أخبار إيران

المستشار السابق لليونامي يکشف عن تواطؤ مارتين کوبلر مع الحکومة العراقية والنظام الإيراني في انتهاک حقوق سکان أشرف وليبرتي

قناة الحرية (تلفزيون إيران الوطني)

12/12/2012


 
في مؤتمر عقد في البرلمان البريطاني لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان ناقش المشارکون واقع حقوق الإنسان المزرية في إيران مؤکدين ضرورة احالة ملف جرائم النظام الإيراني إلی مجلس الأمن الدولي ومحاکمة زعماء النظام واعلان مخيم ليبرتي مخيما للاجئين.
کما کشف طاهر بومدره المستشار السابق لمکتب يونامي في العراق عن تآمر مارتين کوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ضد سکان اشرف وليبرتي وتسهيل الممارسات القمعية ضدهم من قبل الحکومة العراقية والنظام الإيراني.


وفي ما يلي نص کلمة السفير طاهر بومدره أمام المؤتمر:
نواب البرلمان المحترمون .. سيداتي وساداتي .. إني سوف اتحدث عن الحقيقة وبالضبط عن الحقيقة .. الحقيقة التي شاهدتها في العراق وفي أشرف وکما أکدت في جلسة استماع في الکونغرس الأمريکي اني مستعد لادلي بشهادة أمام أي محکمة.
في الحقيقة  وفي خطوة استعراضية تم طلب مني ان ارسل رسالة إلی الحکومة العراقية أؤکد فيها علی ان الحکومة العراقية تتباحث وتتشاور مع سکان أشرف وتوفر لهم المستلزمات الطبية وبالمقابل الحکومة العراقية تطالب الأمم المتحدة بان تشهد علی انهم (أي العراقيين) يتعاملون في أشرف معاملة جيدة ازاء السماح لي بالوصول إلی السجناء وبقية حالات حقوق الإنسان.
دعوني ان أؤکد انه ومنذ البداية کانت الأمم المتحدة أي مکتبي ومکتب حقوق الإنسان الذي کان يشرف علی الوضع في أشرف ونحن کنا هناک في أشرف لمراقبة حقوق الإنسان هناک. اننا جعلنا تلک التوترات أو الاحری توجيه التهم إلی الاشرفيين حيث تم التشويه بداية في تقارير معينة وطبعا کانت ورائها حکومتين الإيرانية والعراقية.
وکما تعرفون کان هناک تقريرين الاول تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان والثاني تقرير مؤسسة راند. وفي الحقيقة کان هذين التقريرين اضافة إلی تقرير الأمم المتحدة وراء توجيه التهم إلی الاشرفيين. وکانوا يقولون لکل من کان لهم ارتباط مع الاشرفيين بانهم ارهابيين وقس علی ذلک.
وعندما بدأت عملي کرئيس مکتب حقوق الإنسان في بغداد شارکتهم بهذا الاتجاه. وفي التوجيهات التي کانوا يقدموني أکدوا لي بانه عليک ان تنتبه إلی انک تتعامل مع مجموعة ارهابية وفي الحقيقة کنت اتصور بانني اتعامل مع ملف الارهابيين. وتابعت هذا الملف لمدة 3 سنوات والنصف وفي هذه الفترة لم استلم أية تهمة من جانب الأشرفيين ويثبت عدم صحتها لاحقا ولم اواجه أية تهمة من جانب الحکومة العراقية ويثبت صحتها لاحقا. علی سبيل المثال عندما ذهبت إلی اشرف لتفقد جثث هؤلاء 36 الذين قتلوا في جريمة هناک وقمت بالاحصاء ورجعت إلی بغداد ومع باتلر السفير الأمريکي زرنا رئيس مکتب المالکي ومستشار الأمن الوطني للمالکي کما زرنا فرع حقوق الإنسان في مکتب رئيس الوزراء. إني قدمت لهم التقرير وقلت لهم بانه کان هناک 36 جثة ولقی مصرع 36 شخص. انهم تبادلوا لمحات بينهم کأنني کنت اختلق القصة. انهم لم يرغبوا في قراءة التقرير. إني طلبت منهم باجراء التحقيقات قالوا لي اننا سوف نقوم بذلک باسلوبنا. ما هو اسلوبهم لاجراء التحقيقات؟ إني جلست معهم في مکتب رئيس الوزراء حيث انهم عرضوا لي صور لقنابل يدوية وعدد من الاسلحة الخفيفة والمسدس والکلاشينکوف. ووضعوا صور علی الطاولة وعرضوها إليّ باعتبارها انها تؤکد وجود الاسلحة في مخيم أشرف وانهم أي الاشرفيون هم الذين استخدموا السلاح لقتل الاشرفيين.
ولم تتم فبرکة الصور بشکل محترف لانه بامکان الحصول علی هکذا صور في أي مجلة أو جريدة وليس لها قيمة. وتم توزيع الصور مع عدد من البيانات والتقارير بين السفارات في بغداد فيما کانت القوات الأمنية المتورطة في الهجوم علی أشرف تقوم باعداد هذه البيانات والتقارير فها هي تحقيقات من جانب الحکومة العراقية.
وکانت هذه التحقيقات التي اجرتها الحکومة العراقية ورضيت بها الأمم المتحدة. اذا أنهم طالبوا باجراء تحقيقات فها هي التحقيقات! انها کانت تقريرا لينهي القضية. ولم تطلب الأمم المتحدة أي تحقيقات آخر اطلاقا. ولم يحاولوا ان يفعلوا شيئا بهذا المجال فيما انني کنت دائما اذکر الممثل الخاص للأمين العام بانه علينا ان نشدد علی عملنا وعلينا ان نکون حازمين في تقاريرنا وعندما طالبنا باجراء تحقيقات لا يمکننا ان نتناسی التحقيقات بلامبالاة ويجب ان نتابع الموضوع الا انه لم يتم ذلک ابدا.
ولقی مصرع 36 شخص. وکان عليّ ان اشهد بالاحتفاظ علی 36 جثة لمدة 45 يوم وکما تعرفون في جو حار في العراق وبعد ذلک تم دفنهم في مقبرة بشکل مؤقت فيما کنت اطلب من العراقيين بالسماح لدفنهم بينما تم مطالبتي بان ارسل رسالة إلی القوات العراقية مفادها ان الاشرفيين هم الذين يمنعون دفن الجثث. حيث تبدأ الجثث بان تفسد بعد مضي 41 يوم وانا کنت اذکرهم دائما بانه ليس من القيم الاسلامية وهذا الاجراء يخالف الاسلام حيث وحسب تعاليم الاسلام يجب دفن الجثة فورا وبالرغم من ذلک انهم احتفظوا الجثث لمدة 41 يوم وعندما کانوا يريدون ان يدفنوا الجثث طالبوا مني ان أکتب رسالة أؤکد فيها بانه هم الاشرفيين کانوا يمنعون دفنهم.  ولم يشر إلی هذا الموضوع في تقرير الأمم المتحدة ولو کنت اشير إليه في تقريري فلم يذهب أبعد من مکتب الممثل الخاص للأمين العام في العراق.
اسمحوا لي ان أؤکد علی ان کوبلر وهؤلاء الذين کانوا قبله هم ساهموا في تقديم هذا الانطباع من الاشرفيين وساهموا في توجيه التهم إلی الاشرفيين. الا انه وبعد مجئ کوبلر تم الکشف عن الفضائح واظهر بان تواجد الأمم المتحدة هناک تساهم في اغلاق مخيم أشرف فيما تم التأکيد عليه بوضوح في مذکرة التفاهم.  ولکنني اذکر جيدا بانه وقبل مجئ کوبلر شارک الممثل الخاص قبله في جلسة بتاريخ 17 أيار/مايو 2010 وبحضور جميع سفراء الدول في بغداد وقال لهم بانه للأمم المتحدة أجندة واسعة في العراق ولا نريد ان نبدد طاقاتنا في هکذا قضايا بسيطة. ان هذه التصريحات مسجلة تماما. اذن السبب للموقف المعادي عن هذا الموضوع لدی الجميع هو ان الحکومة العراقية اشترطت لجميع الدبلوماسيين ان الوصول إليه أو إلی الحکومة برمتها والتسنی لهم أي شيء في العراق بانه عليهم ان يتعاملوا مع قضية أشرف حسب توجيهات وسياسة الحکومة. فعندما يقف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أمام الدبلوماسيين ويؤکد لهم بانه لا يسمح ان يبدد موضوع صغير مثل أشرف اجندة الأمم المتحدة فبامکان ملاحظة مدی الظلم الذي حصل هناک.       
واما بخصوص موضوع الوقود، قد أکدت الحکومة العراقية بالاستمرار بانها تزود السکان بما يکفيهم من الوقود فيما يؤکد الاشرفيون بانهم لا يستلمون الوقود. فعليّ ان اذهب هناک وافتش الخزان وکما تبين فيما بعد انه ومنذ البداية کل ما کان الاشرفيون يقولونه کان صحيحا وواقعيا. اذن عندما نعود ونرفع التقرير يجب علينا ان نضع في بالنا باننا موظفون في الأمم المتحدة حيث الکثير منا نحاول ان نحافظ علی وظيفتنا.
انهم ليسوا هناک ليدافعوا عن حقوق الإنسان اننا هناک لندافع عن وظيفتنا وموقعنا. اذن وقبل ان نقوم بأي عمل ما علينا ان نتأکد من ان الممثل الخاص للأمين العام راضي عنا علما بانني اعرف کلما اکتبه في تقاريري سوف يتم تنقيحه لدی نائب الممثل الخاص للأمين العام، فيما لديه موظفيه الذين لا يخرجون من المکتب وليس لديهم علم بما يحدث ميدانيا ولم يزور أحد منهم الاشرفيين وبالرغم من کل ذلک يرجح تقاريرهم علی تقريري انا الذي کنت في الساحة. فلذلک کلما يذکر في تقريري لم يصل إلی نيويورک ابدا کما لم يصل واشنطن اطلاقا. ما اقوله ينتطبق علی نظيري في السفارة الأمريکية لاننا کنا نزور أشرف معا ونرفع التقارير عما رأيناه وسمعناه بالحياد فيما لم تستلم نيويورک ولا واشنطن التقارير التي تتضمن الحقائق ميدانيا فقط لانه يتم تغيير کل شيء في مستوی مکتب الممثل الخاص للأمين العام ويتم صياغته باسلوب يجب ان يتم علی ضوئه. لاننا هناک لنرفع التقارير لمجرد نرضي ونريح الجميع! عندما يرتاح المالکي فالأمين العام للأمم المتحدة مرتاح، انه حقيقة. عندما بارکوا کوبلر في جلسة الجامعة العربية في بغداد قال لنا الأمين العام للأمم المتحدة بان کوبلر هو أفضل البارع في استراتيجي لي واقول بکلمة لانه يجعل المالکي مبتهجا.
اذن اصبحت الأمم المتحدة الالعوبة بيد الحکومة العراقية لتمرير سياستها کما تشاهدونه بحيث يتصورون باننا هناک کوسيلة لم تخفي. فيما أکد قرار الرقم 1770 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في عام 2007 بصراحة ان الأمم المتحدة متواجدة في العراق لتنفيذ مطالب الحکومة العراقية. اذن انا متأکد باننا سوف نستسلم عندما يقول المالکي بانني احتاج مساعدتکم. فلذلک بخصوص قضية أشرف علينا ان نفعل بالضبط کلما يريده المالکي واذا لم يکن راضيا فسوف يستبدل الممثل الخاص للأمين العام هذا ما حدث علی اد ملکرت حيث لم يتم يجدد العقد معه لانه ألح علی موقفه من الانتخابات في العراق. کان المالکي يريد اعادة فرز الاصوات لانه کان ممتعضا من انه حصل اياد علاوي علی اصوات أکثر منه حيث حصل علاوي علی 91مقعد فيما المالکي حصل علی 89 مقعد. فلذلک کان المالکي يريد اعادة فرز الاصوات.
ما رفضه اد ملکرت وقال: لا! کما أکدت لجنة الانتخابات بانه کانت الانتخابات نزيهة ولن نقوم بفرض الاصوات. انه کانت نهاية دور اد ملکرت وقال المالکي بانه لم يعد يقبله في هيئة اليونامي بعد وکان هذا نهاية مهمته. اذن کوبلر وبکل طموحاته يفعل بالضبط مثلما يريده المالکي واذا لم يقم بذلک فيضع أمام أعينه تجربة الممثل الخاص الذي کان من قبله.
واستخلص کلامي واقول اننا کنا متورطين في توجيه التهم إلی الاشرفيين.
من جانب آخر انتهکت الأمم المتحدة أحد مبادئها الاساسية وهو مبدأ البراءة. ان مکتبي متواجد في العراق ليدافع عن حقوق الانسان الأساسية والتأکيد علی ان کل شخص برئ الا ان يتم ادانته في المحکمة بعد اکمال المراحل القانونية هناک. الا اننا تعاملنا مع قضية اشرف نقيضا لذلک حيث استطيع ان اقول انه وفي کل التقرير التي اعده أي موظف في الأمم المتحدة في العراق افترضوا بان الاشرفيين ارهابيون وعليهم ان يثبتوا برائتهم. واذا کانت هناک حکومة تقوم بذلک فنقول قد يکون نتيجة اداء الحکومة الا انه عندما الأمم المتحدة تقلب القانون وتفترض الاجرام کمبدأ، فهذا الأمر غير مقبول واننا أکدنا في کل مناسبة بانه يجب ايقاف هذا التعامل. يجب ايقاف الافتراض بالذنب.
علی اي حال تم شطب الاشرفيين من قائمة الارهاب سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة وتم رفع التسمية عنهم في محاکم قانونية. انه لم يکن قرارا سياسيا وانما قرارا قضائيا بعبارة أخری اثبت برائتهم من قبل المحکمة ما يعتبر انتصارا للأشرفيين حيث انهم انتصروا في أي قضية وضعوها أمام المحکمة.  

زر الذهاب إلى الأعلى