مريم رجوي

نص افادة مريم رجوي أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الامريکي- اللجنة الفرعية للإرهاب وحظر انتشار الأسلحة النووية- نيسان 2015

 
 
4/5/2015
 
سيد الرئيس، العضو الأقدم
النواب المحترمون
أشکرکم علی إتاحتکم الفرصة لي أن أتحدث معکم
اليوم يجتاح التطرف والتشدد الإسلامي المنطقة بشدة سواء بمسميات داعش أو ميليشيات ما يسمی بالشيعة من شرق أسيا إلی شواطئ جنوبي وشرقي البحر الأبيض المتوسط کما لم تسلم أوروبا وأمريکا من بطشه واعتداءاته.
 
لقد نقف بوجه الديکتاتورية الدينية القائمة علی التطرف الإسلامي بهدف تحقيق الديمقراطية في إيران علی طول السنوات الـ 36 الماضية.
قبل دخولي إلی التفاصيل دعوني أن أتطرق إلی بعض الملاحظات بشکل موجز:
ظهر التطرف والتشدد الإسلامي باعتباره تهديدًا للسلام والهدوء، بعد مجيء الديکتاتورية الدينية القائمة علی نظرية ولاية الفقيه إلی السلطة في إيران في عام 1979حيث کان هذا النظام مصدرا وبؤرة رئيسية لهذه الظاهرة المشؤومة في المنطقة والعالم لحد الآن.
إن الغاية الرئيسية للتطرف هي إقامة خلافة إسلامية وتطبيق أحکام الشريعة عنوة حيث لايعترف بأي حدود ولا فرق بين التطرف الشيعي والسني. إن السمات الرئيسية لهذه الظاهرة هي نزعتها الإقتحامية وممارسة العنف وإن البحث عن عناصر معتدلة بينها هو مجرد سراب.
وقد أصدرنا عام 1993 کتاباً تحت عنوان « التطرف الإسلامي، التهديد العالمي الجديد»[1] حذرنا فيه من هذا التهديد وبؤرته وقلنا إن هدف نظام الملالي من إنتاج قنبلة نووية هو تصدير التطرف والضمان لبقائه في السلطة. مع الأسف لم يؤخذ هذا التهديد بمحمل الجد وأن تجربة العقود الثلاثة الماضية تؤکد أنه اذا لم يتم اتخاذ سياسة حازمة حيال المصدر الرئيسي لهذه الظاهرة فستکون لها تداعيات أکثر خطورة.
مع الأسف إن غياب التصدي لتدخل النظام الإيراني في العراق بعد عام 2003 واحتلاله التدريجي من قبل النظام قد منح تسارعا غير مسبوقا علی هذه الفکرة المتحجرة والمتخلفة. کما إن الجرائم التي ارتکبتها قوة القدس عن طريق اثنين من صنيعين بيد النظام أي بشار الأسد والمالکي في سوريا والعراق وکذلک المجازر وعملية الإقصاء التي مورست بحق السنة في العراق وسط التزام الصمت من قبل الغرب، کلها تسبب في تعزيز داعش.
وانني أؤکد بان نظام الملالي ليس جزءًا من الحل للتطرف بل انه يشکل صلب المشکلة وان الحل الجذري هو تغيير النظام علی أيدي الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
ان النظام هو نظام هش جدا وأن الغالبية الساحقة من الشعب الإيراني يريد تغييرا جذريا وتحقيق الديمقراطية کما کان مشهودا في انتفاضة عام 2009. ان إستعراض مزيف للقوة من قبل النظام ليس هدفه الا التغطية علی عجزه الذاتي في تلبية مطالب ملايين من الإيرانيين في القرن الحادي والعشرين وناجم عن السياسة الضعيفة التي اعتمدها الغرب تجاه النظام. إن المقاومة الإيرانية وبسبب الدور المحوري الذي تلعبه منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بإعتبارها قوة ديمقراطية مسلمة تمثل نقيضا للتطرف.
من المستطاع ويجب القضاء علی ظاهرة التطرف الإسلامي سواء الشيعة أم السنة فيتطلب ذلک تشکيل تحالف دولي وإتخاذ الخطوات العملية التالية:
1.طرد قوة القدس بالکامل وإنهاء نفوذ النظام الإيراني في العراق والإشراک الحقيقي للسنة في السلطة وتسليح العشائر السنية لمسکهم ملف الأمن المحلي کما يعتبر ذلک امرا ضروريا للقضاء علی داعش.
2.دعم ومساعدة المعارضة المعتدلة والشعب السوري لإسقاط ديکتاتورية الأسد وإقامة الديمقراطية في هذا البلد.
3.الإعتراف بتطلعات الشعب الإيراني لإسقاط النظام الإيراني وإنهاء اللا مبالاة حيال الانتهاک البربري لحقوق الإنسان في إيران وضمان الحماية ومراعاة حقوق سکان مخيم ليبرتي اعضاء المعارضة المنظمة لمجاهدي خلق في العراق.
4.تعزيز الإسلام الحقيقي الديمقراطي والمتسامح بوجه القراءات المتطرفة عنه.
5.قطع جميع الطرق علي النظام الإيراني من حصوله علی القنبلة الذرية.
السيد الرئيس
ان الحديث في ما يتعلق بالتطرف والتشدد الإسلامي والذي أصبح منذ زمن تهديدا رئيسيا عالميا واستباح إنجازات الحضارة البشرية بشکل واسع لم يکن بحثا نظريا وأکاديميا بحتا بل ان الغاية هي إيجاد حل عملي ومشروع لإنقاذ البشرية من هذه الظاهرة المشؤومة.
مع أن التطرف الإسلامي أخذ أبعاداً أکثر إثارة للقلق خلال الأشهر الأخيرة مع ظهور داعش وتفاقم الأزمة في العراق وسوريا واليمن إلا أن ذلک لم يکن أمرا مجهولا لدی الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. وإننا حذرنا في عدة مناسبات منذ 22 سنة وبعد إنهيار الإتحاد السوفيتي وإنهاء حرب الکويت في عام 1991 خاصة في الولايات المتحدة بأن التطرف الإسلامي يشکل تهديداً عالمياً جديداً إلا أنه ومع الأسف لم يؤخذ هذا التهديد بمحمل الجد.
واليوم جثث الفتيات الباکستانيات المضرجات بدمائهن وخطف النساء والفتيات الأبرياء في نيجيريا وقطع رؤوس الشباب الأبرياء في العراق وسوريا والتشريد القسري لعشرات الآلاف منهم والقتل الشنيع والابادة الجماعية للسنة في العراق وخطفهم وتشريدهم وتهجيرهم والهجمات الإرهابية في باريس وکوبنهاغن ومواصلة ازدياد وتيرة الإعدامات الشنيعة في إيران وقتل وتسجين أتباع الأقليات الدينية ، کل ذلک قد جرح بشدة ضمائر البشرية المعاصرة. وحاليا الکل سواء في الشرق الأوسط أو في اوروبا وکل أرجاء المعمورة وجدوا أنفسهم أمام أکبر تهديد في التاريخ المعاصر وهو: تحدي التشدد تحت يافطة الإسلام.
السؤال المطروح هو ما السبب الرئيسي لنشأة ونمو التطرف الإسلامي وأين تقع بؤرته؟ هل هناک فرق بين التشدد الشيعي والسني؟ هل کان من الممکن تفادي تجذر هذا السرطان الخبيث؟ وأخيرا هل يمکن قهر هذه الظاهرة المشؤومة واذا کان الجواب نعم ما هي ستراتيجية التغلب عليه؟
ان الجواب علی هذه الأسئلة حيوي جدا کونه يمکن أن يکون دليلاً للحصول علی حل واتخاذ سياسات مناسبة تجاه هذه الظاهرة المشؤومة.
 
 السبب الرئيسي لنشأة ونمو التطرف وبؤرته الرئيسية

نظام «ولاية الفقيه» الذي أسسه الخميني بسرقة قيادة ثورة شعبية – بسبب کون قيادة الثورة مأسورا وقمع الحرکات الديمقراطية والتقدمية من قبل نظام الشاه- ، قد أسس لأول مرة في التاريخ المعاصر نظاماً قد دمج فيه الحکم السياسي في السلطة «الدينية». أي وضع استبداد مطلق علی غرار الاستبداد في قرون الظلام تحت غطاء الدين.
إن الهدف البعيد والمعلن من قبل المتطرفين، کان إقامة خلافة إسلامية وتطبيق أحکام الشريعة عنوة. إنه هو القاسم المشترک والعنصر الأساسي في التطرف سواء السني أو الشيعي، والخلافات بينهما بالمقارنة بهذا العنصر تعتبر فرعية بامتياز. وهذا ما أطلق عليه الخميني اسم ولاية الفقيه المطلقة وأکد أن حفظ الحکم الإسلامي هو يتقدم علی کل شيء.
وأن السمة البارزة في هذه الظاهرة هي نزعتها الاقتحامية وممارسة العنف. انها لا تعترف بأي حدود وأن بقائها مرهون بتوسيع الإرهاب والتطرف إلی خارج الحدود.
ولهذا السبب فإن حکم هذا النظام ومنذ اليوم الأول بدأ مع أعمال القتل والتعذيب والإعدامات اليومية وعمليات الرجم وفقء العين وبتر الأطراف ومازالت هذه الأعمال متواصلة. کما وفي الوقت نفسه قام النظام بالتدخل في شؤون الدول الأخری وتصدير الإرهاب والتطرف.
وبما أن ولاية الفقيه والديکتاتورية الدينية لا تنسجم مع العالم اليوم ومتطلبات الشعب والتطورات العصرية وليست قادرة علی حل أي مسألة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية وثقافية في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين، لذلک تعتمد حصرا علی القهر الصارخ الذي تمارسه تحت غطاء الإسلام من أجل مواصلة حکمها. وبنی الملالي کل نظامهم علی أساس أن تعيد عقارب الزمن إلی الوراء، باستخدام القهر والعنف والقتل ومن أجل ذلک ارتکبوا شتی أنواع الجرائم البربرية.
وفي داخل إيران حاولوا من خلال إقصاء المرأة من الحياة السياسية والاجتماعية وفرض التمييز والقمع الوحشي بحقها وفرض التحجب القسري عليها أن يختلقوا أجواء الرعب والخوف في المجتمع. فعطلوا کافة الجامعات لمدة (3) سنوات بحجة «الثورة الثقافية» حتی تتأسس المؤسسات التعليمية التي يرغبها الملالي الحاکمون. کما أغلقوا کافة الصحف المنتقدة وأعلنوا حظر جميع المنظمات والأحزاب والتنظيمات السياسية المعارضة للنظام وتعرضت الأقليات القومية لأشد أعمال القمع والقهر والتمييز. کما أن الأقليات الدينية واجهت اضطهاداً وحرماناً شديداً. وسرعان ما تحولت هذه السلوکيات الإجرامية لتأخذ طابعاً دستورياً أو تدخل في قوانين الجزاء والقوانين المدنية للنظام ومازالت قائمة.
وهذه هي بالضبط النسخة التي يتبعها اليوم المتشددون في الدول الأخری سواء الشيعة أو السنة منهم.
الواقع أن هذا النظام هو يتعارض مع الدين الإسلامي تماما ويتعارض تعارضاً بالغاً مع المعايير الدولية، اسمه في إيران نظام ولاية الفقيه مع کل الخصوصيات والسمات والسلوکيات التي تتبلور في المتشددين السنة باسم الخلافة الإسلامية.
إن هذا النظام لا يستوعب أي تغيير من داخل ذاته لا قانونياً ولا من حيث السلطة الدينية وسيتم تصفية کل من يحمل شرخة ولو قيد أنملة في سلطة ولاية القفيه.
ويؤکد دستور النظام الإيراني في ضرورة تأسيس قوات الحرس مهمتها لکي تکون حارسة علی نظام ولاية الفقيه ومدها الی أجزاء أخری من العالم الإسلامي.[2] إلی جانب تأسيس (75) جهازاً قمعياً آخر للسيطرة علی المجتمع وقمعه وهو نظام قد أعدم لحد الآن (120) ألف معارض سياسي بدءا من الفتيات بأعمار (13) عاماً وإلی نساء حوامل وأمهات وآباء طاعنين في السن.[3]
إن تصدير هذه الفکرة المتخلفة التي وصفها الخميني بأنها ثورية، يشکل جزءاً لا يتجزأ من السلوک الذاتي لهذا النظام. لقد أوضح مسعود رجوي النظرية الرئيسية لتصدير التطرف کالتالي: «الخميني وبما أنه کان عاجزاً عن قيادة الطاقة الهائلة المحررة في الثورة المضادة للملکية في مسار الحرية والديمقراطية والتنمية، فقد استنزف جزءا منها في الحرب مع العراق والجزء الآخر قد سوّقه إلی خارج البلاد بذريعة تصدير الثورة».
والحقيقة أن وجود مجتمع شاب لاهب أسقط الديکتاتورية السابقة يمثل دينامية دائمة لزعزعة النظام القائم المتخلف تاريخياً وبالتالي هو الدافع لهذا النظام لتصدير آيديولوجيته المتخلفة إلی الخارج والتعتيم علی أزماته الداخلية. ودستور النظام يعترف بـالاعتداء وتصدير الأزمة والإرهاب والتطرف تحت عنوان «الحماية الکاملة لمستضعفي العالم» و«وحدة العالم الإسلامي». وتم التأکيد علی هذا الأمر في مواد (3و11و154) وهي تشکل من أرکان السياسة الخارجية للنظام.[4]
أول دعوة وجهها الخميني والملالي في تصدير «الثورة الإسلامية» للعراق وإقامة حکم مشابه في هذا البلد هي التي کانت قد مهدت الطريق لحرب بدأت فيما بعد بشن العراق هجوماً علی العراق. وکان هدف النظام من التطاول علی العراق منذ عام 1979 ومن ثم استمراره في الحرب الخيانية بشعار فتح القدس عبر کربلاء هوتصدير الإرهاب والتطرف إلی العالم الإسلامي. وکان الخميني قد کان صائبا في تشخيصه بأن العراق يشکل منصة للانطلاق للوصول إلی العالمين العربي والإسلامي في الوقت الذي کانت الأسرة الدولية ومن ضمنها مجلس الأمن الدولي تدعو الی وقف الحرب ووقف إطلاق النار. انظروا الی الخريطة الملحقة، انها منشورة من قبل قوات الحرس الإيراني في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي حيث تبين طموحات الخميني في خضم الحرب الإيرانية العراقية وتبرز بأن العراق هو رأس جسر الوصول إلی الهيمنة علی العالم الإسلامي. مع أن الخميني باء بالفشل في تلک الحرب إلا أن هذا الطموح قد تحقق علی أرض الواقع من قبل خلفائه بسبب عدم وعي المجتمع الدولي لهوية وأهداف النظام واتخاذ بعض السياسات الخاطئة في التعامل مع النظام. انظروا کيف أن هذا النظام قد تطاول اليوم علی تلک البلدان التي کان قد خطط لها آنذاک.
وفي عام 1988 وبسبب الدور الذي لعبه الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، عندما اضطر الخميني الی وقف الحرب التي سقط فيها مليون مواطن إيراني قتيلا ومليونان آخران جريحاً ومعاقاً، فقد قام بإبادة أکثر من (30) ألفاً من السجناء السياسيين غالبيتهم کانوا مجاهدين مسلمين شيعة في عملية مجزرة طالت عدة أشهر في محاولة له لقطع طريق الاعتراض علی المجتمع.[5]
وها هو اليوم نفس المسؤولين عن تلک المجزرة يتبوأون مناصب في الأجهزة الحکومية سواء في حکومة روحاني أو السلطة القضائية للنظام.[6]
وبموازاة الحرب مع العراق ولاسيما بعد الحرب خارج الحدود الإيرانية، صرف النظام الإيراني نفقات هائلة لفتح مراکز ما يوصف بتدريبية وثقافية في مختلف الدول لکي يروج آيديولوجيته المتشددة ويجند مقاتلين له. وقدم في الکثير من البلدان بما فيها لبنان وفلسطين وسوريا والعراق الدعم لهؤلاء الإرهابيين (الشيعة والسنة) بالتدريب والمال والسلاح.
إضافة إلی ذلک فان النظام ومنذ بداية حکم الملالي قد حاول مد التطرف من خلال احتجاز (52) أمريکيا کرهائن لديه لمدة (444) يوماً في السفارة الأمريکية وکذلک تفجير مقر قوات المارينز الأمريکية في بيروت في عام 1983 وتأسيس حزب الله في لبنان والمجلس الأعلی للثورة الإسلامية في العراق ومجموعات صغيرة وکبيرة أخری في الدول الإسلامية الأخری واحتجاز رعايا الدول الغربية في لبنان.
انها ليست سياسة تتعلق بالماضي، وانما قد تکثفت سياسة التدخل في الدول الأخری في السنوات الأخيرة وأخذت أبعاداً نوعية متفاوتة.
وبذلک فقد تبلور قلب التطرف في هيئة وأبعاد جديدة وبالاعتماد علی المرکز الثقافي والتاريخي الاستثنائي الذي تتمتع به إيران إلی جانب تمتعها بأکبر احتياطيات النفط في العالم.
الواقع أن إيران ومنذ العقود الأولی لظهور الإسلام، قد تحولت الی مرکز ثقافي في العالم الإسلامي وقد أثرت تطوراتها علی مدی 14 قرناً مضت علی کافة التطورات في العالم الإسلامي، ولکن مع الأسف وبمجيء الخميني إلی الحکم قد تحولت إيران خلافاً للماضي إلی بؤرة رئيسية لتصدير التطرف وعرابة لکافة المتشددين والإرهابيين في الشرق الأوسط.
إن التطرف الإسلامي تمکن بوجود نظام ولاية الفقيه في إيران من التحول إلی خطر عالمي جديد. وبدون آلية السلطة في بلد مثل إيران لما کانت التيارات المتخلفة قادرة علی الانتعاش والتحول إلی هذه الدرجة من الاستيعاب والآفاق للتطاول علی شکل قوة مدمرة.
ان تحول التطرف إلی خطر عالمي لم يکن يتحقق لولا وجود بؤرة رئيسية مثل إيران وهي بلد کبير وغني واقع في موقع استراتيجي متنفذ انحصارياً في العالم الإسلامي. وعلی هذا المنوال وبانهيار هذه البؤرة الرئيسية تبوء هذه الظاهرة المشؤومة في کل العالم بالفشل والضعف والعزلة ولن تعود خطراً علی العالم.
 
فکرة خاطئة لفصل التطرف بين الشيعة والسنة

خلافاً للحقائق التي ورد توضيحها أعلاه، وبما أن داعش والمتطرفين السنة علی الظاهر لا علاقة لهم بملالي طهران وحتی في بعض الحالات يکنون العداء بعضهم بعضاً، فهناک فصل مصطنع بين التطرف السني والتطرف الشيعي وحتی ينظر في بعض الأحيان إلی النظام الإيراني کشريک يمکن الاعتماد عليه لمحاربة داعش.
بينما نظام الملالي الحاکمين في إيران يسخرون المجموعات المتطرفة المسماة بالسنة کما المجموعات المتطرفة المسماة بالشيعة حيثما اقتضت مصالحهم. إنهم يمسکون زمام حزب الله الشيعة في لبنان بيده کما يزودون المجموعات السنة المتشددة في الدول العربية بالسلاح. ونری أن النظام قد قدم طيلة الأعوام العشرين الماضية وفي مقاطع کثيرة للمتشددين السنة مثل القاعدة أکثر الامدادات، منها استضافتهم لعدد کبير من قادة القاعدة منذ عام 2001 فصاعداً وتسهيل عبورهم إلی العراق وسوريا وغيرهما من البلدان الإسلامية.
وفي شباط/فبراير 2012، صرح الخامنئي: الثورة الإسلامية تعتقد أن مساعدة المجاهدين من أهل السنّة ، والمجاهدين الشيعة واجب شرعي دونما تمييز بين هذا وذاک.[7]
وفي 4 حزيران/ يونيو 2014 أي قبل احتلال الموصل من قبل داعش بثلاثة أيام قال في کلمة علنية لا تخطأوا، العدو هو أمريکا والجماعات التکفيرية هي فتنة. [8]
وفي ثقافة النظام، تطلق عبارة «فتنة» علی معارضي داخل النظام.
والأهم من کل ذلک، لو لم يکن تحکم النظام الإيراني في العراق ورئيس الوزراء الصنيع له أي المالکي وعمليات الإبادة التي استهدفت السنة في البلاد، ولو لم تکن إبادة (250) ألف من أبناء الشعب السوري علی يد النظام الأسدي وقوة القدس للملالي، لما کان لداعش هکذا فرصة من النمو والامتداد.
الخميني مؤسس الديکتاتورية الدينية طلب في وصيته بالإطاحة بحکومات کافة البلدان الإسلامية وطرد قادتهم وإقامة « دولة إسلامية واحدة تنضوي تحت لوائها جمهوريات حرة ومستقلة».[9] کما ان تعريف الخامنئي في نظام ولاية الفقيه هو المرجع الديني للشيعة والولي الفقيه لمسلمي العالم.[10] جدير للانتباه أنه عندما يمسک بالسلطة فهو الحاکم علی جميع المسلمين.
قوة القدس الإرهابية التي تأسست قبل ربع قرن، هي آلة لسياسة تصدير التشدد ليس فقط بين الشيعة وانما بين السنة أيضاً.
ومن الناحية النظرية فان التطرف هو نظرية انحرافية في الإسلام وما يعرض تحت اسم الشيعة أو السنة علی شکل التطرف، هو التطرف ذاته، فکلاهما يقارع المرأة والتمييز الديني وکلاهما يفرض الدين والعقيدة بالقهر خلافاً لنص القرآن وکلاهما يستخدم أعنف العقوبات اللاإنسانية حب القوانين المعتمدة في الألفيات السابقة تحت عنوان الشريعة وکلاهما يعمل علی نوع من الخلافة الرجعية أي الاستبداد الهمجي الفردي. أحدهما يطلق عليه ولاية الفقيه المطلقة والآخر يطلق عليه الخلافة. وقبل ثلاثة عقود کان الخميني مؤسس النظام قد قال بصراحة في کلمة علنية: «نريد خليفه يقطع الأيدي ويمارس الحدود ويرجم».[11]
إلا أن المتطرفين الشيعة وبما أنهم معتمدون علی قوة إقليمية أي النظام الفاشي الديني الحاکم في إيران، فهم الأخطر بکثير. فانظروا الی المشهد العراقي! انظروا الی ما يجري يومياً، جرائم الميليشيات المسماة بالشيعة التابعين للملالي ليست أقل من جرائم المتطرفين السنة وأمثال داعش، وأنهم علی الأمد البعيد يشکلون خطراً أکبر من نظرائهم السنة علی کيان العراق وتهديداً للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة برمتها. وبهذه الميليشيات المسماة بالشيعة قد حول الملالي أربع عواصم عربية إلی مشهد لأعمالهم الدائرة بالقتل والدمار.
المجاميع الميليشياوية في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن هم يعملون تحت سيطرة ودعم کامل لقوات الحرس والخامنئي. النظام الإيراني هو الراعي الرئيسي والعامل الأصلي لاستمرار حکم بشار الأسد في سوريا.
في إيلول/سبتمبر 2014 قال عضو في برلمان الملالي: «في الوقت الحاضر هناک 3 عواصم عربية بيد إيران وصنعاء ستکون العاصمة الرابعة…. واننا نسعی لتوحيد الدول الإسلامية».[12]
وفي تلک الأيام أعلن أحد أئمة الجمعة للنظام أن حدود الجمهورية الإسلامية قد وصلت الآن إلی اليمن.[13] کما أن کبار مسؤولي النظام بينهم المستشار العالي للخامنئي قد أکد علنياً وبصراحة أن سوريا هي محافظة إيرانية.[14]
محصلة الکلام هي أن محور التطرف سواء من الناحية الآيدولوجية والسياسية أو من حيث المال والسلاح والاسناد اللوجستي، هو نظام الملالي الحاکمين في إيران. وبعيد عن أي ارتباط سياسي ومادي معين لهذه المجاميع بالنظام الإيراني، ما يکتسي أهمية حاسمة هو وجود قوة متطرفة قائمة علی السلطة (أي نظام ولاية الفقيه) حيث يمثل قدوة ومصدر إلهام لتکون کل المجموعات والخلايا المتطرفة. بدون هکذا حکم لما کانت البيئة الفکرية والآيدولوجية والسياسية والقاعدة المرکزية والنقطة المحورية المعتمد عليها تتحقق لظهور ومد هذه المجموعات.
من الواضح أنه طالما لا يستبدل حکم الملالي في طهران بحکومة ديمقراطية ومتسامحة وتعددية فإن مشکلة التطرف الإسلامي ستبقی علی حالها رغم محاربتها عسکرياً وأمنياً وستظهر کل مرة بأشکال متفاوتة.
 
مکانة القنبلة النووية في تصدير التطرف والإرهاب
القنبلة النووية تمثل للنظام الإيراني، ضماناً لبقائه وتفتح الطريق أمامه لتصدير التطرف. وکان الرئيس الأسبق علي أکبر هاشمي رفسنجاني والرئيس الحالي لمجمع تشخيص مصلحة النظام قد أکد في مطلع التسعينيات من القرن الماضي أنه اذا ما حصلنا علی القنبلة النووية فمن يستطيع منع وصول تصدير الثورة إلی البلدان الإسلامية.
إن فتوی الخامنئي بشأن تحريم السلاح النووي ليست إلا خدعة. قبل سنوات کان الخميني قد وصی الخامنئي بتوجيهات بأنه متی ما اقتضت مصلحة النظام «بإمکان الولي الفقيه أن يلغي العقود الشرعية التي أبرمها مع الناس من جانب واحد…».
النظام الإيراني يريد من خلال الحصول علی القنبلة النووية أن يخل بتوازن القوی وبتبعه يفرض سلطته وهيمنته علی المنطقة واذا ما حصل النظام الإيراني علی القنبلة النووية أو يصل إلی أبواب النووية فإن المشکلة الأهم لن تکون السباق في التسلح النووي في المنطقة لکونها هي مشکلة ثانوية وانما المشکلة الأعظم ستکون أن نظاماً دينياً فاشياً سيسلط علی المقدرات السياسية والاقتصاديه والعسکرية في المنطقة والکثير من الدول الإسلامية.
التصور بأنه إذا تم اتخاذ الصمت أو انتهاج خط المساومة مقابل صولات وجولات النظام في المنطقة، فان عملية المفاوضات النووية تمضي إلی الأمام، فهو تصور قاتل والنظام الإيراني يوحي بذلک بشتی الطرق وهو الذي ربح کثيراً منه في مسار تمرير أهدافه في المشاريع النووية وکذلک في تدخلاته في المنطقة. کلما وقفتم بوجه هذا النظام فهو يتراجع وکلما منحتم له تنازلات فانه يتقدم إلی الأمام.
 
البرنامج النووي: النخوة الوطنية أو توسيع التطرف في المنطقة؟

 

ان وصف برنامج السلاح النووي للملالي بـ «النخوة الوطنية» الإيرانية، اساءة إلی الشعب الإيراني. کون الشعب الإيراني لايريد المشروع النووي للملالي. لذلک فان منح تنازلات للملالي تحت هذه الذريعة أمر مرفوض. الملالي هم بحاجة إلی السلاح النووي لضمان بقائهم علی السلطة ومد أفکارهم المتخلفة في المنطقة وهذا يخالف مصالح الشعب الإيراني وطموحاته. إيران ليست بحاجة إلی الطاقة النووية. الطاقة النووية في إيران ليست اقتصادياً. نظام الملالي قد أنفق مئات المليارات من الدولارات علی البرنامج النووي في الوقت الذي تفتقر البلاد إلی مصافي التکرير الضرورية بسبب عدم أي تخصيصات في صناعة النفط وتستورد البانزين المکرر من الخارج وهذا يعد کارثة.[15]
ان التجربة الأعوام الـ36 الماضية أثبتت أن الملالي يفهمون لغة الحزم والقوة فقط. واذا کان هناک أحد لا يريد ملالي مجهزين بالقنبلة النووية ويقف بجانب الشعب الإيراني فيجب أن يتخلی عن المساومة ومنح تنازلات للاستبداد الديني الدموي، المصرف المرکزي للإرهاب ومحطم الرقم القياسي في الإعدام وأن يعترف بحق الشعب الإيراني من أجل المقاومة والحرية. وعلی هذا الأساس أعلن باسم مقاومة الشعب الإيراني:
1- المشاريع النووية کلها مشاريع لاوطنية وأن الشعب الإيراني يعارضها بقوة. اننا ننادي بإيران ديمقراطية وغير نووية. هناک مالايقل عن (50) مليون من أصل (80) مليون من أبناء الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر.
2- الوصول الی القنبلة النووية وانتهاک حقوق الإنسان وتصدير التطرف والإرهاب جزء لايتجزأ من الحکم الديني القائم. حقوق الإنسان داخل إيران وقطع دابر الملالي في خارج إيران وبالتحديد في العراق وسوريا ولبنان واليمن وافغانستان هم مؤشرات حقيقية لتخلي هذا النظام عن القنبلة النووية. أي شيء أقل من ذلک يقدم وتحت أي يافطة کانت ما هو إلا خداع الذات وقبول کارثة نووية الملالي.
3-زيادة (6) أو (9) أشهر إلی نقطة الانطلاق، بشأن نظام کان منهمکاً لمدة ثلاثة عقود في الإخفاء والتستر والخداع، لا يمکن أن يکون خياراً، بل الضمان الوحيد لأمن العالم نووياً هو تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الستة بکاملها ووقف کامل التخصيب ودفع الملالي إلی تفکيک مواقعهم النووية ومشاريع أسلحة الدمار الشامل والصواريخ المتعلقة بها.
4- أعمال التفتيش المفاجئة في أي زمان ومکان لجميع مواقع نظام الملالي العسکرية والمدنية خطوة ضرورية لضمان منع الملالي من الحصول علی القنبلة النووية.
5-مسائلة النظام فيما يخص الأبعاد العسکرية للمشاريع النووية والخبراء النوويين وشبکات تهريب الأجهزة النووية ضرورة تخلي نظام الملالي عن القنبلة النووية.
6- نظرية فرض إعادة العقوبات في حال انتهاک التوافق والتضليل من قبل النظام، ليست أمراً عملياً کما انها ليست منطقياً. لا يجوز رفع العقوبات عن النظام قبل نزع سن نووية الملالي وأن ضخ الأموال نحوه في الوقت الذي لم يتم توقيع توافق معه سيصب في انفاقها لشراء الأسلحة مثل الصواريخ المتطورة من روسيا.
 
التوسع الحالي للتطرف الإسلامي کان يمکن تفاديه

 

قوة التطرف الإسلامي وبؤرته لم تتأت من أسسه وطاقاته لکسب السلطة، وانما ناجمة عن عدم التعامل المبکر مع هذه الظاهرة کما انه ناتج عن عدم فهم صحيح للتطرف الإسلامي الذي أدی إلی سياسات خاطئة. وبالتحديد:
1- لامبالاة تجاه تهديد التطرف الإسلامي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحرب الخليج في عام 1991.
2- ان التطورات بعد 11 سبتمبر في المنطقة قد أدت الی تمييع دور النظام الإيراني باعتباره بؤرة التطرف ومنحت له فرصة تنفيذ مشاريعه لتوسيع التشدد في المنطقة.
3- عدم منع التدخلات المتزايدة لنظام الملالي في العراق بعد عام 2003 مما أدی إلی تسليم العراق تدريجيا إلی النظام الإيراني. الأمر الذي لم يتمکن النظام الإيراني من الحصول عليه طيلة الحرب الـ8 سنوات مع العراق ودفع مليون قتيل ومليوني جريح ومعاق وتحمل ألف مليار دولار من الخسائر الاقتصادية وتدمير (3) آلاف مدينة وقرية إلا أنه قد حصل عليه الآن دون أي ثمن. فسلطة الملالي هذه علی العراق خاصة في عهد المالکي هي ناجمة عن أحد أکبر الأخطاء السياسية والجيوسياسية بعد الحرب العالمية الثانية حيث أفضت إلی ظهور العديد من المشکلات التالية مثل نشأة داعش والوضع في سوريا واليمن.
4-تجريد منظمة مجاهدي خلق من السلاح وحصرها باعتبارها المعارضة الرئيسية لنظام الملالي والحرکة المنظمة المسلمة الوحيدة المناهضة للتطرف وتسليمها في الخطوة التالية إلی الحکومة الصنيعة للنظام الإيراني في العراق والصمت واللامبالاة تجاه عمليات الإبادات المتکررة بحقها.
فضلا عن أن منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي هو ائتلاف للقوی الديمقراطية من أجل تغيير النظام في إيران تم تصنيفهما في القائمة الإرهابية وعمليا تم تجميد جهدهم وطاقاتهم الهائلة الرامية إلی التغيير في إيران لمدة (15) عاماً. وهذا کان أفصح رسالة إلی النظام الإيراني أن بإمکانه مواصلة سياساته في مجال الحصول علی القنبلة النووية وتصدير الإرهاب والتطرف بفراغ البال ودون هاجس من معارضته المشروعة والشعبية.
فيما لو کانت سياسة حازمة من قبل الدول الغربية ودعماً لطموحات الشعب الإيراني للتغيير وکذلک سياسة متفاوتة تجاه المقاومة التي هي نقيض تطرف الملالي، لکان بالإمکان وقف مد التطرف والتشدد والإرهاب تحت غطاء الإسلام.
الائتلاف الإقليمي وعمليات عاصفة الحزم لإخراج اليمن من احتلال عملاء هذا النظام، هو أول حاجز تشکل بعد 25 عاماً مقابل التدخلات المتزايدة للنظام الإيراني في المنطقة.
لقد حان الوقت اتخاذ الدروس من التجارب الماضية، وکانت المقاومة الإيرانية قد حذرت منذ عام 1993 من خطر التطرف الناجم عن النظام الإيراني. کما اننا کشفنا منذ عام 2003 باستمرار عن تدخلات النظام الإيراني في العراق ولکنها لم تؤخذ بمحمل الجد مع الأسف. کما إنني أؤکد من جديد اليوم أن الملالي ليسوا جزءاً من الحل وانما هم جزء من المشکلة. يجب الوقوف بوجه تدخلات النظام الإيراني في العراق ولا يجوز اضفاء الشرعية للميليشيات التابعة له في العراق تحت أي عنوان کان. الحل يکمن في قطع دابر هذا النظام في العراق.
 
المساومة من أجل الحد الأقصی للاحتفاظ بالحد الأدنی

 

إن تصدير الإرهاب والحرب والاغتيال تحت اسم الإسلام إلی خارج الحدود، هو ضرورة حفظ السلطة للنظام الحاکم في طهران، وهو واحد من السمات الأساسية للتطرف العائش علی النزعة الاقتحامية. واذا ما تم إعادة هذا النظام إلی داخل الحدود الإيرانية واذا ما أرغم علی التخلي عن مشاريعه النووية، فان مکامن الوهن الأساسية للملالي ستظهر وأن وتيرة اسقاطه سترتفع بسرعة فائقة..
هذه هي حقيقة أکدها الخامنئي وغيره من قادة النظام مرات عديدة بقولهم ان خطوة تراجع تتلوها بداية مسلسل تراجعات حتی سقوط النظام.[16]
وقال أمين المجلس الأعلی لأمن النظام علي شمخاني في ديسمبر/کانون الأول 2014 أثناء مصرع أحد کبار قادة قوة القدس في العراق: « الأشخاص الذين في قلوبهم مرض يروجون الإشاعات هذه الأيام بأنه ”ما العلاقة بين سامراء وحميد تقوي وما شأننا بما يحدث في العراق وسوريا. الجواب علی هذا السؤال واضح: إذا لم يدفع أمثال تقوي دمهم فعلينا أن ندفع الدم في سيستان وآذربايجان واصفهان وشيراز» (وکالة أنباء فارس 29 ديسمبر/کانون الأول2014).[17]
ومثلما أثبتت الانتفاضة في عام 2009 أن الشعب الإيراني خاصة الشباب والنساء يتصيدون الفرصة لإحداث تغيير أساسي في النظام برمته. المتطرفون في الدول العربية وحتی بعض العواصم الأوروبية يجندون الشباب، فيما يخوض الشباب في إيران المواجهات ضد المتطرفين الحاکمين. ان أبناء الشعب الإيراني يجربون منذ (36) عاماً هذه الظاهرة الشريرة في کل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهناک بحور من الدماء بينهم وبين النظام الحاکم کون قوة منظمة ومتماسکة مؤمنة بايدولوجية الإسلام متمثلة بمجاهدي خلق الإيرانية وفي صلب بديل سياسي أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد نشرت ثقافة التسامح والإيمان بالحريات في المجتمع وتحدت بقوة قراءة الملالي التطرفية القائمة علی العنف من الإسلام وقدمت بديلاً فکرياً وثقافياً ضد التطرف إلی المجتمع الإيراني.
لذلک کلما يضعف هذا النظام وکلما ينعزل في المجتمع الإيراني، کلما تزداد حاجته الی التطاول علی الخارج. في الوقت الذي باء التطرف الإسلامي بالفشل الذريع داخل الشعب الإيراني وأصبح منبوذاً، فان الملالي وبهدف استمرار الاستبداد ومقارعة النساء والتمييز الديني وفي کلمة واحدة من أجل الاحتفاظ بسلطتهم البالية يصعدون القمع من جهة في الداخل ومن جهة أخری يلجأون أکثر من الماضي إلی الإرهاب وإثارة الحرب خارج إيران.
لنتذکر أن القوات النازية وفي آخر عام للحرب العالمية الثانية، کانت تهدد الأسرة البشرية أکثر من أي وقت مضی فيما کانت تعيش مرحلة الانهزام والانهيار.
 
ضرورة حل ثقافي وديني مقابل التطرف

إن تصدير الإرهاب والحرب والاغتيال تحت اسم الإسلام إلی خارج الحدود، هو ضرورة حفظ السلطة للنظام الحاکم في طهران، وهو واحد من السمات الأساسية للتطرف العائش علی النزعة الاقتحامية. واذا ما تم إعادة هذا النظام إلی داخل الحدود الإيرانية واذا ما أرغم علی التخلي عن مشاريعه النووية، فان مکامن الوهن الأساسية للملالي ستظهر وأن وتيرة اسقاطه سترتفع بسرعة فائقة..هذه هي حقيقة أکدها الخامنئي وغيره من قادة النظام مرات عديدة بقولهم ان خطوة تراجع تتلوها بداية مسلسل تراجعات حتی سقوط النظام.[16]وقال أمين المجلس الأعلی لأمن النظام علي شمخاني في ديسمبر/کانون الأول 2014 أثناء مصرع أحد کبار قادة قوة القدس في العراق: « الأشخاص الذين في قلوبهم مرض يروجون الإشاعات هذه الأيام بأنه ”ما العلاقة بين سامراء وحميد تقوي وما شأننا بما يحدث في العراق وسوريا. الجواب علی هذا السؤال واضح: إذا لم يدفع أمثال تقوي دمهم فعلينا أن ندفع الدم في سيستان وآذربايجان واصفهان وشيراز» (وکالة أنباء فارس 29 ديسمبر/کانون الأول2014).[17]ومثلما أثبتت الانتفاضة في عام 2009 أن الشعب الإيراني خاصة الشباب والنساء يتصيدون الفرصة لإحداث تغيير أساسي في النظام برمته. المتطرفون في الدول العربية وحتی بعض العواصم الأوروبية يجندون الشباب، فيما يخوض الشباب في إيران المواجهات ضد المتطرفين الحاکمين. ان أبناء الشعب الإيراني يجربون منذ (36) عاماً هذه الظاهرة الشريرة في کل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهناک بحور من الدماء بينهم وبين النظام الحاکم کون قوة منظمة ومتماسکة مؤمنة بايدولوجية الإسلام متمثلة بمجاهدي خلق الإيرانية وفي صلب بديل سياسي أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد نشرت ثقافة التسامح والإيمان بالحريات في المجتمع وتحدت بقوة قراءة الملالي التطرفية القائمة علی العنف من الإسلام وقدمت بديلاً فکرياً وثقافياً ضد التطرف إلی المجتمع الإيراني.لذلک کلما يضعف هذا النظام وکلما ينعزل في المجتمع الإيراني، کلما تزداد حاجته الی التطاول علی الخارج. في الوقت الذي باء التطرف الإسلامي بالفشل الذريع داخل الشعب الإيراني وأصبح منبوذاً، فان الملالي وبهدف استمرار الاستبداد ومقارعة النساء والتمييز الديني وفي کلمة واحدة من أجل الاحتفاظ بسلطتهم البالية يصعدون القمع من جهة في الداخل ومن جهة أخری يلجأون أکثر من الماضي إلی الإرهاب وإثارة الحرب خارج إيران.لنتذکر أن القوات النازية وفي آخر عام للحرب العالمية الثانية، کانت تهدد الأسرة البشرية أکثر من أي وقت مضی فيما کانت تعيش مرحلة الانهزام والانهيار. 

ان استخلاص صحيح لتحولات الأعوام الأخيرة تعطي نتيجة مهمة بأن التطرف والتشدد الإسلامي فاقد المناعة وهزيمته ممکنة. فضرورة القضاء عليه هي اتخاذ سياسة حازمة وشاملة والترکيز علی بؤرته.
وهذا لا يتحقق حصرا بتعزيز وتقوية الطاقات والقدرات الاستخبارية وتوسيع وتکثيف العمليات العسکرية وانما يتطلب العمل علی حل سياسي وديني وثقافي لکي تصبح بالإمکان استئصال هذه الغدة السرطانية للأبد. فبدون تقديم إسلام بديل – وفي واقع الأمر إسلام حقيقي – يروج التسامح والحرية والانتخاب الحر للشعب، فان أرباب التطرف يوحون أن الحرب ضد التطرف والتشدد لدی الشعب بأنه حرب ضد الإسلام، الأمر الذي هو أهم مصدر لتغذية هذه الظاهرة الشريرة. يجب تمييز الحدود بين الإسلام الحقيقي وبين هذه الفکرة المتحجرة والرجعية من الإسلام ويجب الکشف عن الدجل والاستغلال السوء من قبل المتطرفين لاسيما النظام الإيراني للإسلام وتجفيف بيئة نفوذه. ومن البديهي أن هذا العمل ليس بالأمر الهين ولا يمکن تحقيقه من خلال کلمات جميلة.
ومن حسن الحظ في إيران هناک منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أکبر منظمة سياسية معارضة لنظام الملالي حيث تقدم أيضاً حلاً ثقافياً وآيدولوجياً ضد التطرف الإسلامي. هذه المنظمة وطيلة نصف قرن من حياتها کانت تخوض النضال من الناحية السياسية والثقافية وفي أشکالها المختلفة ضد التحجر الإسلامي وهي تعتقد أن المتطرفين هم أکبر أعداء الإسلام وأن سلوکياتهم ورؤاهم لا تمت للإسلام والقرآن بصلة ويجب استعادة الإسلام من المتطرفين.
هذه المنظمة وبعد سقوط نظام الشاه خاضت معرکة ثقافية – اجتماعية – سياسية من خلال فعل تراکمي موسع بين أوساط الشباب وطلاب المدارس والجامعات والنساء والعمال وغيرهم من طبقات المجتمع وکشفت عن هوية الخميني والملالي الحاکمين في إيران والعائدة الی قرون الظلام والمعادية للديمقراطية والمتخلفة وقدمت رؤية عن الإسلام الديمقراطي إلی المجتمع الإيراني بحيث وخلال عامين ونصف العام وقبل أن تغلق جميع الطرق السلمية للنشاط السياسي في إيران من قبل النظام، تمکنت المنظمة من فصل طيف واسع من الشارع الإيراني من حکم الملالي ونال مرشح المنظمة مسعود رجوي في أول دورة انتخابية للرئاسة دعماً من قبل طيف واسع من الشباب والطلاب والعمال والنساء والأقليات الدينية والقومية بالترکيز علی برنامج قائم علی الحريات الأساسية والاجتماعية بالضد من ثقافة التطرف الإسلامي بحيث اضطر الخميني إلی إلغاء ترشيح رجوي کونه کان قلقا للغاية من الأصوات التي يدلي بها الناخبون الإيرانيون في الصناديق لصالحه. کما وفي أول انتخابات نيابية جرت قد نال رسمياً أکثر من نصف مليون من الأصوات في طهران رغم عمليات التزوير الواسعة.[18]
 
الإسلام الديمقراطي: حل لمشکلة التطرف الإسلامي

 

الإسلام الذي نؤمن به، هو إسلام حقيقي أي الإسلام الديمقراطي.
الهدف المعلن من قبل التطرف الإسلامي هو تنفيذ أحکام الشريعة باللجوء إلی القهر. وهذا هو القاسم المشترک لولاية الفقيه في إيران والخلافة الإسلامية لداعش في العراق.
إني أعلن بصفتي انسانة مسلمة:
کل شيء قائم علی الإکراه والقهر والإرغام، فليس إسلامي. لا الدين القسي ولا العبادة القسرية ولا التحجب القسري. وحسب نص القرآن الکريم: لا إکراه في الدين.
ويقول الإسلام کما جاء في القرآن لـ(َيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي کَانَتْ عَلَيْهِمْ) (سورة الأعراف – الآية 157) وليس لفرض أحکام الشريعة. ما يقدمه المتطرفون تحت عنوان الشريعة ليس لا يمت للإسلام بصلة فحسب وانما ضد الإسلام. فأحکام الشريعة للمتطرفين إما أحکام من عندهم أو تتعلق بالألفيات السابقة ولا هدف له سوی کسب السلطة أو الاحتفاظ بها. کل ما يکبل الحرية والانتخاب والذات الإنساني للإنسان فهو خلاف للإسلام.
کون الإسلام هو دين الرحمة والحرية وقال الله جل جلاله للرسول الکريم وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ.
الإسلام يعترف بالسلطة للشعب کأکبر حقوقه ويرفض الاستبداد تحت أي مسمی ويافطة ومبرر کان ويعتمد أساسه علی الشوری والانتخاب الحر وحرية التعبير وحرية الرأي.
ويقول القرآن الکريم کلکم متساوون رغم الأعراق والجنس. الإسلام هو المدافع والمحفز للتطوررات والانجازات البشرية. وبناء علی هذه المبادئ تؤمن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بالإسلام. وطيلة (36) عاماً مضت کانت المنظمة قد رفعت راية الديمقراطية والتعددية وفصل الدين عن الدولة.
الإسلام يحترم کل الاحترام لحقوق الإنسان ويعتبر قتل نفس کأنما قتل الناس جميعا. الإسلام هو دين السماح والتسامح ويحترم جميع الأديان وقد أکد القرآن الکريم أننا لا نفرق بين الرسل.
هذه الرسائل هي التي قادرة علی دحر التطرف الإسلامي في عقر داره الاعتقادية أي إيران. ولهذا السبب فان النقيض للتطرف هو الإسلام الحقيقي والأصيل الغير محرف من قبل الملالي وهو يتمثل في الإسلام الديمقراطي والتسامحي. وبالاعتماد علی هذه الفکرة لعبت مجاهدي خلق الإيرانية (القوة المحورية للمقاومة الإيرانية) داخل إيران دوراً حاسماً في دحر ثقافة الملالي وأفکارهم وعزلتهم الاجتماعية بمثابة رأس التطرف الإسلامي.
کما إن هذه الحرکة ولما لها سجل نضالي قديم ضد الفاشية الدينية الحاکمة في إيران ولکونها قد دفعت الثمن الباهظ في النضال قد کسبت في هذا النضال الصلاحية والتأهل للتصدي للتطرف الإسلامي.
 
استراتيجية الانتصار علی التطرف

الإسلام الذي نؤمن به، هو إسلام حقيقي أي الإسلام الديمقراطي.الهدف المعلن من قبل التطرف الإسلامي هو تنفيذ أحکام الشريعة باللجوء إلی القهر. وهذا هو القاسم المشترک لولاية الفقيه في إيران والخلافة الإسلامية لداعش في العراق.إني أعلن بصفتي انسانة مسلمة:کل شيء قائم علی الإکراه والقهر والإرغام، فليس إسلامي. لا الدين القسي ولا العبادة القسرية ولا التحجب القسري. وحسب نص القرآن الکريم: لا إکراه في الدين.ويقول الإسلام کما جاء في القرآن لـ(َيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي کَانَتْ عَلَيْهِمْ) (سورة الأعراف – الآية 157) وليس لفرض أحکام الشريعة. ما يقدمه المتطرفون تحت عنوان الشريعة ليس لا يمت للإسلام بصلة فحسب وانما ضد الإسلام. فأحکام الشريعة للمتطرفين إما أحکام من عندهم أو تتعلق بالألفيات السابقة ولا هدف له سوی کسب السلطة أو الاحتفاظ بها. کل ما يکبل الحرية والانتخاب والذات الإنساني للإنسان فهو خلاف للإسلام.کون الإسلام هو دين الرحمة والحرية وقال الله جل جلاله للرسول الکريم وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ.الإسلام يعترف بالسلطة للشعب کأکبر حقوقه ويرفض الاستبداد تحت أي مسمی ويافطة ومبرر کان ويعتمد أساسه علی الشوری والانتخاب الحر وحرية التعبير وحرية الرأي.ويقول القرآن الکريم کلکم متساوون رغم الأعراق والجنس. الإسلام هو المدافع والمحفز للتطوررات والانجازات البشرية. وبناء علی هذه المبادئ تؤمن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بالإسلام. وطيلة (36) عاماً مضت کانت المنظمة قد رفعت راية الديمقراطية والتعددية وفصل الدين عن الدولة.الإسلام يحترم کل الاحترام لحقوق الإنسان ويعتبر قتل نفس کأنما قتل الناس جميعا. الإسلام هو دين السماح والتسامح ويحترم جميع الأديان وقد أکد القرآن الکريم أننا لا نفرق بين الرسل.هذه الرسائل هي التي قادرة علی دحر التطرف الإسلامي في عقر داره الاعتقادية أي إيران. ولهذا السبب فان النقيض للتطرف هو الإسلام الحقيقي والأصيل الغير محرف من قبل الملالي وهو يتمثل في الإسلام الديمقراطي والتسامحي. وبالاعتماد علی هذه الفکرة لعبت مجاهدي خلق الإيرانية (القوة المحورية للمقاومة الإيرانية) داخل إيران دوراً حاسماً في دحر ثقافة الملالي وأفکارهم وعزلتهم الاجتماعية بمثابة رأس التطرف الإسلامي.کما إن هذه الحرکة ولما لها سجل نضالي قديم ضد الفاشية الدينية الحاکمة في إيران ولکونها قد دفعت الثمن الباهظ في النضال قد کسبت في هذا النضال الصلاحية والتأهل للتصدي للتطرف الإسلامي. 

لقد تحول التطرف الإسلامي مع مسک الملالي مقاليد الحکم في إيران إلی خطر يهدد السلام والأمن وفي عام 2003 وبعد سلطة النظام الإيراني علی العراق قد أخذ التطرف امتداداً غير مسبوق وطالما الملالي قائمين علی السلطة في إيران، فان الأزمة تبقی مستمرة بأشکال مختلفة، لذلک فان الحل الغائي هو إسقاط النظام الإيراني وحصراً يتحقق بيد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. علی أية حال ولمنع تجذر هذه الأزمة أکثر من الماضي وللمضي قدماً إلی الجانب الصحيح من أجل وضع حد لهذه الکارثة فهناک حاجة أن يتخذ المجتمع الدولي الخطوات التالية:
أولا – اتخاذ خطوات عملية لقطع دابر النظام الإيراني في العراق: مع قطع دابر النظام الإيراني في العراق فان التطرف سيتراجع وهذه هي نقطة حيث تنامی التطرف، يجب استئصال قوة القدس والميليشيات الشيعية وغيرها من عملاء النظام الإيراني الذين تجذروا طيلة (8) سنوات من ولايتي المالکي في هيکيلة الأجهزة السياسية والعسکرية والأمنية والاقتصادية العراقية من جسد هذه المؤسسات. أکبر خطأ سيکون هو اللجوء إلی هذه الميليشيات لمحاربة داعش. الحل الوحيد أمام داعش هو تقوية السنة والثقة بهم وتسليح العشائر وإشراکهم علی أرض الواقع في السلطة عملياُ وفي المحتوی.
ثانيا – مساعدة الشعب السوري في إسقاط الأسد والإسهام في تحقيق الديمقراطية في هذا البلد. جرائم النظام الأسدي الذي قائم فقط بدعم النظام الإيراني وحرسه له، أکبر مصدر للتغذية الاجتماعية للتطرف السني. ولو کان هناک رد فعل مناسب علی جرائم الأسد الکيمياوية الهائلة في ريف دمشق عام 2013 حيث ألمت ضمائر البشرية المعاصرة، لما کان داعش بالتأکيد في موقعه اليوم من حيث القوة. فجرائم النظام الإيراني وبشار الأسد في سوريا حيث خلفت مئات الآلاف من القتلی وأکثر من عشرة آلاف مليون مشرد، تشکل أکبر مصدر للتغذية لمشاعر الغضب والکراهية لدی المسلمين السنة.
ثالثا – بدلاً من المساومة مع الملالي باعتبارهم بؤرة التطرف والإرهاب، يجب الاعتراف بإرادة الشعب الإيراني لإسقاط هذا النظام. الصمت تجاه الانتهاکات الصارخة والمنظمة لحقوق الإنسان والإعدامات الجماعية المتزايدة هو أکبر تشجيع لهذا التشدد.
وهناک حلقة مهمة للغاية في هذه الدائرة، وهي ضرورة توفير الحماية وحقوق سکان ليبرتي. ما حصل في العراق بحق أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية منذ عام 2003 ولحد الآن، فهو کان قد صب في خدمة النظام الإيراني وفتح الأبواب علی مصراعيه أمام نفوذ التشدد، قبل أن يکون مطروحاً کونه قضية إنسانية وقبل أن يکون نقضاً لتعهدات خطية التزمت بها أمريکا والأمم المتحدة کراراً ومراراً تجاه هؤلاء الأفراد. فيما کان (5.200.000) من أبناء الشعب العراقي قد أعلنوا في بيانهم الصادر عام 2006 أن مجاهدي خلق کانت أهم حاجز سياسي وثقافي مقابل نمو ونفوذ التطرف. وبعد تحويل حماية سکان ليبرتي من قبل أمريکا إلی الحکومة الصنيعة للنظام الإيراني في العراق ، لقد قتل (116) من السکان خلال (6) هجمات مميتة شنتها القوات الحکومية وتوفي (25) منهم بطريق الموت البطيء جراء الحصار الطبي المفروض الذي يعمل کعامل تعثر أمام الوصول المبکر للعناية الطبية وأن (7) منهم احتجزوا کرهائن في عام 2013 ولا خبر عنهم.
رابعا – التأکيد علی القراءة الديمقراطية والتسامحية للإسلام مقابل القراءات التطرفية الشيعية أم السنية.
خامسا – اتخاذ سياسة حازمة تجاه المشاريع النووية للنظام الإيراني بحيث لا يبقي أي طريق أمام وصول النظام الإيراني إلی القنبلة النووية. انه عامل مهم للغاية لتخليص المنطقة من التطرف کون ذلک يضعف بؤرة عين التطرف وتقيد ساحة عمله.
 
السيد الرئيس،
النواب المحترمون،
يعيش نظام الملالي اليوم أزمة معمقة داخلياً حيث أبناء الشعب الإيراني لا يريدون نظام الولي الفقيه المطلق. انهم يريدون الحرية والديمقراطية وتغيير هذا النظام.
النظام الإيراني يواجه أزمة اقتصادية عميقة، فالفساد متفش في کل جسد النظام وبحسب الاحصائيات الحکومية فان عدد الجياع قد تجاوز (12) مليون نسمة.[19] إيران هي من أکثر الدول التي تواجه أعلی معدلات التضخم في العالم ونسبة البطالة هي مالايقل عن (40) بالمئة.[20]ورغم هذه الأزمات کلها فان روحاني قد زاد من تخصيصات قوات الحرس في موازنة العام الجاري بنسبة (50) بالمئة.[21]
ورغم القمع المطلق فان الانتفاضات الاجتماعية تأخذ أبعادا جديدة کل يوم. وفي يوم 15 نيسان/إبريل قام معلمو البلاد الذين يبلغ عددهم مليون نسمة، بتنظيم احتجاجات عارمة في (27) محافظة من أصل (31) محافظة منها في طهران حيث خرجوا إلی الشوارع کما إن الإضرابات والاحتجاجات العمالية تزداد يوماً بعد يوم. [22]
ان المدعين بـ «الاعتدال والوسطية» داخل النظام، من أمثال حسن روحاني يتفقون في الرأي علی الخطوط الحمر لبقاء النظام والسلطة المطلقة للخليفة والولي الفقيه مع سائر الزمر الحاکمة ويشاطرونهم رأيا في القمع وتصدير الإرهاب. إنهم وخلافاً للتصور والادعاء الذي يطلقه المساومون ليسوا قوة التغيير والتحول، بل هم يعملون في خدمة حفظ نظام ولاية الفقيه وأن أي قياس لهم بالمعارضين المحليين لسائر الديکتاتوريات، فهو خطأ فادح. ومادام هذا النظام في السلطة، فان التطف الإسلامي يبقی أکبر خطر علی العالم.
ان ائتلاف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وبحوالي (500) عضو تشکل النساء أکثر من نصفهم، يشمل قوی ديمقراطية تريد إسقاط نظام الملالي برمته وتحقيق جمهورية تعددية وسکولارية. ان هذا المجلس ومع (34) عاماً من التجربة في مواجهة هذا النظام إضافة الی الدعم الشعبي الواسع الذي يحظی به وشهرته الدولية يحظی بدعم من قبل طيف واسع من الاتجاهات السياسية في اوربا وأمريکا والدول العربية والإسلامية.
وبحسب النظام الداخلي للمجلس فان الحکومة المؤقتة بعد سقوط نظام الملالي تتشکل لنقل السلطة الی الشعب خلال مدة لاتتعدی (6) أشهر ستکون مهامها إقامة انتخابات حرة بإشراف دولي لتشکيل المجلس التأسيسي. مهمة المجلس التأسيسي هي صياغة الدستور وتصريف الأعمال للبلاد الی حين تبني الدستور للجمهورية الجديدة.
کما يتعهد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وحسب نظامه الداخلي والقرارات الصادرة عنه باحترام البيان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وغيره من الصکوک الدولية المعنية وفصل الدين عن الدولة والمساواة بين الرجل والمرأة. وأن ورقة عمل المقاومة الإيرانية لمستقبل إيران التي لخصتها في (10) مواد هي کالتالي:[23]
1 – نحن نری أن أصوات المواطنين هي المعيار الوحيد للقياس والتقييم وعلی هذا الأساس نطالب بحکم جمهوري يستند إلی رأي الشعب.
2- نحن نطالب بنظام تعددي وحرية الأحزاب والإجتماعات، واننا في إيران الغد سنحترم جميع الحريات الشخصية وحرية وسائل الإعلام و الحرية للجميع في الوصول الی الفضاء الإلکتروني دون قيد او شرط.
3- اننا في إيران الغد المحررة سندافع عن إلغاء حکم الإعدام ونلتزم بذلک.
4- إننا ملتزمون بفصل الدين عن الدولة وسيکون محظورا أي تمييز بشأن أتباع جميع الديانات والمذاهب.
5- نحن نؤمن بالمساواة الکاملة بين النساء والرجال في جميع الحقوق السياسية والاجتماعية والمشارکة المتساوية للنساء في القيادة السياسية، وسيتم الغاء جميع أشکال التمييز ضد النساء وسيتمتعن بحق الاختيار الحر في ارتداء الملابس والزواج والطلاق والتعليم والعمل.
6- إيران الغد ستکون دولة العدالة والقانون. اننا ندعو إلی إقامة نظام قضائي حديث قائم علی احترام مبدأ البراءة وحق الدفاع وحق التظلم وحق التمتع بمحاکمة علنية والاستقلال الکامل للقضاء، ولن يکون لقانون شريعة الملالي مکان في إيران الغد.
7- إيران الغد ستکون دولة احترام حقوق الإنسان، اننا ملتزمون بـ”الاعلان العالمي لحقوق الانسان” وبالمواثيق والاتفاقيات الدولية بما فيها “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ” و”اتفاقية مناهضة التعذيب” و”اتفاقية إلغاء کافة اشکال التمييز ضد النساء”. إيران الغد بلد لجميع الشعوب. إننا نؤکد علی مشروع الحکم الذاتي في کردستان إيران حيث تبناه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. اللغة والثقافة لجميع مواطنينا من آي قومية کانوا تعدان من الثروات الإنسانية لجميع أبناء البلد ويجب ترويجها وإشاعتها في إيران الغد.
8- نحن نعترف بالملکية الشخصية والاستثمار الخاص والسوق الحرة ونضع نصب أعيننا مبدأ ضرورة توفير الفرص المتکافئة لجميع أبناء الشعب الإيراني سواء في الاشتغال او الکسب، وفي رأينا أن إيران الغد ستکون دولة حماية البيئة واحيائها.
9- سياستنا الخارجية ستکون قائمة علی التعاون والتعايش السلمي والسلام والتعاون الدولي والإقليمي واحترام ميثاق الامم المتحدة.
10- إيران الغد ستکون دولة غير نووية وخالية من أسلحة الدمار الشامل.
 
اسمحوا لي أن أختم کلمتي بمقولة لأحد رواد الحرکة الحقوقية المدنية الأمريکية مارتن لوترکينغ: «ان القوس الأخلاقي للکون واسع، ولکنه ينحني نحو العدالة». ان حرکتنا کانت موجودة قبل الثورة الإيرانية ونحن علی إيقان بأننا وبمساعدتکم نتمکن من توجيه هذا القوس الأخلاقي في العالم بسرعة أکبر کون جانبنا هو الجانب العدل.
أشکرکم جميعاً.
 
[1]Islamic Fundamentalism: The New Global Threat– June, 1993
by Mohammad Mohaddessin (Author)
http://www.amazon.com/Islamic-Fundamentalism-New-Global-Threat/dp/092976532X/ref=sr_1_12?s=books&ie=UTF8&qid=1429620725&sr=1-12&keywords=islamic+fundamentalism
[2]- دستور الجمهورية الإسلامية ، المادة الخمسون بعد المائة
«تبقی قوات حرس الثورة الإسلامية – التي تأسست في الأيام الأولی لانتصار هذه الثورة – راسخة ثابتة من أجل أداء دورها في حراسة الثورة ومکاسبها».
[3]-Fallen For Freedom                                                                                                  
20,000 PMOI Martyrs – Partial List of 120,000 Victims of Political Executions in Iran Under the Mullahs Regime
Copiled bY: People s Mojahedin Organization of Iran On the Forty-first Aniversarary of its Foundation – September 2006
[4]- دستور الجمهورية الإسلامية، المادة الثالثة
16- تنظيم السياسية الخارجية للبلاد علی أساس المعايير الإسلامية والالتزامات الأخوية تجاه جميع المسلمين، والحماية الکاملة لمستضعفي العالم.
المادة الحادية عشرة:
…علی حکومة جمهورية إيران الإسلامية إقامة کل سياستها العامة علی أساس تضامن الشعوب الإسلامية ووحدتها، وأن تواصل سعيها من أجل تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم الإسلامي.
المادة الرابعة والخمسون بعد المائة:
تعتبر جمهورية إيران الإسلامية سعادة الإنسان في المجتمع البشري کله قضية مقدسة لها، وتعتبر الاستقلال والحرية وإقامة حکومة الحق والعدل حقًا لجميع الناس في أرجاء العالم کافة، وعليه فإن جمهورية إيران الإسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستکبرين في أية نقطة من العالم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشئون الداخلية للشعوب الأخری.
[5]- صحيفة مجاهد العدد (427) الصادر في 9 شباط/فبراير 1999 حيث وردت فيها أسماء ومواصفات (3208) من السجناء الذين استشهدوا في عملية مجزرة جماعية.
[6]- مصطفی بورمحمدي ممثل وزارة المخابرات للنظام في لجنة الموت في مجزرة السجناء السياسيين الذي هو وزير للعدل في حکومة روحاني.
[7]- الخامنئي في خطبة صلاة الجمعة بطهران 3 شباط/ فبراير2012«نحن نعتقد أن المسلمين سواء الشافعي أو الجعفري أو المالکي أو الحنبلي أو الزيدي کلهم فرق إسلامية يجب أن يتضافروا في بناء حضارة إسلامية موحدة معاصرة وعالمية مقتدرة علی دين محمد (ص) بالتآخي والاحترام المتبادل ضمن حوار أخوي بناء نزيه في الفقه والکلام والتفسير والتاريخ.
إيران لا تستهدف نشر التوجّه الإيراني أو الشيعي بين المسلمين. إيران تنهج طريق الدفاع عن القرآن والسنة وإحياء الأمة الإسلامية. الثورة الإسلامية تعتقد أن مساعدة المجاهدين من أهل السنّة في منظمات حماس والجهاد، والمجاهدين الشيعة في حزب الله و أمل واجبًا شرعيًا وتکليفًا إلهيًا دونما تمييز بين هذا وذاک». (قناة شبکة الأخبار 3 شباط/فبراير2012).
[8]- کلمة الخامنئي علی قبر الخميني: ثمة جماعة في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي اليوم تسمّی الجماعات التکفيرية و الوهابية و السلفية تعمل ضد إيران و ضد الشيعة و التشيع، و يقومون بأعمال سيئة و قبيحة، لکن هؤلاء ليسوا الأعداء الأصليين (قناة شبکة الأخبار 4 حزيران/يونيو 2014).
[9] – وصية الخميني – الفقرة (فاء):
فاء ـ … انهضوا أنتم يا مستضعفوا العالم ويا أيتها الدول الإسلامية والمسلمون في العالم أجمع، وخذوا حقوقکم بأيديکم وأسنانکم، ولا يخيفنکم الصخب الإعلامي للدول الکبری وعملائها العبيد. اطردوا الحکام الجناة من بلدانکم فهم يسلمون حصيلة أتعابکم إلی أعدائکم وأعداء الإسلام العزيز. لتبادروا أنتم ـ وخصوصاً المخلصين الملتزمين منکم ـ للأخذ بزمام الأمور والنهوض جميعاً تحت راية الإسلام المجيدة للوقوف بوجه أعداء الإسلام دفاعاً عن المحرومين في العالم.وامضوا قُدماً لإقامة دولة إسلامية واحدة تنضوي تحت لوائها جمهوريات حرة ومستقلة، فإنکم بذلک ستوقفون جميع المستکبرين في العالم عند حدهم، وتحققون إمامة المستضعفين ووراثتهم للأرض، عسی الله تعالی أن يعجل من ذلک الأمر الذي وعدنا به.
15 شباط/فبراير1983 المصادف الأول من جمادی الأول 1403
[10]- موقع «شبهة» : لماذا يعرفون القائد المعظم «زعيم مسلمي العالم»؟
ف- هناک فرق بين مرجع التقليد وبين حاکم الحکومة الاسلامية. الفرق هو بين «الحکم» و «الفتوی». مراعاة فتوی مجتهد وهو مرجع تقليد واجب علی مقلديه ولکن اذا «حکم» مرجع فعلی جميع الشيعة وحتی المراجع واجب أن يراعوا ذلک الحکم. (مثل حکم ميرزا شيرازي في حرمة التبغ).
ب- اذاُ في حال وصول مجتهد الی الحکم فطاعة الأوامر الحکومية الصادرة عنه واجب علی کل المسلمين. لذلک انه «إمام» أو قائد للجميع.
ج- اليوم في العالم الذي فيه قرابة ملياري مسلم وقرابة 500 مليون من الشيعة منهم لذلک ونظرا الی أن طاعة «ولي أمر المسلمين» أو «ولاية الفقيه» واجب علی الجميع فان قيادة کل الشيعة في العالم أمر مثبت به.
[11]-کلمة الخميني بمناسبة ذکری المولد النبوي الشريف في عام 1982.
[12]- 18 سبتمبر/ إيلول2014 قال عضو في برلمان الملالي: في الوقت الحاضر هناک 3 عواصم عربية بيد إيران وصنعاء ستکون العاصمة الرابعة… واننا نسعی لتوحيد الدول الإسلامية.
[13]-وکالة أنباء ايرنا 17 نيسان/إبريل 2015
ممثل الولي الفقيه في محافظة زنجان وخطيب صلاة الجمعة قال: سواتر حدود إيران الإسلامية تقع في اليمن وأن الاعتداء علی اليمن هو اعتداء علی الجمهورية الإسلامية بالتأکيد.
[14]- وکالة أنباء فارس – 14 شباط/فبراير 2013 قال الملا مهدي طائب مستشار الخامنئي العالي: سوريا هي المحافظة الخامسة والثلاثون وهي محافظة استراتيجية لنا.
[15]- في الوقت الحاضر وبتزايد نسمة البلاد وزيادة الاستخدام الفردي للعجلات الشخصية، فان إيران أصبحت واحدة من أکثر الدول المحتاجة للبنزين وواحدة من مستوردي هذه البضاعة في العالم.
مصفی                            السعة الانتاجية اليومية من البنزين (ألف لتر)        سنة التدشين
آبادان                                          9138                                                    1912
طهران                                        1700                                                    1969
کرمانشاه                                      1137                                                    1971
شيراز                                         1905                                                    1973
لاوان                                          987                                                      1976
تبريز                                          2884                                                    1978
اصفهان                                       7568                                                    1978
اراک                                           4760                                                    1993
بندرعباس                                  13000                                                  1997
(التحقيق تم اجراؤه من قبل بي بي سي 30 آب/أغسطس 2011)
 
[16]- وکالة أنباء فارس 15 مارس/آذار 2007- الخامنئي: أي تراجع سيتبعه مسلسل لا ينتهي من التراجعات ولذلک فانه طريق بلا عودة» وکذلک : مجموعة من التحذيرات التي أطلقها رموز النظام من عواقب التراجعات النووية في کتاب تحت عنوان «التراجع محظور».
[17]-علي شمخاني سکرتير المجلس الأعلی لأمن النظام: « الأشخاص الذين في قلوبهم مرض يروجون الإشاعات هذه الأيام بأنه ”ما العلاقة بين سامراء وحميد تقوي وما شأننا بما يحدث في العراق وسوريا. الجواب علی هذا السؤال واضح: إذا لم يدفع أمثال تقوي دمهم فعلينا أن ندفع الدم في سيستان وآذربايجان واصفهان وشيراز» (وکالة أنباء فارس 29 ديسمبر/کانون الأول2014).
[18]- صحيفة مجاهد العدد (38) (الصفحة الثانية) الصادر في 12 نيسان/إبريل1980
[19]-علي ربيعي وزير التعاون والعمل والشؤون الاجتماعية للنظام – وکالة أنباء مهر 5 ديسمبر/کانون الأول2014
[20] – موقع اقتصاد ايراني 18 نوفمبر/تشرين الثاني2014
[21]- قانون الموازنة للعام الايراني 94 (مارس 2015 لحد مارس 2016) اقتصاد نيوز 7 کانون الثاني/يناير2015
[22]- وکالة أنباء أسوشيتدبرس16 نيسان/إبريل 2015: «ايلنا وکالة شبه رسمية للنظام الايراني -: آلاف المعلمين يتظاهرون للمطالبة بزيادة رواتبهم. وجرت التظاهرات يوم الخميس في عدة مدن إيرانية بما فيها العاصمة طهران. المعلمون احتشدوا بصمت أمام بنايات وزارة التعليم والتربية في المحافظات و في طهران مئات المعلمين احتشدوا أمام برلمان النظام. المتظاهرون کانوا يحملون لافتات تطالب بزيادة الرواتب وإطلاق سراح المعلمين المسجونين حيث يقال إنهم اعتقلوا في تظاهرات مماثلة في الشهر الماضي.
[23]- رؤی مريم رجوي لإيران الغد – 22 حزيران/ يونيو 2013
http://www.maryam-rajavi.com/en/index.php?option=com_content&view=article&id=1452&Itemid=592
 
 

  

زر الذهاب إلى الأعلى