مقالات

الخطوط الحمراء الکاذبة

 

دنيا الوطن
3/8/2016

بقلم: سهی مازن القيسي
 

لايکف قادة و مسؤولو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عن إطلاق التصريحات و المواقف المختلفة بشأن خطوط حمراء يضعونها أمام دول المنطقة و العالم و التحذير من تجاوز هذه الخطوط أو إنتهاکها.

آخر هذه الخطوط الحمر، کان ماقد أعلنه ممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري الإيراني، آية الله علي سعيدي، من إن لإيران ثلاثة خطوط حمراء في سوريا “هي وحدة سوريا، وبقاء بشار الأسد، والدفاع عن مراقد أهل البيت”، کما أکد سعيدي بأن لبلاده أيضا خطوطا حمراء في العراق، وحددها بـ”وحدة العراق، وحکم الأغلبية، والدفاع عن العتبات المقدسة لأهل البيت”، هذه الخطوط الحمر المعلنة، ليست هي بجديدة أو طارئة علی الرغم من إنها قد تم إعلانها خلال الايام الاخيرة، ذلک إن هذا النظام قد إستباح سوريا و العراق و جعلهما تحت ليس سيطرته فقط وانما حتی إحتلاله بکل ما للکلمة من معنی.

هذه الخطوط التي وضعها ممثل خامنئي في الحرس الثوري، من المفيد جدا التذکير بخطوط حمراء سابقة وضعها المرشد الاعلی للنظام بنفسه، عشية المفاوضات التي کانت جارية قبل عام بين طهران و دول مجموعة 5+1، لکن هذه الخطوط الحمراء قد تم تجاهلها و إهمالها بما أکد إستهانة تلک الدول بخامنئي و الذي بلع الاهانة عن طيب خاطر مما أکد کذب و زيف الخطوط الحمر المعلنة من جانب هذا النظام.
التواصل و التعاون و التعامل مع المقاومة الايرانية عموما و منظمة مجاهدي خلق خصوصا، کان ولايزال الخط الاحمر الاهم و الاکثر حساسية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لکن النشاطات المختلفة و أساليب التحرک و النضال المتباينة لمنظمة مجاهدي خلق، قد جعلت الخط الاحمر للنظام يتماهی و يتلاشی أمامها خصوصا عندما حضرت وفود 16 دولة عربية للتجمع السنوي الاخير للمقاومة الايرانية في باريس و بشکل خاص حضور وفدي السعودية و مصر و الذي أرعب النظام و أفقده رباطة جأشه وأثبت إستحالة السيطرة علی هذه المنظمة و وضع خطوط حمراء أمامها.

الخطوط الحمراء التي دأب هذا النظام علی إعلانها بين الفترة و الاخری، هي ليست في الحقيقة إلا خطوط فاقعة کاذبة يطلقها هذا النظام من أجل المحافظة علی هيبته و مکانته التي إهتزت و تضعضعت کثيرا ولاسيما بعد التجمع السنوي الاخير للمقاومة الايرانية حيث تم إثبات حقيقة ضعف و هشاشة هذا النظام و من إنه قد وصل الی آخر مرحلة من مراحل عمره و عليه أن يرحل غير مأسوفا عليه.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى