العالم العربي

الحکومة العراقية تقر بارتکاب انتهاکات بحق المدنيين بالموصل

 


 
18/8/2017

للمرة الأولی، تقر الحکومة العراقية أن وحدة من قواتها الأمنية ارتکبت “انتهاکات” ضد المدنيين خلال معرکة” الموصل” التي انتهت في يوليو/ تموز باستعادة المدينة من تنظيم داعش.

قال سعد الحديثي المتحدث باسم المکتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن العبادي کان قد أمر بتشکيل لجان للتحقيق في الانتهاکات التي تحدثت عنها تقارير منظمات معنية بحقوق الإنسان، بالإضافة إلی تقارير صحفية، بينها تقرير لمجلة دير شبيغل الألمانية في مايو/أيار الماضي.
وتضمن تقرير المجلة الألمانية اعترافات وشهادات بعضها لعناصر من قوات الأمن العراقية تشير إلی قيام بعض من هذه القوات بارتکاب انتهاکات جسيمة، بينها القتل المتعمد لمدنيين بالموصل
وأضاف الحديثي في بيان أن اللجنة خلصت بعد الاستماع للمتهمين ومراجعة التقارير إلی التأکد من “وقوع تجاوزات ومخالفات واضحة قام بها عدد من منتسبي فرقة الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية، وثبوت ارتکابهم انتهاکات ضد مدنيين واعتداءات بالضرب والتهديد بالقتل”.

وذکر المصور أرکادي في تقريره أن عدداً من الأشخاص تعرضوا للتعذيب، مشيراً إلی وجود “نوع من التنافس” بين الشرطة و“قوات الرد السريع” علی الاغتصاب والقتل. والتقط شريطاً لشقيقين تعرضا للتعذيب طوال سبع ساعات بوسائل من ضمنها الصدمات الکهربائية، وتلقی أرکادي في وقت لاحق شريط فيديو يظهر علی ما يبدو مقتل الرجلين، کما تلقی فيديو عبر الهاتف يظهر فيه سجين مقيّد يتم إعدامه.
صور” دير شبيغل” أظهرت ايضاً المعتقلين المتهمين بالانتماء لداعش وهم يتدلون من السقف مربوطي الأيدي، وکتب الصحفي هؤلاء “سجناء يتعرضون للتعذيب حتی الموت والاغتصاب والطعن بالسکاکين.”
في البداية، کذبت قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية والمدعومة من قبل قوات التحالف، کذبت التقرير الذي نشرته الصحيفة الألمانية الاسبوعية “دير شبيغل” وقالت انه “مفبرک وغير حقيقي” وبثت شريط فيديو ينفي الاتهامات، ويظهر النقيب عمر نزار، الذي يقول التقرير إنه الشخص الذي مارس التعذيب، وهو يلتقي إثنين من الضحايا الذين ظهرت صورهم في التقرير علی أنهما خضعا للتعذيب. لکن شبکة “ايه. بي. سي” الأميرکية ذکرت أن نزار اعترف في مقابلة هاتفية بأن اللقطات المصورة کانت لحوادث حقيقية.
وکتب أرکادي في التقرير أنه کان ينوي في البداية کتابة قصة إيجابية حول صديقين إثنين في صفوف هذه القوات، لکنه قرر شيئاً آخر بعدما شاهد هذه الانتهاکات، ليخرج التقرير بعنوان “ليسوا أبطالاً إنما وحوش”. وأثار التقرير غضباً في العراق، حيث رأی البعض أنه يسعی إلی تشويه سمعة القوات العراقية من أجل حصول أرکادي وعائلته علی حق اللجوء في الخارج.
وقال انه، في البداية، کان ينوي توثيق بطولات القوات العراقية التي تقاتل داعش ولکن هذا قاد تدريجيا إلی کشف الجانب المظلم من الحرب .
واضاف ان الجنود الذين کان معهم سمحوا له بالتقاط الصور وتصوير مشاهد التعذيب المزعوم. والآن، فر من العراق مع عائلته حفاظاً علی سلامته.

زر الذهاب إلى الأعلى