مقالات

المرأة ضد التطرف

 


الحوار المتمدن
2016 / 3 / 14
بقلم:صافي الياسري


يانساء الشعوب المغلوبة علی امرها اتحدن ضدالتطرف والتمييز والارهاب
لطالما ثبتت الزعيمة مريم رجوي رئيسة الجمهورية الايرانية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية ،ان المرأة مقاتلة عنيدة ضد التطرف والارهاب ،وان نهاية نظام التطرف والارهاب في ايران لابد ان تکون علی يدها وبقيادتها وعونها ،وتحت مثل هذا العنوان
ولمناسبة حلول اليوم العالمي للمرأة عقدت مؤتمرا علی الإنترنت يوم الإثنين 7 مارس 2016 شارکت فيها کل من السيدة سهير الآتاسي الشخصية السياسية البارزة في المعارضة السورية عضو الإئتلاف السوري المعارض والتي کانت نائبة رئيس هذا الإئتلاف، والدکتورة نجاة الأسطل عضوة البرلمان الفلسطيني. وفي بداية ندوة هذا الأسبوع التي ينظّمها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية اسبوعيا لمناقشة موضوع مختلف ، تم عرض مشاهد وفقرات من التجمع النسائي الکبير الذي عقد في باريس في 27 من الشهر الماضي علی أعتاب اليوم العالمي للمرأة بمشارکة شخصيات ووفود نسائية من عشرين دولة.
وفي هذا العرض تم نقل فقرات من خطابات السيدات مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية؛ وراماياد وزيرة حقوق الإنسان في فرنسا سابقاً واينغريد بتانکورد المرشحة السابقة للرئاسة في کولومبيا، وفاطوماتو ديارا مستشارة الأمم المتحدة بشأن تحديد الجرائم الکبری ونائبة رئيس محکمة الجنايات الدولية سابقاً، والناشطة المصرية عزة هيکل، ونغم غادري نائبة رئيس الإئتلاف الوطني لقوی الثورة والمعارضة السورية، والسيدة فتحيه بقالي نائبة البرلمان المغربي.
وجاء في جانب من کلمة السيدة مريم رجوي:«اليوم اضافة الی عدم المساواة والاضطهاد والقمع، فان الفقر والفاقة الشديدين يعصفان بحياة معظم الشعب الإيراني وبخاصة النساء الإيرانيات.
ففي طهران، تبيع الأمهات أطفالهن قبل الولادة بثمن يعادل 25 يورو وفي طهران أيضا عدد النساء اللاتي ينمن ليلا في علب الکارتون وفي الشوارع بلغ 5 آلاف.
ولکن الأنکی من هذا الفقر الشامل، هو السياسة المتخلفة للنظام التي تحدد وتقيّد مشارکة وتدخل النساء في الحياة الاجتماعية أکثر فأکثر:
النساء يشکلن 87 بالمئة من السکان غير النشطين في البلاد
ويبلغ عدد النساء الخريجات العاطلات عن العمل أکثر من 4 ملايين امرأة .
وفي العقد الأخير، تم طرد أکثر من مائة ألف من النساء سنويا من أسواق العمل في إيران.
المشارکة الاقتصادية للنساء لا تصل الی 13 بالمأئة. کما ان المشارکة السياسية للنساء في هذا النظام أمر لا معنی له؛ في مجلس الشوری للنظام خلال 9 دورات طيلة 36 عاما مضت، کانت ما مجموعه 50 امرأة عضوات في مجلس الشوری فقط و في الدورة الحالية ثلاث بالمئة فقط.»
وتحدثت السيدة فاطو ماطو ديارا: «من خلال المحکمة العسکرية الدولية من نورمبرغ الی المحکمة الجنائية الدولية من خلال المحاکم المخصصة للأمم المتحدة والمحاکم المختلطة (في کل من سيراليون وتيمور الشرقية وکمبوديا، تشاد) أبدی المجتمع الدولي رد فعله دائما علی الجرائم المروعة من خلال إنشاء المحاکم لمقاضاة ومحاکمة الجناة المزعومين بارتکاب الجرائم المنصوص عليها في القانون الدولي. لقد حان الوقت ليستيقظ المجتمع الدولي علی المأساة الإيرانية أيضاً. وفي الواقع إذا تم تعريف الجرائم ضد الإنسانية بالأفعال اللاإنسانية ضد السکان المدنيين في خطة إجرامية بطريقة منظمّة وواسعة النطاق، يمکن أن نعتبر أن الأعمال التي ترتکبها الميليشيات الإيرانية بأنها جرائم ضد الإنسانية. إذن الأمم المتحدة مدعوّة للتحقيق في معاناة المرأة الإيرانية.
وقالت السيدة راما ياد «إذا کانت هناک ثورة في إيران، فهذه الثورة تتبلور هنا في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. حيث أنه ليس هناک عدل في التعامل مع 35 مليون إمرأة إيرانية، أنهن يردن أن يکنّ مواطنات کاملات الحقوق، واليوم هن مواطنات مفارقات ومن الدرجة العاشرة .
حوالي 2000 شخص أعدموا تحت ولاية واحدة هي ولاية روحاني، بينهم 57 امرأة، في کثير من الأحيان في الأماکن العامة ( امام الملأ ). تمييز منهجي، منظم، مؤسساتي، حتی في ما يتعلق بالحياة اليومية. وعند ما يصبح عمر الطفلة 9 سنوات تعتبر مسؤولة جنائيا. وإذا کانت ترغب في الدراسة، فلا تستطيع دخول بعض الجامعات الحکومية لدراسة الهندسة أو الرياضيات.
لکن النساء الإيرانيات لا يسمحن لأنفسهمن باللامبالاة والخنوع ،وهن يکافحن، يقاومن ويدفعن الثمن: 50 من ناشطات حقوق المرأة علی الاقل حاليا في السجن، هؤلاء النساء اللواتي وراء القضبان منذ سنوات عديدة، هن من الأعضاء المؤسسين للجمعيا ت النسوية .
والسيدة اينغريد بتانکورد شددت علی دور قيادة المقاومة الإيرانية بقولها:« اذا أردنا أن نؤدي تحية لجميع النساء في العالم اللواتي يکافحن من أجل حقوق نتمتع بها اليوم في هذه القاعة هنا في باريس…أعتقد أننا يجب أن نشيد بامرأة دعتنا اليوم لهذا الاجتماع والتي تحمل الشعلة في القرن ال21، تحمل شعلة النور في أحلک الليالي المظلمة التي طغت ضد الحرية وضد الديمقراطية وضد حقوق المرأة. وهذه المرأة هي السيدة الثائرة مريم رجوي.
… لذلک اقول نعم ايتها السيدة رجوي أنت بطلة بالنسبة لنا. ليس لمجرد أنک تمزّقين هذه الشريعة المصطنعة وتضعينها عارية لا يمکن الدفاع عنها…. انما بالإضافة إلی ذلک، لأنک قمت بإنشاء منظمة مسؤولة تعتبر الانموذج الذي يمکن في الواقع أن يفسر علی أنه بديل لحکم الملالي. ومن هذا الانموذج الذي يعتبر استثنائيا قادرا علی استقطاب وجمع النساء، نعم، ولکن النساء والرجال، ولکن النساء والرجال المسلمين، والذين لا ينکرون حقيقة أنهم مسلمون ومسلمات.
و في جانب من حديث السيدة نغم غادري ورد ما يلي « نضالنا ضد القمع والديکتاتورية، واسقاط هذا النظام المغتصب للسلطة، وکل من يدعمه وعلی رأس هؤلاء الداعمين الروس ونظام الملالي وحزب الله وآخرين.
نحن نسعی لدولة القانون والعدل، دولة الديمقراطية والمساواة، دولة السلام والحب… واسمحوا لي أن أتوجه الی المجتمع الدولي الذي يتظاهر بقيم الديمقراطية والحرية والمساواة لأقول لهم ان تخاذلکم يقتل أطفال سوريا وهم أجنة في بطون أمهاتهم، يقتل أحلامنا. ذکرياتنا، ويدمر مشافينا ومدارسنا، يدمر هناک کل شيء إلا الإنسان الثائر الذي لن يعود الی منزله قبل استئصال هذا النظام المجرم ومؤسساته الأمنية، ومحاکمتهم علی جرائمهم. سنبني وطننا يوماً وسيعود لاجئونا الی ديارهم آمنين.نحن أحرار سوريا نکتب اليوم في التاريخ أعظم ثورة. وأؤکد من علی هذا المنبر أن ألف ديکتاتور لن يستطيع أن يقف في وجه زلزال الشعب الثائر…أخيراً أتقدم مرة ثانية للمقاومة الايرانية بقيادة السيدة مريم رجوي علی اتاحة الفرصة لي کي أنقل جزءا بسيطا مما يحصل في سوريا وما نريده لسوريا. وأؤکد لکم أننا معاً أقوی.»
وقالت السيدة عزة هيکل في جانب من حديثها: «إن الخطاب الألهی فی القرآن الکريم قد ساوی بين الرجل و المرأة فی الثواب و العقاب و لم ينقص من حق المرأة بل علی العکس کرمها و خاطبها بتاء التأنيث حين قال ” المؤمنون و المؤمنات ….القانطون و القانطات»
والسيدة فتحية بقالي أيضاً تحدثت عن دور السيدة رجوي بقولها: «ونتوجه هنا إلی إخوتنا في الاتحاد الاوروبي وفي المنظمات الدولية من أجل مساندة إخواننا في ليبرتي ومن أجل الوقوف إلی جانب الأخت مريم رجوي لأنها تحمل قضية وتحمل هم المجتمع وهم الشعب بأکمله بل لأنها تمت بصلة لکل النساء الأحرار في العالم في تونس وفي ليبيا وفي سوريا الجريحة والأحرار في العراق وفي اليمن کل هذه البلاد التي تعرف الأمل وتعشق الاستقرار…»
وتحدثت السيدة سهير الآتاسي في ندوة يوم الإثنين ايضا عن معاناة النساء السوريات وأيضا دورهن في قيادة الثورة وقالت:
«المرأة السورية ضحية وقيادية. وفي بلادي سوريا ومنذ انطلاق ثورة الحرية في آذار 2011، کانت المرأة في الصفّ الاول من الثوار. وقد تعددت الأدوار التي قامت بها ابتداءا بالمرأة الثائرة التي فتح صوتها للحرية في المظاهرات التي ساهمت هي نفسها بتنظيمها. وکان صوتها اقوی من رصاص قوات نظام الاسد. بل ونظّمت مظاهرات بکل جرأة وشجاعة ليس فقط في مواجهة ارهاب السلطة، بل وايضاً في مواجهة تنظيمات دخيلة علی سوريا وحليفة لنظام الاسد، الميليشيات الطائفية لحکم الملالي في طهران، حزب الله وداعش وغيرها. ومن المرأة الثائرة وصولاً الی المرأة السياسية التي شارکت في تأسيس اولی التنسيقيات الثورية وأول التنظيمات الثورية الشبابية. کذلک المرأة الإعلامية التي نقلت صوت الثورة وصورتها ورسالتها الی العالم أجمع. ثم برز دور المرأة الحقوقية في توثيق الانتهاکات التي ترتکبها قوات الاسد بحق المتظاهرين والناشطين السلميين. ومع انتقال نظام الاسد من الحل الامني الی الحل العسکري الشامل، جاء دور المرأة الطبيبة والممرضة في معالجة الجرحی في المشافي الميدانية، نساء سوريات يعملن تحت القصف المستمربالصواريخ والبراميل المتفجرة وينقذن حياة مئات من السوريين رغم الامکانيات الطبية المحدودة جداً والمعدومة أحياناً. کما لا يمکن لنا أن ننسی دور المرأة الصحافية والکاتبة التي رسمت أجمل لوحات ادبية عن ثورة شعبها وحاربت بقلمها الحرّ أکثر الأنظمة إجراماً في العصر الحديث. وکان أيضاً للمرأة دور اساسي وبارز ضمن وفد المعارضة السورية المشارک في مؤتمر جنيف 2 للمفاوضات خلال شهري کانون الثاني وشباط 2014 حيث واجهت مع باقي اعضاء وفد المعارضة وفد نظام الاسد سياسياً ودبلوماسياً وإنسانياً، وحملت مع زملائها صوت الثورة إلی العالم… واليوم نری ايضا دور المرأة السورية جليا في الهيئة العليا للمفاوضات وفي الوفد المفاوض خلال جنيف 3 جنباً الی جنب مع الفصائل الثورية العسکرية والتنظيات السياسية والحراک المدني في ايام تستعيد فيها الثورة ألقها من جديد وتعيد التزاماتها بشعاراتها الاولی«الشعب يريد اسقاط النظام»، و«الشعب السوري واحد». وکلکم شاهدتم يوم الجمعة الماضي في عنوان جمعه الثورة مستمرة هدير المظاهرات الذي عاد من جديد في کل بقعة من الاراضي السورية.
وبعد مرور خمس سنوات علی الثورة السورية اصبح من الضروري أن يتم تناول موضوع المرأة باهتمام اکبر. المرأة السورية تواجه العديد من المشاکل التي تبدأ بالنزوح والتهجير مرورا بفقدان الزوج و الأهل والأبناء ولاتنتهي بالاعتقال والعنف الجنسي والموت جوعا اوقنصا اوقصفا اوتحت التعذيب. ومرتکبوا جرائم حرب نظام الاسد، الميليشيات الطائفية، الاحتلال الروسي وحکم الملالي في طهران مازالوا خارج اطار المسائلة والمحاسبة….
وعلی الرغم من کل هذا الظلم الا أننا سنبقی محکومين بالأمل. الشعب السوري علّمنا ذلک بعودة شعار المظاهرات من جديد وباحياء روحية شعارات ثورة الحرية والکرامة. و کايمان بهذا الشعب العظيم أنا مؤمنة بأن المرأة التي واجهت رصاصات نظام الاسد وارهاب الميليشيات المتحالفة معه بهتافات الحرية، والمرأة الصحافية التي عملت في اخطر الظروف لکي تنقل للعالم ثورة شعبها، والمرأة الحقوقية التي توثّق الجرائم والانتهاکات وسط هذه الفوضی والمرأة التي تعالج الجرحي تحت قصف الطائرات والمرأة السياسية والدبلوماسية التي تناضل دفاعاً عن حقوق الشعب السوري وسط معارضة ذکورية هي المرأة التي تصنع الحاضر وتبني المستقبل، وهي المرأة التي ستنتزع حقوقها کاملة، وتلعب دورالريادة في المجالات السياسية والثقافية والإجتماعية والانسانية. »
وفي النهاية تحدثت الدکتورة نجاة الاسطل نائبة من المجلس التشريعي الفلسطيني من غزة وقالت:
«… اعتقد ان نضال المرأة في هذا اليوم وهو اليوم العالمي کان أساسا بسبب انتفاضة النساء انتفاضة العاملات في الولايات المتحدة الأمريکية من اجل نيل حقوقهن وفي هذا اليوم قتلت سبع نساء وتخليدا لذکری هولاء النساء کان اليوم العالمي للمرأه وانا اقول ان هذا اليوم هو اليوم العالمي للمرأة الفلسطينية وللمرأة الإيرانية وللمرأة السورية بامتياز. لانهن يواجهن اسوء انواع الظلم والإعتداء سواء من الاحتلال الاسرائيلي او من حکامهن وانا اقول ان نضال المرأة الإيرانية نضال علی حق نضال من أجل الحرية من أجل العدالة ومن أجل الديمقراطية، نحن معهن في قضيتهن وهي قضية عادلة کما وفي هذا اليوم اريد ان اذکربنضالات المرأة الفلسطينية منذ ما‌ئة عام حيث شارکت الرجل في جميع مراحل النضال ومع ذلک تقاوم وتعدم ميدانيا أمام شاشات التلفزة فانا اقول من الضروري کل نساء العالم يتحدن مع بعض من أجل قضايا شعوبهن وليس من أجل قضايا المرأة فقط، شعوبهن المقهورة شعوبهن التي تعاني من الظلم والفقر والعدوان ومن العنف، فان المرأة هي شريکة الرجل وهي تواکب نضال اوطانها فهي بحق تستحق ان نقدرها وليس في يوم واحد وهو اليوم العالمي للمرأة وانما نقدرها في جميع أيام العام انا اعتقد ذلک وواجب ان تعطی حقوقها لان حقوق المرأة من حقوق الإنسان التي نصت عليها جميع القوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان وقوانين الأمم المتحدة وبالتالي دائما نحن نلاحظ ان الظلم يقع علی المرأة أکثر من غيرها وعلی أفراد أسرتها وتکون تبعات العدوان وتبعات الاضطهاد وتبعات التطرف أکثر علی المرأة لانه يعتبرونها الطرف الأکثر ضعفا ولکن المرأة علی مدارالتاريخ وعلی مدار النضال انها مرأة قوية وقادرة خاصة المرأة العربية المرأة في فلسطين في سوريا وفي إيران کذلک، اثبت انها مرأة قادرة علی التحدي قادرة علی الصمود قادرة علی الثورة وقادرة علی ان تقول لا للظلم ولا للعنف وهي کذلک هناک مرأة تقاوم ومرأة تبني.. ان المرأة الفلسطينية استطاعت آن تخوض کل غمارالحياة وعملت علی جميع المستويات واعتلت کل المناصب من اعضاء المجلس التشريعي ومن وزيرات، قاضيات، محاميات، فانا اعتقد ان المرأة قادرة علی العمل في جميع الميدانين ومن هنا احيي المرأة ..احيي المرأة الفلسطينية في سجون الإحتلال احيي أهالي الشهداء والشهيدات ونحي الجرحی کذلک والجريحات وکذلک نحيي المرأة السورية ونحن معها وهي أمرأة عانت من ظلم وقع عليها کثيرا وهي أمرأة قادرة ان تقود وقادرة أن تغيرالواقع إلی واقع افضل. ومن هنا کذلک احيي المرأة الإيرانية في إيران في ليبرتي في أشرف وفي باريس نقول لهن باننا نشد علی أيديکن، نحن معکن من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة.. »

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى