العالم العربي

إفراغ داريا واستمرار التغيير الديموغرافي في سوريا

 


28/8/2016


ما حدث في مدينة داريا وإفراغها من سکانها، يعيد للأذهان تساؤلات واستفسارات حول الهدف الرئيس من الهدن التي يطرحها نظام الأسد علی المناطق المحاصرة والمنکوبة في سوريا، فماذا يبيت النظام في جعبته لهذه المناطق، بعد اتباعه سياسة التغيير الديموغرافي والسکاني، فضلا عن التدمير الممنهج الذي تعرضت له تلک المناطق منذ بدء الثورة .

إفراغ المناطق

وتعود الهدن التي عقدها النظام مع الثوار إلی أکثر من عامين ونصف، رکز خلالها علی العاصمة دمشق ومحيطها، ومدينة حمص وبعض المناطق في ريف حماة المجاورة لمناطق ينتمي سکانها للطائفة العلوية، حيث عقد سلسلة اتفاقيات وهدن، نص بعضها علی إفراغ مناطق بأکملها من سکانها، فيما شملت أخری الإبقاء علی السکان في مناطقهم بشرط تسليم الثوار لسلاحهم الثقيل ووقف العمليات العسکرية من قبل النظام والثوار.
وشملت هذه الهدن أحياء برزة والقابون وتشرين في مدينة دمشق، أما في جنوبي دمشق، فدخلت بلدات بيت سحم ويلدا وببيلا في هدنة مفتوحة مع النظام في شباط 2014، وفي أيار دخل حيّا القدم والعسالي في هدنة أيضاً.
وشملت الهدن أيضاً مدناً ومناطق غرب دمشق، بدءا من مدينة معضمية الشام، المجاورة لمدينة داريا، التي دخلت هدنة في 25 کانون الأول 2013 بعد معارک وحصار استمر أکثر من عام، ثم دخلت الهدنة مدينة قدسيا في 30 من تشرين الثاني 2015، کشرط رئيسي وضعه النظام لإعادة فتح الطريق وفک الحصار الکامل المفروض عليها.

وإيران أيضاً

التهجير القسري واحتلال المدن لم يقتصر علی نظام الأسد، فميليشيا حزب الله اجتاحت مدينة القصير بريف حمص عام 2013 وسيطرت أيضاً علی مناطق واسعة بريفي دمشق وحمص.
وکان ضباط إيرانيون ومحافظ حمص عقدوا في السابع من أيار 2014 اتفاقاً مع الثوار في مدينة حمص، خرج بموجبه الثوار من أحياء حمص القديمة نحو الريف الشمالي، بعد أن رزحوا تحت حصار کامل لمدة عامين ونصف في عدد من أحياء المدينة.

النابالم الحارق

أما هدنة “الزبداني، الفوعة وکفريا” فقد عقدها الطرف الإيراني مع ممثلين عن جيش الفتح في ترکيا، في بداية أيلول 2015 ونصت علی خروج المصابين ومن يرغب من أهالي وثوار مدينة الزبداني إلی مدينة إدلب، مقابل خروج المصابين ومن يرغب من الموجودين في قريتي کفريا والفوعة، ووقف العمليات العسکرية في المنطقتين.
وبعد انضمام داريا قبل أيام إلی مخططات “التغيير الديموغرافي” التي يقودها نظام الأسد وحلفاؤه وسط صمت دولي مريب، يری مراقبون أن حي الوعر بمدينة حمص هو الأقرب لتکرار سيناريو داريا، خصوصاً أن النظام صعد من حملته العسکرية علی الحي مستخدماً مادة النابالم الحارق في قصفه للحي المحاصر.

 

المصدر : اورينت نت

زر الذهاب إلى الأعلى