتأخذ الدروس و العبر من نظم مشابهة لها داستها شعوبها بالاقدام، وانما تصر علی أن تقف بوجه الحقيقة و التأريخ و کل ماهو إنساني و جميل، وان النظام الديني القائم في إيران، هو واحد من هذه النظم الاستبدادية الذي ليس لم يأخذ الدروس و العبر من سقوط أنظمة الاستبداد في المنطقة وانما يحاول أيضا و بکل مقدراته و إمکانياته إنقاذ نظام دکتاتوري آخر هو النظام السوري.
النظام الديني الرجعي المتخلف في إيران و الذي يعامل شعبه بمنطق القرون الوسطی و يحاول سلبه کل حقوقه الانسانية الاساسية ولاسيما فيما يتعلق بالحرية، لايکتفي بمافعله و يفعله مع أبناء شعبه وانما يتجاوز ذلک و يتابع معارضيه من المتطلعين الی الحرية و الديمقراطية في إيران في خارج إيران، کما فعل و يفعل دائما مع سکان أشرف و ليبرتي، حيث يقود حربا شعواء ظالمة ضدهم يستخدم خلالها مختلف أنواع الاساليب و الطرق الابعد ماتکون عن کل المعايير و القيم الانسانية و السماوية و الاخلاقية، وان المجزرة الاخيرة الدموية التي إرتکبها بحق سکان أشرف في الاول من أيلول/سبتمبر والتي راح ضحيتها 52 و تم إختطاف سبعة آخرين، وماتبعتها من محاولات و مساع مشبوهة من أجل إضاعة الحقيقة و جعل کل الامور المتعلقة بالمجزرة تدور في أجواء ضبابية داکنة، يمکن أن توضح للعالم الماهية و المعدن الردئ جدا لهذا النظام و تؤکد في نفس الوقت مدی کرهه و مقدار حقده و بغضه علی المناضلين في سبيل الحرية، وهو يعتقد بأنه کلما يقتل إيرانيا حرا انما يغلق بابا من ابواب الحرية، لکن أبواب الحرية من الکثرة بحيث لايمکن لکل طواغيت و مستبدي العالم أن يغلقونها مهما اوتوا من قوة و إمکانية.
إضراب المئات من سکان مخيم ليبرتي عن الطعام و الذي يدل يومه الرابع و السبعون، حيث يطالب المضربون بالافراج عن الرهائن المختطفين السبعة و ضمان أمن مخيم ليبرتي، يمر بمرحلة بالغة الخطورة إذ أن حياة المضربين في خطر ماحق وهم يعانون من أعراض استثنائية تؤکد التأثير السلبي جدا للإضراب علی أجسادهم و إمکانياتهم الجسدية التي باتت تضعف و توهن کثيرا، لکنهم في نفس الوقت يصرون علی موقفهم هذا لأنه ليس هنالک من خيار آخر أمامهم سوی الاستمرار في موقفهم هذا حتی النهاية مهما کانت النتائج، خصوصا وانهم يعلمون جيدا بأن الصمت و السکوت حيال هذه المجزرة سيؤدي حتما الی إرتکاب مجزرة أکبر و اقسی ضدهم، ولهذا فإنهم يواجهون الموت المحدق بهم في أية لحظة من أجل درأ خطر المجازر عنهم من جانب نظام الملالي الذي يتربص به شرا ليل نهار، وکذلک من أجل أن يعلم العالم بحقيقة مايدور اليوم بين أحرار ليبرتي و بين مستبدي النظام الديني في طهران.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى